توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين ضمير الإنسانية إزاء مذبحة أكراد سوريا؟

  مصر اليوم -

أين ضمير الإنسانية إزاء مذبحة أكراد سوريا

بقلم - عائشة عبدالغفار

 لماذا لا تحتج حكومات الغرب على مأساة مذبحة الأكراد فى سوريا على يد الجيش التركي؟ وكيف يستطيع زعماء الغرب الدخول فى نوم عميق متجاهلين إبادة جماعية عنصرية مبرمجة، لاشك أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أنقذت صورة القارة العجوز وإن كانت تصريحاتها قد جاءت متأخرة بعض الشىء، عندما أعلنت بأسلوب صارم أن هجوم تركيا على «عفرين» الكردية غير مقبول حيث هناك آلاف وآلاف المدنيين المقهورين يلقون حتفهم أو مضطرون إلى الهروب!

إن السكوت على مأساة أكراد سوريا معناه قبولها وأمام هذا الاستخفاف والجبن يجب أن نعيد إلى الأذهان الحل السياسى الذى اقترحه وينستون تشيرشل عام 1948 عقب توقيع اتفاقيات ميونيخ من قبل سلفه «نفيل شامبرلين» ونظيره الفرنسى ادوارد دالادييه عندما أعلن الأسد البريطانى «كان عليكم أن تختاروا بين فقدان الشرف والحرب. لقد اخترتم العار... فسوف تأتيكم الحرب».... ويرى المحللون أن مثلما ترك أهل ميونيخ التشيك فى أيادى هتلر فالغرب يتخلى حاليا عن أكراد سوريا بعد أن خدموا بامتياز معركة أوروبا ضد الدولة الإسلامية التى ساندها أردوغان الحليف الخاطئ لأوروبا!

إن الغرب حتى إذا كان لم يعط موافقته على تلك العملية التى وصفها بأنها تصفية عرقية إلا أنه قد قام بخيانة عظمى كما أعلن المحلل السياسى فرانز أوليفييه جيسبير عندما ركع أمام السلطان المزمع الجديد للامبراطورية العثمانية الذى يتصور أنه مخول بتصفية أكراد سوريا!

وينتقد خبراء السياسة الخارجية موقف أحد قادة أوروبا وقع فى زلة استعمال أسلوب أردوغان الغامض ولغته غير المفهومة عندما قال «إن الأكراد قد يشكلون طاقة إرهابية تهدد الحدود التركية» ولكنه غير موقفه حين اتضح من مجريات الأحداث واستياء أصحاب الضمير أن الأكراد يحاولون فقط ممارسة حقهم فى الحياة والذى تعتبره السلطة التركية جريمة!إن أردوغان محاصر ذهنيا بوسواس القومية المفرطة ولا يقبل التقارب الجغرافى والثقافى لأكراد سوريا مع أكراد تركيا الذين يمثلون نحو 18% من سكان بلاده ولذلك فهو يطردهم من أراضيهم ويدفعهم شيئا فشيئا بعيدا.. ثم أبعد... وعندما يحاصرون فى آخر حصونهم ماذا سوف يفعل فى مئات الآلاف منهم، الذين فى الساعة الحالية يهربون من الجيش التركى فى صفوف جماعية طويلة وفى حالة فزع ورعب مثلما شاهدنهم فى الاعلام المرئى والقنوات التليفزيونية المختلفة. إن أردوغان أصبح ظاهرة تخيف أصحاب الآراء السديدة وكثيرا من خبراء الاستراتيجية. إن تركيا تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية تعنى للولايات المتحدة الكثير وتوليها أضخم الاهتمام ومن هنا التواءات وتشنجات أوباما ثم ترامب حول الملف الكردي!... كما أن تركيا تقبض من الاتحاد الأوروبى المليارات لتستبقى على أراضيها فيض اللاجئين السوريين الذين تهدد بتسريحهم فى أى لحظة!

ويتوقع المراقبون أن تركيا لن تقدم على تغيير موقفها واصلاح الأمور وتنقية الأجواء.. وسوف يتوافر لديها قريبا وسيلة ضغط ثالثة لا يراها قادة الغرب على المدى القصير وقد يسهم عدم إدراكهم وترددهم فى دفع أردوغان إلى اقرارها واللجوء إليها، فعندما سوف يستبدل جيشه فى جميع أنحاء سوريا بالإسلاميين بدلا من الأكراد كما بدأ بالفعل سوف يزرع قطيعا من الجهاديين سينشرون الممارسات الارهابية والاغتيالات والفوضى فى أوروبا نفسها كما يحذر أصحاب الرؤى الواضحة.. وفى هذا الصدد اتذكر الراحلة الكاتبة الصحفية درية عونى المتخصصة فى القضية الكردية والتى تركت وراءها علما غزيرا ودراية واسعة بهذا الملف الشائك يجب أن نستفيد به.. إن الغرب قد برهن عن موقفه المخزى منذ قرن عندما أقدمت تركيا على إبادة الأرمن وعندما يتلعثم التاريخ فيجب أن نلفظه أو نستخلص منه الدروس كما لابد أن تقف أوروبا بل العالم العربى والمجتمع الدولى بحسم ضد مذابح الأكراد!

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين ضمير الإنسانية إزاء مذبحة أكراد سوريا أين ضمير الإنسانية إزاء مذبحة أكراد سوريا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon