توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما بكت جميلة بوحيرد فى أسوان

  مصر اليوم -

عندما بكت جميلة بوحيرد فى أسوان

بقلم : عزة كامل

 بكت جميلة بو حيرد، بكت بحرقه أثناء مشاهدتها للفيلم الوثائقى «معزوفة الموت قصة مدينة تحاصرها الألغام». المدينة هى بنغازى، بكت جميلة وقالت: قهرتنى هذه الدماء التى تسيل فى ليبيا، وأوجعتنى الكلمات التى قالها وزير خارجية بريطانيا، والذى احتقر الضحايا الذين اغتالهم الإرهاب فى ليبيا، وقال: سوف ننظف الشواطئ من تلك الجثث ونبدأ فى خطط إعادة الإعمار والاستثمار لتتحول شواطئ ليبيا إلى دبى أخرى.

تجاهل الوزير البريطانى آلام الناس وحاجتهم لنزع الألغام وبرامج إعادة التأهيل النفسى بعد صدمة الحرب، صرخت جميلة بصوت مبحوح غاضب: ياليتنى أستطيع أن أذهب للجهاد فى ليبيا بالرغم من سنى، وعندما هدأت وقفت وقالت: (أنا منذ ستين سنة لم أتكلم عن الثورة الجزائرية، سبع سنين دم وغم وحزن ودموع، ناضل كبار وأعطوا الغالى وأخذوا الرخيص، وإذا أردت أن أكلمكم عن الثورة أحتاج إلى سبعة أيام متواصلة واليوم منها بمقدار سنة من الثورة، هذه الثورة التى كان لى شرف المشاركة والانخراط فيها، ثورة كبيرة، ثورة عظيمة، حتى الصغار فيها كانوا أبطالا، أؤمن بأن الشعوب ستنتصر، لأن الحق دائماً يكون مع الشعوب، وربنا يطيل من عمرى وأزوركم مرة أخرى وأحكى، وربما أكتب فى يوم ما عما أختزنه فى حشاياى وفى قلبى).

هكذا ختمت جميلة كلمتها وهى تجفف دموعها السخية التى تحمل كل معانى الحزن والألم والغضب والحب أيضاَ..

فى جلساتنا القصيرة الحميمة معها، كانت تحدثنا عن مصر وحبها الساكن فى قلبها، فنشعر أن هذا القلب يتسع للناس جميعا، وأن دفئاً يتسرب من كلماتها، وابتسامتها الودود، وقوتها التى تنبع من أعماقها، وحين نستمع إليها نفتش معاً عن قصائدنا الوطنية المنسية، ورغم معاناتها نرى فى عينيها نظرة أمل ورحابة، تروى ظمأ الأجيال، وعندما تلوح بأناملها الرقيقة بعلامة النصر نشعر بأننا انتعشنا من جديد وهى بيننا تسمو وتشرئب كأنها تولد من جديد، لتعود صبية تحمل السلاح وتناضل وكل العيون ترنو إليها محدقة فيها إجلالاً وإكباراً وهى تنظر إلينا شامخة مرفوعة الهامة حرة بلا ضجيج.

احتفاؤنا بجميلة تأخر عن موعده كثيراً، لكنها عندما أتت هذه المرة خدشت قلوبنا، دغدغت عواطفنا، وغازلت فينا الحنين إلى زمن أسطورى، نتساءل فى أعماقنا ما الذى يجعل هذه المرأة صلبة كالوتد رغم مرور السنين وتقدمها فى العمر، ربما من آلامها، من نضالها، وشهداء الوطن، والدماء التى سالت، تستمد تلك المرأة صلابتها ووهجها، حملتنا وعبرت بنا لتفتح لنا الأبدية أبوابها، حملتنا على كتفها وعبرت بنا الأزمان، لم يكن لقاء ولم يكن وداعا.

تخطفنا رغبة فى البكاء، تجرفنا صبوة الحنين وننقش اسمها أيقونة على دفتر الليل، تضىء جسارتها ليل آلامنا، مسنا حنين جماعى أمام طلتها، لا كلمات تكفينا لنصف لها أننا مازلنا نحيا فى تاريخها مفتونون بأحلامها، كيف نشفى من حبك يا جميلة، يكفى مرورك لكى نستعيد إنسانيتنا.

مرّ حب من هنا، ومرّت جميلة وبكت فى مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة لتبقى دوماً فى قلوبنا.

نقلاً عن المصري اليوم القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما بكت جميلة بوحيرد فى أسوان عندما بكت جميلة بوحيرد فى أسوان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon