توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التسوية التصفوية في فلسطين تسليم بالتهويد الناجز

  مصر اليوم -

التسوية التصفوية في فلسطين تسليم بالتهويد الناجز

بقلم - ماجد الشيخ

في ظل مزاج سياسي سيئ، محاط بالإحباط، وقلة الحيلة، وعدم المبادأة انطلاقاً من قوة الذات المستندة إلى ميزان قوى شراكة وطنية حقيقية وجادة، لا يخادع بعضها بعضاً، وتبتعد من التدليس والطعن في الظهر، كان لا بد من تبلور مزاج جماهيري وشعبي حاد ومتوثب، يبحث عن سبل واضحة في مواجهة مجموع الانسدادات التي باتت تحيط الحركة الوطنية الفلسطينية وقوى كفاحها التحرري الوطني، قبل أن تنجح المشروعات التهويدية والمسيحانية الشعبوية الغربية، وفي ضوء وقائع أوسلو، وما رسخته من تشوهات قاتلة في صورة الحركة الوطنية الفلسطينية ورؤاها الغائمة؛ في تحويل المــشروع الوطني إلى مجرد مشروع سلطوي يقاسم الاحتلال الهيمنة على الأرض وعلى جزء من الشعب، أو يقيم مع الاحتلال تهدئة طويلة الأمد، تستأنف خلالها المشروعات الاستيطانية تهويد المزيد من الأرض، واغتصاب ممتلكات المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس.

وما يجري في قرية الخان الأحمر، يلخص من جديد مشروع نكبة جديدة مصغرة، يراد اليوم تكرارها في ظل السلطة الناتجة من اتفاقي أوسلو، بحق جزء من شعب الأرض والوطن الفلسطيني في عاصمته التاريخية (القدس)، حيث تريد إسرائيل إخلاء القرية وهدمها بالكامل وتشريد سكانها، ضمن مخطط يهدف إلى هدم 46 تجمعاً بدوياً في القدس والضفة الغربية، من أجل إقامة مخطط استيطاني كبير يعرف باسم (E1)، وهدفه الأساس فصل مدينة القدس المحتلة عن مناطق الضفة الغربية، كما يهدف إلى تقسيم الضفة وفصل مناطقها الشمالية عن الجنوبية. فأين يمكن أن تقام الدولة في منطق الأوسلويين ومن أجل من؟

ويوم الثلثاء (18 أيلول/ سبتمبر 2018) استشهد ستة مواطنين فلسطينيين برصاص جيش الإحتلال الإسرائيلي في كل من الضفة الغربية والقدس وغزة، وهذا مؤشر واضح إلى أن ما يجري إنما هو تعبير كفاحي عن مزاج جماهيري وشعبي حاد، يمكن اعتباره مقدمات انتفاضة جديدة، وكذلك ما عبرت عنه أخيراً حراكات مقاومة شعبية، تجسدت في كل من الضفة وغزة والقدس، وقبلها في مناطق الجليل والمثلث والنقب والخان الأحمر، في تصعيد ملحوظ لكفاحات شعبية مباشرة وغير مباشرة، ليس في مواجهة قوات الاحتلال والمستوطنين والمؤسسة الإسرائيلية وهي تتغول بتسارع متعمد، مدعومة من يمين أميركي وأوروبي، بهدف إفقاد الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية، كامل عدته الكفاحية، وخسارته كامل قضايا المفاوضات الست، من دون مفاوضات أو استئنافها، كما عبرت عن ذلك ما تسمى «صفقة القرن»، وقد بدأت بالاعتراف بالقدس «عاصمة أبدية لإسرائيل»، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وإسقاط اعتراضات الإدارة الأميركية على الاستيطان، تلاها إقرار «قانون القومية» واعتبار فلسطين التاريخية كلها مكاناً يحق فيه لليهود تقرير مصيرهم فيها، من دون أي اعتبار لوجود شعب آخر، هو صاحب الوجود التاريخي وصاحب الحق التاريخي في وطنه الذي لا وطن له سواه.

وأخيراً، تسعى قوى التسوية التصفوية التي تشكلت إقليمياً ودولياً بموجب تلك الصفقة، للمصادقة على وأد «حل الدولتين» وتغييبه نهائياً من مسرح المنطقة، وذلك عبر نزع إلزامية حق العودة وإنهاء قضية اللاجئين، وعنوانها الأبرز (الأونروا) بموجب القرار الدولي الملزم الرقم 194، وهي محاولات إقليمية ودولية دؤوب، يسعون الآن لتكون خاتمة مطاف تسوية طال انتظارها؛ من جانب من راهنوا طويلاً وطويلاً جداً، على إمكان أن تتحقق شعاراتهم غير الواقعية، ووأدوا الكثير من موجات المقاومة والحراكات الشعبية والانتفاضية من أجل رهاناتهم الخاسرة. وكان ينبغي أن يدركوا أن اتفاقي أوسلو قد ماتا مع موت رابين، وأنه لم يعد هناك «إجماع صهيوني صلب» يقف خلفهما، بينما يوجد اليوم على رأس المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة يمين استيطاني متطرف، لم يعدم نشر رؤيته غرباً، وها هو ينجح في نشرها شرقاً؛ شرقنا الإقليمي وحتى العربي.

وبعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، استمر المقامرون كما المغامرون في الوضع الفلسطيني على رهانات لا أفق لها، وها هم في المصيدة يتخبطون من دون أن يدركوا أن حركة انتفاض شعبي كبرى، قد تطيح كامل مخططات العدو، ومعها رهانات المتواطئين معه، من قوى تدعي إيمانها وسعيها إلى المصالحة، علاوة على قوى تدعي أن من أهداف التهدئة، مصالح الناس السياسية والإنسانية، فيما الجميع يتهرب من المصالحة، لمصلحة بقائه سلطوياً، في ظل نظام فردي يراوح في بحار من الجمود، ومن التهدئة أيضاً إلى الهدف ذاته: سلطوية السلطة الخاصة بهذا الفريق دون الفريق الآخر، وكلاهما لم يعد يعير الشراكة الوطنية أي أهمية. وهذا تحديداً لا يشير، بل يؤكد أن لكل فريق مشروعه السلطوي، في معزل وبعيداً من المشروع الوطني وأهدافه التحررية.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التسوية التصفوية في فلسطين تسليم بالتهويد الناجز التسوية التصفوية في فلسطين تسليم بالتهويد الناجز



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon