توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العمالة وتهديد الاستثمار فى مصر

  مصر اليوم -

العمالة وتهديد الاستثمار فى مصر

بقلم - نشوى الحوفى

أعلم معوقات الاستثمار فى بلادى بحكم ما صدر من تقارير وما تابعته من أسلوب أداء تتبدى فيه عناصر متداخلة تجمع بين فساد وبيروقراطية وتضارب اختصاصات، لكننى توقفت أمام ما نُشر بالمواقع الإخبارية عن تقرير «المخاطر الإقليمية على أداء الأعمال» الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى مؤخراً، الذى تناول مخاطر الاستثمار فى كل بقاع العالم، وكان من بينها الإرهاب ونقص المياه وأسعار مواد الطاقة والتضخم غير المدار، وأخيراً نقص العمالة. ورغم أهمية كل العناصر، إلا أننى آثرت التركيز على العمالة وتدريبها وتأهيلها فى بلادى.

كما يقول التقرير، فإن مصر ليست البلد الاستثنائى الوحيد فى نقص العمالة، التى يصفها التقرير كأحد أهم التحديات التى تواجه الاستثمار فى دول العالم، حسب تأكيد 12 ألفاً من رجال الأعمال فى 140 دولة. لكن فى مصر نحتاج إلى وقفة لعدة أسباب لا بد من التعامل معها مجمّعة، لأن علاجها لا تختص به جهة واحدة.

أول تلك الأسباب هو نظام التعليم بشقيه قبل الجامعى وبعد الجامعى، الذى لا يقوم على دراسة حالة السوق واحتياجاتها، ليتمكن من إعداد الطالب وفقاً له، ويزود الطلاب بمهارات تتطلبها احتياجات السوق، وهو ما يعنى ضرورة تغيير النظام التعليمى بكل ملامحه، لا لتخريج دفعات لا تحتاجها سوق العمل، لكن لتخريج ما تحتاجه سوق العمل، وهذا يحتاج إلى تضافر كل مؤسسات التعليم مع الاستثمار مع الصناعة والزراعة والتجارة مع المؤسسات المالية المختلفة والطبية، لوضع المهارات المطلوبة فى كل خريج أياً كان تخصصه، حتى لا تنتهى رحلة التعليم بالتحاق أفراد بأى مهن، حتى لو كانت غير مناسبة لمجرد إيجاد وظيفة، وفى الوقت ذاته تحديد الأعداد التى يحتاجها كل قطاع.

ثانى الأسباب يتعلق بالثورة الصناعية الرابعة التى يشهدها العالم، وتواصل حركتها بلا هوادة ولا توقف إلى حد إصدار الأمم المتحدة لتقرير غاية فى الأهمية فى نهاية شهر ديسمبر 2018، يتحدث عن عجز المنظمة الدولية عن وضع تصور للمهارات المطلوبة للعمالة فى 2030، نظراً للتقدم التكنولوجى الفائق الذى يشهده الكون، وسينتج عنه اختفاء مهن بحلول عام 2030، من بينها المحاسبون وعمال خطوط الإنتاج الضخمة والمترجمون والسائقون. وهو ما يعنى أن ما ننتجه من منتج تعليمى يجب مراجعته، فى ظل الحديث عن العمالة فى عصر التقدم التكنولوجى الضخم الذى نعيشه. على سبيل المثال، هل سنواصل إلحاق الطلاب بكليات التجارة بالأسلوب التعليمى ذاته؟ هل نحتاج إلى إغلاقها واستبدال معاهد أو كليات أخرى بها؟ هل نحن بحاجة إلى محتوى تعليمى مختلف؟ الشىء نفسه ينطبق على التعليم الفنى، واحتياجات الاستثمار، وضرورة إيجاد المدارس الفنية بالقرب من المصانع، مع توسيع نطاق التعليم الفنى الذى يصل فى بلد مثل ألمانيا إلى 300 فئة ودراسة يلتحق بها الطلاب الذين يمثلون نحو 80% من طلاب ألمانيا.

ثالث الأسباب يتعلق بالعامل نفسه -أياً كان تخصصه- فمما لا شك فيه أننا فى حاجة إلى إعادة النظر فى المنظومة الأخلاقية والتنموية والبشرية للإنسان المصرى لإعادة تنشئته على قيم كالالتزام بالمواعيد والإجادة والعمل ضمن فريق، واحترام القائد، والانتماء إلى مكان العمل. فقد باتت أخلاقيات العامل المصرى موصومة، بعكس كل ما سبق، وبات المحيط العربى يفضل عليه -ومنذ سنوات- عمالة جنوب شرق آسيا، والمحيط العالمى لا ينتقى منا سوى المميزين. أما فى مصر فباتت عملية الحصول على عمالة، حتى لو افتقدت للخبرة عملية صعبة، فى ظل انتشار ثقافة «التوك توك»، التى يفضّلها نسبة كبيرة فى يومنا هذا على العمل فى مجالات الاستثمار، نظراً لفارق الراتب والالتزام.

فهل ندرك التحدى الذى نواجهه؟

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمالة وتهديد الاستثمار فى مصر العمالة وتهديد الاستثمار فى مصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon