توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ما حساش».. بالناس

  مصر اليوم -

«ما حساش» بالناس

بقلم - ماجدة الجندي

دعك من «جلافة» الإعلامية، ومنطقها البغبغاواتى فى ترديد ما تظنه، أياً كان، فذلك أمر تعوّدناه.. واركن على جنب ما أشار إليه بعض الزملاء عن مبادئ أقرها اليونيسيف للتعامل مع الأطفال فى ظروف التحقيقات، أو المقابلات الإعلامية وغيره، وتناسَ، بالمرة، «الفورة» التى اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعى، وحالة التعاطف مع الصبية القادمين من الفيوم وسوهاج وغيرهما، والذين تم ضبطهم بتهمة التهريب فى منفذ بورسعيد، وانتشر مشهدهم، مع الست المذيعة، وهى تحاكمهم على «الحرام» الذى يمارسونه، وعلى أنهم مجرمون فى حق البلد (جاى من بلدك عشان تهّرب!؟.. مبسوط من اللى إنت بتعمله!؟ بتشتغل فى الحرام يعنى! بتضر بلدك!؟.. فيه شغل شريف كتير.. لو دوّرت هتلاقى مليون عمل..!؟» دعك من حالة «الجلالة» التى كانت عليها الست اللى شايلة الميكروفون، وأنا أعنى التوصيف، وهى تمارس جلداً لا يبيحه أى قانون لصبية تهريب بضاعة نظير مائة وخمسين جنيهاً فى اليوم، وقم بتأجيل أى ردود عن مكان المليون فرصة عمل التى اقترحتها، غضّ البصر عن عمى البصيرة الإعلامى وفساد الذوق، والنزعات التربوية والوطنية، وركز مع «محفوظ».. محفوظ دياب، الصبى القادم من سوهاج إلى بورسعيد، لتعذّر، وشحّ اللقمة، وكان آخر المتكلمين من الصبية مع الست المذيعة وأقدرهم على بلورة «رسالة» متعددة الدلالات، وتأمل أمرين: أولاً ثباته رغم صلافة الست حاملة الميكروفون، وهو مقبوض عليه، ثانياً وهو الأهم، والأكثر نفاذاً: «رؤيته» التى أثبتها، ليس بدفوع ولكن بمنطق لم يهتز، ولا يمكن لك أن تدركه إلا فى سياقه وبنفس الألفاظ، التى عبّر بها «محفوظ»، والذى بلغ الذروة أو «الكريشندو» فى جملة من كلمتين، صوّبها للست حاملة الميكروفون «إنت ما حساش.. بينا».. قالت له: «جاى من سوهاج لبورسعيد عشان تهرّب؟»، رد «آه»، قالت: «مين دلّك على الشغلانة دى؟»، رد «أصحابى»، تمطّعت وقالت: «يعنى قرناء السوء؟» رد عليها: «لا.. مش قرناء السوء.. أمال نشتغل إيه؟»، قالت له: «اشتغل فى شركة نضافة»، رد عليها بشبه تساؤل: «بخمسين جنيه فى اليوم؟»، قالت: «دى بتاخد فيها كام»، رد: «١٥٠»، استدركت: «مين قالك إن فى النضافة هتاخد خمسين؟»، رد «أمال كام؟» ردت: «ما أعرفش.. بس أهى شغله شريفة».. ركز فيما سوف يستكمل به الصبى محفوظ: «والخمسين جنيه دى هتقضّى مين؟ بلاش أنا.. هتأكّل أم وتلات بنات؟»، قالت له: «على الأقل حلال».. هنا جاءت الخلاصة، كما يحسها «محفوظ» فى كلمتين: «إنت ما حساش بينا».. هنا نقطة ومن أول السطر، لأننا سوف نشهد نقطة تصاعد تحوّل فيها «محفوظ» إلى نائب عن «قرنائه»، فما إن جاء «الاستفهام الاستنكارى» من الست حاملة الميكروفون: «إيه.. إزاى بتقول كده؟» حتى راح يدافع عن قضيته، بفصاحة الصدق، مشيراً إلى أقرانه: «إزاى ده ما يروّحش بفلوس لأمه؟ إزاى ده ما يعرفش يكسى أخته؟.. هو إحنا.. مش محسوبين «ردالة» إحنا؟ إزاى الواحد يكسى نفسه ويجيب موبايل بالحلال؟»... استمر الحوار والست حاملة الميكروفون تدعو «محفوظ» للبحث فى الاستثمار والنضافة، وتضرب له أمثلة باللى بتشوفهم بيبيعوا على الشاطئ هدوم، إلى أن قالت له: «أنا زعلانة عليك»، فأعاد لها الكرة: «وإحنا زعلانين على نفسنا».. قالت له: «إنت بتستسهل».. كشف عن جرح فى ذراعه، ليبرهن لها «أنا مش باتساهل».. مضيفاً أنه يقوم بذلك ليعود إلى سوهاج بفلوس للعيد.. استمرت فى التقريع «مش بالحرام!».. قال: «بالحلال إزاى.. بالحلال هتكسب وأجيب..؟.. المهم خد بالك من نقطتين جايين.. لما قالت لمحفوظ: «شايفاك ناقم»، سألها: «ناقم إزاى يعنى؟»، قالت «حاسس كأن ده حقك» ولما اتهمته بأنه بيضر بلده، قال لها: «هى البلد مضرورة كده ومش مضرورة بالعربيات اللى محمّلة وبتعدى بالسلام عليكو؟».. تمسكوا الغلابة اللى زيينا، طب ما تمسكوا اللى طالع بمليون»...

أما الذى لم أستطع أن أمسك نفسى بعده، لما الست اللى شايلة الميكروفون قالت لمحفوظ الذى لم يجد لقمة عيش فى موطنه سوهاج، فجاء إلى بورسعيد والتقطه سماسرة التهريب، وأرجوك تماسك..

قالت له نصاً: «وباباك ومامتك بقى موافقين على اللى بتعمله!!!!؟».

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ما حساش» بالناس «ما حساش» بالناس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon