توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نأكل المياه أم نشرب الأرز؟!

  مصر اليوم -

نأكل المياه أم نشرب الأرز

بقلم - نشوى الحوفى

علمنى أبى -من كان له الفضل فى إدراكى- أن المنطق الإلهى القائل بأنه «لا تزر وازرة وزر أخرى» هو أساس الموضوعية والحكم على الأمور لتكتمل مشاهد الصورة، ولذا فإن قرار الدولة بفتح باب استيراد الأرز بعد تقنين المساحة المنزرعة به، الذى أثار لغطاً كبيراً فى ظل غياب التوضيح، يحمل أكثر من جزئية وجب طرحها.

أولاً: يحمل القرار وضع أولوية عدم إهدار المياه وتقنين التعامل مع مواردنا منها فى الزراعة فى مكانة مهمة، وهو ما تقوم به كل دول العالم اليوم، حتى بات الخبراء يتساءلون عن جدوى زراعة أى محصول مقابل ما يحتاجه من مياه، أرقام الخبراء والمتخصصين تقول إن فدان الأرز يحتاج إلى 8000 متر مكعب من المياه سنوياً، بينما يتكلف فدان القطن والذرة ما لا يزيد على 3000 متر مكعب سنوياً، ولذا كان صدور تعديل قانون الزراعة من مجلس النواب فى أبريل الماضى بمنح وزير الزراعة قرار تقنين الزراعة وتحديد المحاصيل وتجريم زراعة المحاصيل الشرهة للمياه بغير المسموح لها، ولذا كان قرار وزارة الزراعة بتحديد المساحة المنزرعة من الأرز هذا العام بـ824 ألف فدان يقدر إنتاجها بنحو مليون و764 ألف طن، بينما يقدر حجم استهلاكنا السنوى بنحو 3 ملايين طن.

ثانياً: لا علاقة على الإطلاق لأزمة سد النهضة بهذا القرار الذى نتج عنه تخفيض المساحة المنزرعة لا منع زراعته، كما ردد البعض، فحصتنا من مياه النيل التى أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى «أبى أحمد» فى زيارته الأخيرة لمصر بأنه لا مساس بها، تقدر منذ اتفاقية 1959 بقيمة 55 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، فهى حصة ثابتة من المياه لم تتنقص ولم تزد بينما زاد عدد السكان وتضاعف أربع مرات منذ هذ التاريخ، فصرنا 100 مليون بدلاً من 25 مليوناً، وصرنا نعانى وفقاً للتقارير الدولية من الفقر المائى بنصيب 600 متر مكعب من المياه سنوياً للفرد.

ثالثاً: لتكتمل الصورة فإن قرار تقنين زراعة الأرز والموز وقصب السكر يجب أن تتبعه قرارات حاسمة ومكملة وفاعلة، مثل دراسة شراء مساحات شاسعة من الأراضى فى الدول الأفريقية الغنية بالمياه وزراعتها لصالح مصر بما نحتاج من محاصيل شرهة للمياه، كالأرز، أى نزرع على أرض مملوكة لمصر بمياه لا تجد من يستهلكها فى بلاد تتمنى جذب الاستثمار، السعودية تفعل ذلك فى الأرجنتين على سبيل المثال، وأفريقيا أولى بنا ونحن أولى بها، نحتاج لسرعة إنجاز المزيد من محطات معالجة المياه فى كل ربوع مصر وتطبيق أقصى عقوبة وبشكل علنى على كل مهدر للمياه، نحتاج لعقاب أى مسئول لا يقوم بدوره فى الحفاظ على المياه حتى ولو كان حنفية حمام أى مصلحة.

رابعاً: علينا أن ندرك جميعنا أن حرب العالم المقبلة هى حرب المياه، وهى حرب شرسة ستحدد شكل الكون فى السنوات المقبلة، نظراً لزيادة حرارة كوكب الأرض وزيادة التصحر والجفاف، إلى الحد الذى جعل من رئيس وزراء إسرائيل يخرج فى فيديو مؤخراً محرضاً الإيرانيين على الخروج على نظام الملالى بسبب عدم قدرتهم على توفير المياه لهم للزراعة والحياة، معلناً عن استعداد إسرائيل مساعدتهم بتكنولوجيا المياه عبر موقع بالفارسية خصصوه لهم! وهو ما يعنى أن الماء صار أمناً قومياً ومسئولية على الجميع تحمل تبعاتها وإلا فلن يرحمنا العطش.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نأكل المياه أم نشرب الأرز نأكل المياه أم نشرب الأرز



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon