توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ختان العقول!

  مصر اليوم -

ختان العقول

بقلم: نشوى الحوفى

شرفت بأن أكون ضمن أعضاء اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث التى تم الإعلان عن تكوينها فى شهر مايو الماضى. كما شرفت بتكليفى بمهمة صياغة الرسائل ومضمون الحملة الإعلامية لتلك المبادرة. أرسلت لى العزيزة دكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة، ملفاً متكاملاً عن تلك الظاهرة التى تدمر حاضر ومستقبل الكثير من الفتيات فى بلادى. وصُعقت من كم المعلومات التى حواها الملف عن جهود مصر فى هذا المجال على مدار سنوات امتدت لعقود القرن الماضى. ولكن توقفت كثيراً أمام إصرار البعض على إلصاق الدين بتلك القضية من دون سند واضح سوى حديث أكد ثقات العلماء عدم صحته!

تكتشف فى ظاهرة ختان الإناث أزمة الثقة فى المرأة وأزمة الفكر فى التعامل معها وأزمة التربية التى تصر على تحميلها كل المسئولية. لتدرك معاناة البنات مع فكرة موروثة من تقاليد الشعوب والقبائل لا علاقة لها بدين من قريب أو بعيد، يمارسها المصريون فى بلادى مسيحيين ومسلمين بدعوى الدين! وكأن الدين جاء لتعذيب المرأة لا لإكرامها والترفق بها ورعايتها وحمايتها. وتتساءل إن كان الختان سنة فى الإسلام، فلِمَ لم يختن الرسول بناته؟ ولماذا لا تطبقه غالبية الدول الإسلامية وفى مقدمتها السعودية؟ ولماذا أنكره شيوخ من الأزهر كالشيخ شلتوت منذ خمسينيات القرن الماضى؟

ثم من قال إن ختان البنت عفة لها ليحفظها من الانحراف، كما يردد البعض جهلاً؟! من أين جاء أصحاب هذا الرأى بهذا الكلام وإرساله دون أرقام أو معلومات، فقط هراء يردد منقولاً عن آبائهم وأجدادهم دون سند، ودون إدراك بأن عفة الفتاة لا علاقة لها بختانها ولكن بتعليمها الصواب والخطأ ومنحها الفكر والثقافة والتعليم القادرين على حمايتها من شياطين الفكر والسلوك. كانت أمى رحمها الله تعظنى فى صغرى قائلة: «مش حنكون معاكى زى ضلك بره البيت، إنت وضميرك اللى حتحمى نفسك». ومن تلك العبارة كان الفهم لمعنى الثقة والاحترام للأسرة وسيرتها حتى فى غيابهم. عفة الفتاة فى تربيتها بحب ومنحها الأمان والثقة فى ذاتها لتدرك مسئوليتها فى حماية سمعة والديها.

أدرك من قراءة الأوراق ميراثنا الثقيل فى النظر للمرأة والتعامل معها باعتبارها مخلوق درجة ثانية! فهى تتعرض للتحرش لأنها ذات مظهر جيد لا لكون من رآها لم يحترم ذاته ولم يتعلم معنى التربية الحقة! وهى المُصرح بضربها من مشايخ رفضوا إعمال العقل فى المعنى وفضلوا أخذ فكر البداوة، فرددوا عبارات من عينة أن ضربها مباح من دون تكسير العظام دون أن يدركوا أن كسر الروح أعظم! وهى التى عانت فى تطبيق شريعة الله بالخلع حينما تُركت نهباً لتراجع الفكر والخلق. وهى التى يجب وأد إحساسها بالأمان وتعذيبها بختان قالوا عليه من الدين وما هو من الدين دون أن يرحموا خوفها أو يرتدعوا بدموعها وتوسلاتها بتركها تحيا دون أذى.

نعم، بدأت الحملة الوطنية للقضاء على ختان الإناث تحت شعار «احميها من الختان» فى ذكرى اغتيال بدور تلك الطفلة التى ماتت أثناء ختانها فى 14 يونيو 2007 وانتفضت مصر لمقتلها، ولكن لن يتحقق الهدف إلا بزيادة الوعى لدينا جميعاً. الوعى لدى الوالدين ليدركا أن طهارة ابنتهما بالتعليم والتثقيف والتربية. الوعى لدى الطبيب والممرضة بتجريم ذلك الفعل. الوعى لدى منفذ القانون -نيابة وشرطة وقضاء- بأن ختان البنات جناية يعاقب عليها القانون ووجب تنفيذ العقوبة بأسرع وقت. الوعى لدى خطباء المساجد والزوايا ليكفوا عن الإيذاء بفتاواهم.

مهمة شاقة نخوضها لا للقضاء على ختان الإناث ولكن للقضاء على ختان العقول... فالأزمة أزمة فكر.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ختان العقول ختان العقول



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon