توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مَن تخاطبون؟!

  مصر اليوم -

مَن تخاطبون

بقلم - ماجدة الجندي

بحكم العادة، سرى الموضوع وصار هو الفقرة الرئيسية لعدد من برامج التوك شو.. المشهد تحول على الأقل بالنسبة لعدد لا بأس به من الناس، إلى موضع للسخرية ومصمصة الشفاه.. بمناسبة شهر رمضان وعلى طريقة «اللى حافظ مش فاهم»، بدأ بعض من السادة الجدد، أصحاب البرامج، توجيه العظة الموسمية فى أهمية ألا يتحول شهر رمضان إلى شهر استهلاك و«أكل»! ورجاء حار من قرار قلوبهم أن يقتصد الناس ولا يشترون إلا قدر الاحتياج «ويا جماعة من فضلكم بلاش تبذير وتعالوا نضرب المثل، ولا تحولوا الشهر الكريم إلى شهر إهدار».. طبعاً هناك أكثر من مفارقة يمكن أن تستوقفك.. أبسطها أن هناك تقارير تبث من الأسواق عن نسب الاستهلاك وعلاقتها بالظروف الاقتصادية وأنواع من الركود فى بعض السلع التى ارتبطت برمضان وأن الذى كان يشترى كيلو أصبح يشترى «ثُمن كيلو»، هذا لو اشترى.. بعض البائعين اشتكى من ظاهرة «الفرجة».. الناس أغلبها لم يعد يملك غير الفرجة.. هذا وضع مفهوم مع كل التحولات والإصلاح والتعويم إلى آخره.. الخطاب الذى يدعو إلى «الإمساك» عن الشراء إلا بقدر الحاجة يبدو أنه «جاى» من فضاء غير الذى نعيش فيه، متجاهلاً أن الشرائح المتوسطة وليس فقط محدودو الدخل، لم يعودوا بالفعل قادرين حتى على الأساسيات وأنهم يواجهون حالة انعدام وزن حقيقى فى ميزانياتهم وأن ما كنا نتندر به عن شراء الأوروبيين اللحم بالشريحة والفاكهة بالثمرة، صار واقعاً لو تمكن منه البعض يصبح سعيد الحظ.. ولو دخلنا فى تفاصيل ميزانيات بيوت من كنا نعتبرهم «مستورين»، سوف يصبح حديث «الإهدار» وتحويل رمضان لشهر «أكل»، نكتة.

الحقيقة أن الفئة التى كنا نظنها مستورة فى طريقها إلى فقدان حتى هذا الستر.. والناس تتقبل معاناتها لأنها تريد أن تعبر بالبلد التى هى سترها الأكبر، لكن ذلك لا يمنع من أن «خطاب السادة الإعلاميين» بالدعوة للتقشف يبدو مستفزاً، بل يستحق وصفاً أقسى، ليس فقط لأننا لا نعرف مَن يخاطبون.. هل هو موجه لغالبية من الناس متوسطات دخلها صارت تقترب من دخل الفقر أو تخاطب القمة الذهبية «المحدودة» نسبياً التى ما زالت تقيم أفراحاً تتكلف الملايين، والتى تنشر إعلانات مصايف فى الساحل الشمالى كان آخرها إعلان عن تأجير بيت ساحلى بعشرات الألوف فى اليوم، ولن أشير إلى الرقم الدقيق لأنه تجاوز إمكانية احتمالى!!

أمر آخر لا يمكن تجاهله، بعض السادة المذيعين أدركه، على استحياء، فوضعه فيما يشبه الجملة الاعتراضية.. فيقول مثلاً «طبعاً يمكن واحد يقول إنت بتقول كده لأنك كذا...»، و«كذا» هذه تأخذ صيغاً متباينة تحاول أن تقول إنه صحيح ربنا فتح عليه شخصياً، لكن هذا لا يمنع من أن يدعو الناس «لربط الحزام».. فى بعض الأحيان، تأخذه «الجلالة»، أو تأخذها الجلالة، فيروح أو تروح تهتف فينا أن نكف عن الاستهلاك، بينما تضوّى الساعات أو المصاغ تحت أنوار الكاميرات، مما يجعل من «حديث التقشف» شيئاً «برانياً»، صناعياً غير مقبول صدوره.

المدهش أن يقوم مسئولون كبار بمداخلات مع مثل هؤلاء السادة، ليؤمّنوا على عظمة دعواتهم لنا بالتقشف وعبقرية ما يقولونه فى حرصهم على اقتصاد الوطن، بل إن أحدهم أخذته الجلالة هو الآخر، فراح يؤكد و«بالقسم» أنه لا شىء يقال بعدما تابع الكلام المتزن!

طيب.. هم يتخاطبون معاً.. «دخول» لا علاقة لنا بها، يعلق على كلامهم «مسئولون» يبدو أنهم أيضاً لا علاقة لنا بهم ولا اعتراض..

الاعتراض الوحيد أن يكون نحن، أو معظم الناس، هم الموجَّهة لهم هذه الدعوة بمراعاة التدبر وعدم التبذير: سواء الأطباء العاملون فى المستشفيات، أساتذة الجامعات، أصحاب المعاشات، تسعة وتسعون بالمائة من الصحفيين، موظفو الحكومة، الفلاحون حتى منهم من يملكون أرضاً يزرعونها أو الجالسون فى البيوت دون عمل.

مَن تخاطبون؟

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَن تخاطبون مَن تخاطبون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon