توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى معنى التسامح

  مصر اليوم -

فى معنى التسامح

بقلم - عزة كامل

فى لحظات الود والصفاء أو تحت الإلحاح أو تفاقم الأزمة، يقوم البعض بتقديم الاعتذار لمن تمت الإساءة إليهم، والبعض الآخر يبدى تسامحا تجاه شخص ما، أو مجموعة من الأشخاص الذين ارتكبوا جرما فى حقهم أو فى حق المجتمع عن طريق الخدعة أو الإساءة إليهم بطريقة ما، وهذه الاعتذارات أو تعبيرات التسامح ربما تكون حقيقية أو زائفة أو أنها أغراض سياسية أو إنسانية أو نفعية.

-2-

لكن هل الاعتذار والتسامح يجعلان الناس تتقبل التعامل مع طرفى المشكلة بشكل أفضل؟ وهل تستعاد الثقة المفقودة بينهما بطريقة أكثر فاعلية؟ وهل يساعد التسامح على جبر الضرر؟!، أم أنه يتضمن الكثير من الخسائر النفسية والصحية والاجتماعية للفرد المتسامح؟!، وخاصة إذا لم يبد المسىء ندما أو اعتذارا على ما اقترفه من إساءة وتعهد بعدم حدوثه، وهل تؤثر السياقات الاجتماعية والتاريخية على الفروق الفردية للأشخاص فى التسامح؟، والسؤال الأهم: كيف يصل الشخص إلى مسامحة الآخر الذى قام بفعل إيذائه شخصيا؟ هل لديه القدرة والرغبة فى أن يتسامح مع الآخرين؟، وكيف ستتحرر ذاته من الألم الذى تسبب فيه المسىء؟.

-3-

هناك غضب وحزن وخوف وجرح واكتئاب وأسى وخزى يكتنز به قلب وعقل من تمت الإساءة إليه، التسامح يتضمن جزئيا التحرر من المعارف والانفعالات السلبية تجاه المسىء، فكيف يمكن لامرأة أن تتسامح مع من قام باغتصابها أو قتل أحد أبنائها، أو تاجر بها؟ هل تستطيع الزوجة أن تسامح زوجًا يعنفها ويقمعها ويحط من كرامتها؟ هل يستطيع أى شخص أن يتسامح مع من دمر أسرته أو عائلته؟ أو مع من مارس معه التمييز أو التعذيب، أو الإساءة الجنسية أو الجسدية؟!

-4-

التجارب والخبرات الحياتية تؤكد لنا أن الأفراد الذين تربطهم علاقات مستمرة بالمسيئين إليهم، يكون تعرضهم للإساءة مستمرا إذا لم يقاوموا هذه الإساءة، وكذلك الشخص الذى لا يتسامح مع الإساءات أو الإيذاءات الشديدة جدا، هو أقوى فى علاقته بالآخر، بنبذه كمصدر للتهديد والألم، وذلك عن طريق تقوية الذات وتوكيدها، لذلك فالقدرة على التسامح تتوقف على درجة شدة الإيذاءات، التسامح ليس هدفا فى حد ذاته، فالضحايا يحتاجون للمساندة والدعم والحصول على العدالة، وهذا لا يمنع أن تأتى كثير من فرص التسامح فى علاقات الصداقة أو العلاقات الرومانسية والأسرية التى يكون فيها حجم الإساءة ليس خطيرا، وكذلك رغبة المسىء فى الإقلاع عن هذه الإساءة، التسامح يعنى منح الرحمة للمسىء، لكن هل يعزز التسامج إبداء التوبة؟ وهلى يغير من سلوكيات المسىء؟ أم أنه يكافئه؟ وما علاقة ذلك بالعدالة الاجتماعية؟ التسامح لا يمنح النسيان أو الغفران لأنه لا يؤدى للتخلص من الجرم.

-5-

وبما أن شهر مارس هو شهر أعياد المرأة، لذلك لا تسامح مع العنف والتمييز ضد المرأة ولا مع أى عمل يهينها، أو يحط من كرامتها، فالناجيات اللاتى ينبغى عليهن أن يقاومن مشاعر اللوم والخزى من جراء الإيذاء والإساءة، لا يجب أن يثقلن بلوم إضافى لكونهن غير قادرات على التسامح مع المسىء، لا تسامح فى المساومة على حقوق المرأة، لا تسامح مع جرائم العنف والتمييز.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى معنى التسامح فى معنى التسامح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon