توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هوية أوروبا فى قلب انتخابات البرلمان الأوروبى

  مصر اليوم -

هوية أوروبا فى قلب انتخابات البرلمان الأوروبى

بقلم - عائشة عبدالغفار

من الواضح أن هوية أوروبا وأولوياتها السياسية سوف تكون فى قلب حملة انتخابات البرلمان الأوروبى فى مايو القادم وانطلقت المشاورات والمناقشات بين زعماء الرأى والمثقفين والخبراء للتعارف على ضرورة إعادة بناء أوروبا وصورتها الجديدة التى يتطلع إليها المواطن الأوروبى وأهمية إثقالها لمواجهة الإمبراطوريات الجديدة ويطرح المواطن الأوروبى تساؤلات كثيرة ماذا تعنى أوروبا للأوروبيين : الأراضي، الحضارة، المسافة الموحدة من خلال المرجعيات الثقافية المشتركة وتؤكد استطلاعات الرأى العام أن الاتحاد الأوروبى مازال يشكل إرادة التعايش الأفضل فى إطار مجموعة متناسقة من أجل مشروع واعد.. لاشك أن أوروبا تريد أن تلملم وتجمع شملها من جديد بعد أزمة البريكسيت فى المملكة المتحدة وقضية كاتالونيا فى إسبانيا وفشل ماتييو رينزى والذى أعقبه مجيء الائتلاف الشعبوى فى روما.. كل هذه المتغيرات تسببت فى هزات نجد بعض تداعياتها وموجاتها تلقى بظلال تأثيرها فى فرنسا.. وحتى ألمانيا بطلة الإنجازات فى مجال الميزانية القومية والتجارة الخارجية والتأمين الاجتماعى الخ.. فلقد برهنت بتجربتها أن الحسابات العامة النزيهة والنظام الاقتصادى المثالى لم يؤمنها ضد عدم الرضا السياسى والاتهامات المصوبة للقادة: والأمر استلزم أربعة أشهر من أجل تشكيل حكومة ولتبقى أنجيلا ميركيل أفضل ضامنة لمسارها ومستقبلها حتى الآن!.. لا أحد يستطيع أن يتوقع ماذا سوف يجرى حاليا وإنما من الواضح فى هذا العام الخاص بالبريكسيت والانتخابات الأوروبية أن فرنسا تريد أن تصنع من جديد نموذجها الداخلي، ويبدو أن موقع الإصلاح انتقل من المؤسسات الأوروبية ـ وهو مشروع عزيز على إيمانويل ماكرون ـ إلى المجال القومى والذى سوف يكون له أولويته المطلقة!

وإن كان المفكرون والمثقفون يعلقون آمالا كبيرة على أهمية أن تعطى أوروبا أفضل ما لديها من خلال تعزيز ثقتها بدورها وأن تتجاوز مخاوفها وأن تراهن على المصالحة وراء فرنسا وألمانيا.. كان يؤكد المفكر تودوروف «أنه ليس هناك أوروبا بدون أنوار وليس هناك أنوار بدون أوروبا» والآن هناك مطالبة جدية «بإعادة إضاءة الأنوار»حيث تصورت أوروبا فى نهاية القرن الثامن عشر أنها فتحت صفحة مجد إنساني..

ويؤكد المؤرخون أن الثقة اليوم اختفت فى أوروبا وتركت مكانها خليطا من الخوف والخذى والذل أثاره حركة السترات الصفراء إن أوروبا اليوم ترفض أن تمثل من قبل جميع من يستغلون هذا الخليط الذى يشعر به جزء من المواطنين بدءا من فيكتور أوربان بالمجر إلى ماتييو سالفينى بإيطاليا كما يؤكد المفكر دومينيك مويزى فلكى تستعيد أوروبا روح عصر الأنوار أى النهضة فهى فى حاجة إلى رؤية واضحة وشجاعة وإلى أنوار الشمال التى كانت تمارسها الدول الاسكندنافية لحماية الديمقراطية من إفراط الرأسمالية والهجمات الشعبوية. لقد جسد بورج شتاينير أوروبا بكلمتين السيادة والذكرى لأنه كان يرى أن أوروبا بنيت بفضل نقدها للحداثة البربارية والشمولية وإرادتها بعدم ترك الإنسان للتسكع والضلال!

وبرغم المأزق الذى يقع فيه الاتحاد الأوروبى فإن أوروبا تذكر بعض الذين عاشوا سنوات عمرهم بها بالمجهود الذى يبذله الإنسان ليتفوق على نفسه وإنما هى تمر بأزمة إلهام حقيقية من جانب المؤسسات والمواطنين.

عشية انتخابات البرلمان الأوروبى يجتهد الباحثون فى بناء الحلم الأوروبى من خلال المطالبة بتعزيز أوروبا الاجتماعية وتطبيق قانون العمل وإنهاء المنافسة بين الدول الأوروبية فى اطار الاتحاد الأوروبى واستئناف التضامن المشترك فى مواجهة الانحباس الحرارى وأزمات الهجرة. إن الاتحاد الأوروبى يريد التفوق على بقية الأمم لكن هشاشة ديمقراطيته مرتبطة بغياب الشعب الأوروبى والتسوية التكنوقراطية التى تحكمها العولمة المالية وتبقى أوروبا لغزا تاريخيا وهوية ومستقبلا مترددا وموارد حقيقية!

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هوية أوروبا فى قلب انتخابات البرلمان الأوروبى هوية أوروبا فى قلب انتخابات البرلمان الأوروبى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon