توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«داج ديتر» وأنفاق قناة السويس

  مصر اليوم -

«داج ديتر» وأنفاق قناة السويس

بقلم: نشوى الحوفى

فى كتابه المعنون باسم «الثروة العامة للمدن»، والذى قام بتأليفه مع «ستيفان فوستر»، يقدم لك الكاتب الاقتصادى والمستشار الاستثمارى «داج ديتر» ملمحاً مختلفاً لمعنى كلمة ثروة لا تخص الدول ولكن تخص كل مدينة، ليطرح فى كتابه المترجم مؤخراً عن دار نهضة مصر للنشر بعضاً من تساؤلات تفسر الاختلافات بين المدن وما يجعل بعضها فقيراً وبعضها الآخر غنياً. وما إذا كان السبب فى الإمكانيات المتاحة لكل مدينة أم فى كيفية استغلال الفرص والإدارة الجيدة واكتشاف الثروات؟

يسمى «ديتر» المدن التى تكتشف ثرواتها وفرصها الاستثمارية باسم «المدن التوربينية» القادرة على إشعال وتحريك محركات العمل والتشغيل وتوليد الثروات، بينما يطلق على المدن الفقيرة اسم «المدن الطاحونة» التى تأكل يوماً بيوم وتعيش على مواردها المعتادة دون اكتشاف غدها الذى يمكن أن يمنحها المزيد. ولا تقتصر الموارد والفرص التى يتحدث عنها «ديتر» على الموارد المالية فقط، ولكن يمتد حديثه إلى الموارد البشرية والثقافية والفنية والتاريخية أيضاً، ضارباً عشرات الأمثلة فى مدن العالم التى يمكن الاستفادة من تجاربها.

من هنا توقفت أمام مشروع أنفاق الإسماعيلية التى تم الانتهاء منها، وقد زرتها بنفسى مرتين.. المرة الأولى مع بدء أعمال الحفر وتركيب الماكينة «هنر كريشت» العملاقة فى 25 أبريل 2016، ثم المرة الثانية فى أكتوبر الماضى 2018، وكانت الأعمال على وشك الانتهاء. تتوقف أمام أرقام الأنفاق ومعلوماتها لتدرك معنى كلمة اكتشاف الفرص المخبأة فى كل مدينة ومنحها مزيداً من الاستثمارات بأيادٍ مصرية من كل صوب وحدب فى بلادى. كانت الهيئة الهندسية مشرفاً على التنفيذ لضمان الجودة والوقت، وكانت الشركات المصرية الخاصة عاملة وحاضرة بشباب العمال والمهندسين الذين شرفت بلقائهم، لينجزوا هذا التحدى فى مدة لم تتجاوز 3 سنوات، وبعمق 70 متراً تحت سطح الأرض، و53 متراً تحت سطح القناة، بأنفاق بلغ طولها 5 آلاف و820 متراً، لتقطع المسافة بين الإسماعيلية وسيناء فى 20 دقيقة على أقصى تقدير.

لو طبقنا محتوى كتاب «الثروة العامة للمدن» على تلك الأنفاق التى تُعد الأكبر فى العالم، وفقاً لحديث المهندس المصرى هانى عازر، لاكتشفنا أنها نموذج ماثل لما تعنيه عبارة «المدن التوربينية»، فتلك الأنفاق هى جزء من مشروعات إعادة اكتشاف منطقة القناة وسيناء ودعمها بمشاريع ضخمة توفر فرص العمل لآلاف المصريين، تمنح تلك المنطقة فرصاً استثمارية فى النقل والتجارة والسياحة والسكن والمشروعات الصناعية، سواء التى تقيمها الدولة أو التى يؤسس لها القطاع الخاص، فقد سبق تلك الأنفاق منذ العام 2014 مشروع قناة السويس الجديدة والتخطيط والتأسيس لمدن جديدة مثل المدينة المليونية فى بورسعيد، التى تنوعت استثماراتها بين 17 مليار جنيه فى الموارد التعدينية، و5 مليارات جنيه استثمارات سياحية توفر 37 ألف فرصة عمل، و130 مليون دولار لتنفيذ المنطقة الصناعية شرق التفريعة ومحطة تحلية مياه البحر لتغذية مدينة شرق بورسعيد. هناك أيضاً مدينة الإسماعيلية الجديدة التى تم الانتهاء من مرحلتها الأولى بأكثر من حى سكنى لاستيعاب نحو نصف مليون نسمة، كما سبق الأنفاق محطة مياه السرابيوم لتوصيل المياه العذبة إلى سيناء. وتزامن إنشاء كل هذا مع تطوير مناطق الاستثمار فى سيناء ومنطقة القناة بتوقيع عقد المنطقة الصناعية الروسية والصينية اللتين تضمنان لمصر مليارات من الدولارات فى عالم الاستثمار.

ماذا يعنى ما سبق؟ يعنى أننا، بعد خمس سنوات من العمل والمثابرة، بدأنا فى رؤية آثار صبرنا وجهدنا بما يتماشى ورؤى الاقتصاد العالمى وتوجهاته لإعادة اكتشاف ثروات بلادنا بما يليق بها. لم نتأخر، فقد وضعنا أولوياتنا فى توفير مصادر الطاقة، ثم انطلقنا لدعم البنية التحتية للتحول للمدن التوربينية.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داج ديتر» وأنفاق قناة السويس «داج ديتر» وأنفاق قناة السويس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon