توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا يكتب إبراهيم نصر الله؟

  مصر اليوم -

لماذا يكتب إبراهيم نصر الله

بقلم - منى أبو النصر

 

"نكتب للتخلُّص من ثقل يُطبقُ علينا" يتحدث الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله في لحظة تتويج رائعة، بلسان حال طير تخلص لتوّه من ثقل ما، واستعاد خفته لمواصلة التحليق، لكنه سرعان ما يتدارك سياقه الواقعي الثقيل فيستطرد " لكن ما يحدثُ أنك ككاتب تكتشفُ حين تخرج من عمل كهذا أنكَ أضفتَ ثقلا جديدًا على جسدك وروحك، لأنك أدركتَ المعضلةَ، أو الكارثةَ أكثر".

• إبراهيم نصر الله الاسم الناصع في سماء الرواية العربية، والفلسطينية تحديدا، بحكائيتها ولغتها وثرائها، كان هو الفائز هذا العام بجائزة البوكر العربية عن استحقاق، هذا الرجل الذي اقترن اسمه بقوائم البوكر العربية مرّات عبر قوائمها الطويلة والقصيرة، بعد أن رُشّحت روايتيه "قناديل ملك الجليل"، و"شرفة الهاوية" من قبل للقائمة الطويلة للأعوام 2014،2013 على التوالي، ومن قبلهما وصلت "زمن الخيول البيضاء" للقائمة القصيرة لعام 2009، وهي روايات ضمن مشروعيه الأدبيين "الملهاة الفلسطينية" و"الشرفات".

سخّر نصر الله مشروع "الملهاة الفلسطينية" لرواية التاريخ الفلسطيني من نهايات القرن الـ 17 إلى ما بعد اتفاقية أوسلو والانتفاضة الفلسطينية الثانية، ما يعادل مساحة زمنية وإنسانية لـ 250 سنة من تاريخ فلسطين الحديث، ويضم هذا المشروع ثماني روايات، و ضمت سلسلة "الشرفات" رؤى مختلفة عن الواقع الفلسطيني والعربي وتضم خمس روايات.

• شعوب تدار من خلال قلاع، ومستقبل بعيد ينفي الماضي، شعوب مُبرمجة، ومذبحة تُراق بسبب كلب، غرائبية تحتشد في عمل نصر الله الفائز هذا العام بجائزة البوكر العربية "حرب الكلب الثانية"، يقف فيه على تبة مغايرة للخيال، ومع ذلك لا يبرح سياقات الحاضر وآلامه، أو سياق الخراب على حد تعبيره في كلمته التي ألقاها على منصة الفوز بالبوكر:"هذه الرواية وُلدت فكرة قبل هذا الخراب الرهيب الذى ملأ حياتَنا بالموت فى السنوات الأخيرة، ولدت من مظاهر العنف اليومية التي تحوّل فيها البشر إلى قنابل موقوتة، لا تعرف متى ينفجرُ الواحد منهم في وجهكَ لأوهى الأسباب".

• غرائبية نصر الله في عمله الأخير لا يمكن اقتلاعها عن أرضه التي سخرها لسنوات طويلة للمقاومة وتخليد القضية الفلسطينية، فحسب كلمته التي قالها عقب فوزه بالجائزة لم تأت "حرب الكلب الثانية" من فراغ، بل من معاناة كبرى عشناها في هذه المنطقة الممتدة، وزمن احتلالات لا حصر له، احتلال العدو المباشر، والعدو المستتر، والعدو الساكن فينا، ومن وقع هذا تبرز إصابة كثير من دول العالم كبيرها وصغيرها بانتصارات الغطرسة والعدوان والتمييز والجشع الذي يلتهم هذا الكوكب الجميل، ومن وما عليه من كائنات.

• "حرب الكلب الثانية" رواية تحاكي وحش التطرف، التطرف غير المقتصر على التنظيمات الظلامية، بل يمتد إلى الكثير من الأفراد والتنظيمات التي تدعي التسامح والقبول بحرية الرأي والمعتقد، وكثير من الأنظمة العربية التي مارسته بأبوية وعنف شديدين ضد مواطنيها، وواصلته في حياتنا الاجتماعية بل والسياسية، قبل أن تمارسه التنظيمات المتشددة، يتابع الروائي الفلسطيني الأصل.

• يتأمل صاحب الجائزة السؤال من جديد.. سؤال لا يغادر مدارك أصحاب المشروعات الضخمة في الكلمة، بل ويطاردهم كشبح جاثم مهما حالفهم التوفيق، يتساءلون: لماذا نكتب؟ يجيب نصر الله بعد الفوز الأخير: "نكتبُ لنهُز العالمَ لا لنُرَبّت عليه، فعالمنا اليوم ليس قطا أنيسا، بل حقلا واسعا للقتل، وجراحُه أكبر من أن يواريها أحد بطبقة من مكياجٍ خفيف أو ثقيل"..هكذا قال..كلمات تسمع صداها الموازي من قلب جعبته الشعرية الذهبية وهو يقول:

بينما كنا نتشرّبُ حكاياتِ الأمهاتِ والجدّاتِ
التى كنَّ يقُدْننا فيها، وبها، نحوَ النوم
نستعيدُ هذه الحكاياتِ في الكتابة،
في محاولةٍ منا لإيقاظِ العالم!

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يكتب إبراهيم نصر الله لماذا يكتب إبراهيم نصر الله



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon