توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رفقاً بالمطلقات

  مصر اليوم -

رفقاً بالمطلقات

بقلم - عزة كامل

(1) كنا نتناول العشاء فى بيت صديقتى، ووسط الاستغراق فى حديث الذكريات، قطع حديثنا صراخ امرأة قادماً من الشارع، نهضنا واتجهنا إلى الشرفة، فأبصرنا امرأة تلطم خديها وتصرخ: «حرام عليك يا ظالم، ترمينى فى الشارع، أروح فين دلوقتى..»، ركضنا مهرولين على السلالم، وعندما وقفنا أمامها وجدناها تجهش فى بكاء مرير، أخذناها إلى الشقة، جلست ممزقة ومجروحة تمسح عينيها، وهى تتفقد المكان من حولها، ثم نظرت بأسى وهى تجاهد للكلام: «تزوجته ورزقنا بابن وطلقنى بعد سنتين، وعندما انتهت حضانتى جاء هو وأهله وأخذوا ابنى وطردونى فى الشارع بهدومى اللى لابساها».

(2)

الظلمة فى الخارج زادت عتمتها، بدا كل شئ أمامى رثّا ومثيرا للاشمئزاز، الأمر كله فد تلاشى، الزوج، والابن، المأوى، الحياة، فقط لم يبق إلا شبح امرأة تصارع عذاباتها، حاولنا أن نعيد الطمأنينة إلى نفسها بعبارات واهنة مفككة، فكل منا يعرف الحقيقة، وكل منا لا يملك إلا الشفقة على تلك المرأة التى أصبحت فى لحظة غادرة من الزمن بلا مأوى بحكم قانون غير عادل وسلطة ذكورية قبيحة لا ترحم.

حالة هذه المرأة ليست مجرد استثناء، بل هناك الآلاف من النساء يعانين الوحدة والقهر والتشرد، نساء نأت عنهن الحماية، وأدار لهن الأمان ظهره، تم التعامل معهن باعتبارهن مجرد قنوات لتفريخ الأطفال، يكافحن فى الحياة من أجل تربية صغارهن وفقط، يتحملن المشقة، ويعانين من كل صنوف المعاملة القاسية واللانسانية على الإطلاق، ثم يأتى الأب الذى لم يسهر على مرضهم، ولم يذهب بهم إلى المدارس، ولم يقف بالساعات فى المطبخ ليعد طعامهم، ولم يحملهم يوما إلى الطبيب، ولم يسهر على سلامتهم، ويأتى فجأة لينتزعهم ظلما وعدوانا من حضن أمهاتهم، ليلقى بهم إلى أمه أو أخته، نكاية فى الأم تحت ذريعة القانون الذى يبيح له ذلك، أى عدالة وأى إنصاف فى مثل هذا القانون؟!

(3)

محاكم الأسرة تضج قاعاتها بملايين قضايا النفقة والطلاق والطاعة وغيرها، هذا بالإضافة إلى طول فترة التقاضى التى تلقى المرأة والأطفال فى أتون العوز والفاقة، حنى الخلع الذى قامت الدنيا عليه ولم تقعد لا تحصل عليه المرأة الآن بسهولة، رغم تنازلها عن كل ما تملك لتمنح حريتها، مصر تتصدر قائمة الدول الأعلى فى الطلاق، وملايين الأطفال يعانون من التفكك الأسرى وانعدام الحياة اللائقة الآمنة، فى الوقت الذى يقدم فيه حزب الوفد للبرلمان مشروعا لقانون الأحوال الشخصية تتضمن بنوده خفض سن الحضانة من 15 سنة إلى 12 سنة!!، فبدلاً من المطالبة برفع سن الحضانة إلى 18 سنة التزاماً بالنص الدستورى الذى حدد سن الطفل بمن لم يكمل عامه الـ18، نطالب بالخفض.

(4)

يجب أن يجرى حوار مجتمعى حقيقى موسع، يأخذ رأى أصحاب المصلحة جميعهم فيه، بالإضافة للمجلس القومى للمرأة وعلماء النفس والاجتماع والتربية والمنظمات النسوية، إن العلاقة الزوجية وإنهاءها ليست علاقة حرب، الرعاية المشتركة للطفل والمعايشة حق أساسى له على الوالدين حتى بعد الطلاق، يجب أن ينطلق أى قانون جديد من الاحترام المتبادل والحقوق المتساوية لكل الأطراف، لكى نتجنب أطفالاً مدمرين نفسيا، نتجنب أجيالاً تدمر لا تبنى.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفقاً بالمطلقات رفقاً بالمطلقات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon