توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حرب كرموز» وحرب الوعى

  مصر اليوم -

«حرب كرموز» وحرب الوعى

بقلم - نشوى الحوفى

بلغة بسيطة وبإضفاء حالة من الكوميديا على مشاهد تراجيدية لا تخلو من الإثارة، جاءت أحداث فيلم «حرب كرموز»، الذى احتل المرتبة الأولى فى إيرادات أفلام العيد. أحداث الفيلم تدور قبل يوليو 1952 عن قصة «يوسف المصرى»، رئيس قسم شرطة كرموز الذى يُفاجأ فى مكتبه بفتاة فى عمر شقيقته الصغرى وهى فى حالة انهيار تخبره بتعرضها للاغتصاب على يد ثلاثة ضباط بريطانيين قتلوا مصرياً حاول إنقاذها واعتدوا على زميليه. يذهب لموقع الحادث ليجد المصريين يحتجزون أحد الجناة بعد أن قتلوا الاثنين الآخرين. فيقبض على ثلاثتهم ويصر على فتح التحقيق وهو ما يغضب الجنرال أدامز القائد الإنجليزى الذى يرسل له بعضاً من ضباطه مع أحد أعضاء مجلس النواب لتسليم الضابط الإنجليزى ومعه المصريان لإعدامهما عقاباً لهما على ما فعلاه بالضباط الإنجليز. فيرفض ضابط الشرطة المصرى بل يعتقل أحد الضباط الإنجليز حينما صوب سلاحه عليه، ويخبر رُسل الجنرال أدامز أنه سيسلم الجميع للمحاكمة. فتتطور الأحداث التى تنتهى بحصار الإنجليز لقسم كرموز وقطع المياه عنه ومطالبة الضابط يوسف المصرى بتسليم المطلوبين وتسليم نفسه. ولكن يرفض «يوسف» ويقاوم للنهاية ويُكبد الإنجليز الخسارة وتكون النهاية كما يستحق.

لن أتحدث عن لغة الفيلم السينمائية وسرعتها وما تخللها من إثارة، خاصة فى ظل وجود الممثل الإنجليزى سكوت أدكنز المشهور بحركات الدفاع عن النفس. لكننى سأتحدث عن أثر الفيلم فى الوعى وحاجتنا لعشرات الأفلام على شاكلته تحكى تاريخنا أو مواقف عبر التاريخ بهذا الأسلوب البسيط للمشاهد الذى فقد إمكانية القراءة وإدراك تاريخه وكيف كان حال الماضى وربما الحاضر.

فالفيلم يتناول مظهراً من مظاهر وجود الاحتلال الإنجليزى وقت وجوده فى مصر حينما كانت تنتهك كرامة المصرى وبلده بدعوى أن الإنجليز هم أصحاب الكلمة العليا، أياً كان شكل هذا الانتهاك وبغض النظر عن شخصية من يمارس ضده هذا الانتهاك. فى وقت يوجد فيه من المصريين اليوم -على اختلاف ثقافتهم وتعليمهم- من يقول لك ببساطة «محلاها عيشة الملكية»!

ويعددون لك مزايا شاهدوها فى الأفلام السينمائية والصور دون الغوص فى تفاصيل الحياة اليومية والسياسية والاقتصادية للمصريين. ومن دون إدراك حقيقى لمعنى كلمة احتلال أجنبى لبلادك. فيظنون أن بريطانيا كانت توجد فى مصر عبر وجودها فى معسكرات عسكرية بعيدة عن حياة المدنيين.

فجاء فيلم «حرب كرموز» ليجعل السيدات والشباب الحاضرين فى السينما يعبرون ببكاء أو بكلمات عن تعاطفهم مع الضابط يوسف المصرى الوطنى الشهم الشجاع الذى لم يخشَ الموت فى مواجهة الآلة الإنجليزية ولا تواطؤ بعض المصريين. نعم هى قصة خيالية ولكنها ليست ببعيدة عن أحداث محافظة الإسماعيلية التى حاصرها الإنجليز فى يناير 1952 مطالبين قوة شرطتها بإخلائها وترك أسلحتهم فكان الرفض من الضباط وقرارهم بالدفاع عن المبنى الذى حاصرته قوات إنجليزية لم تتوقف عند ضربه وتدميره بمفرده ولكن تدمير ما حوله أيضاً.

خلاصة القول إننا أمام فيلم يعيد لنا معنى حضور الدولة فى حماية وعى مواطنيها حتى لو لم تكن صاحبة الإنتاج. فالفيلم إنتاج محمد السبكى المتهم بإنتاج أفلام تسىء للذوق العام. ولكنه اليوم يقدم فيلماً ناجحاً بمقاييس الإنتاج وإيراد الشباك، مثبتاً أن حماية الوعى مسئولية جماعية تمارسها السينما الأمريكية فى وعى شعبها بما تختاره من موضوعات مثل «كابتن فيليبس» و«بيرل هاربر».. فهل أدركنا ذلك فى «حرب كرموز» أم أنها مجرد مصادفة؟

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حرب كرموز» وحرب الوعى «حرب كرموز» وحرب الوعى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon