توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عارف موارد محافظتك كام؟

  مصر اليوم -

عارف موارد محافظتك كام

بقلم - نشوى الحوفى

تابعت افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول «السبت»، لعدد من المشروعات التنموية، التى كان فى مقدمتها محطة معالجة الصرف الصحى بالجبل الأصفر، ومشروع «المحروسة 1» بمدينة النهضة بحى السلام بمحافظة القاهرة، تمهيداً لإعلان مصر خالية من العشوائيات. أنبهر بحجم الإنجاز على مسار الحجر والإصرار على منح الإنسان فى مصر أياً كان مستواه سكناً آمناً لائقاً، وأدعو الله أن يوفق بلادى فيما سارت فى طريقه منذ خمس سنوات، حينما أعلنت أنه لا بقاء للعشوائيات على أرضها.

ولكننى توقفت عند محافظ القاهرة أثناء عرضه لعدد المناطق العشوائية بالمحافظة وتصنيفها ما بين مناطق مهددة للحياة، وأخرى عشوائية غير مخططة. كان المسئول يسرد ما يعرضه على شاشة العرض والمُعد له سلفاً، حين استوقفه الرئيس سائلاً إياه عن بعض التفاصيل، إلا أن الرجل لم يرد بشكل صحيح، لينادى الرئيس على اللواء كامل الوزير الذى سارع بطرح الإجابة المنتظرة. وواصل الرئيس حديثه للمحافظ المسئول متسائلاً: «مش حاسألك عن محافظات مصر لكن حاسألك عارف موارد محافظة القاهرة كام؟» ليصمت المسئول ولا يحرك ساكناً، وكأنه قد سُئل فى مسألة رياضية مستعصية! فتابع الرئيس تساؤلاته للمحافظ المسئول قائلاً: «طيب عارف كام كوبرى اتنفذ فى السنوات الأربع الماضية؟» ويواصل المسئول صمته الرهيب، فواصل الرئيس تساؤلاته: «هل تعلم موارد صندوق تطوير العشوائيات؟» فصمت المحافظ وكأن على رأسه الطير! بينما استغرقت فى تفكيرى فى هذا المشهد المضحك، ولكنه ضحك كالبكاء!

فالمسئول الفاضل فى منصب محافظ للقاهرة بكل ميراثها الحضارى والسكانى والجغرافى والتاريخى، ولكنه لزم الصمت وهو ما أثار حيرتى وغيظى وحزنى رغم أدب الرئيس فى الحوار معه، مؤكداً أنه لا يقصد له الإهانة أو الإحراج، ولكنه يسأل ما سأل ليكون كل مسئول على علم بما لديه من إمكانيات ليستطيع توضيح الصورة للمواطنين وشرح أبعاد التكلفة التى تقدر بمليارات، وأهمية التطوير لجميع المناطق العشوائية. ويردد الرئيس أنه يعرف كل مليم فى مصر ومصدره واحتياجات الإنفاق ووسائل تدبير ما نحتاج له. ولكننى لم أتوقف عند نقاط الشرح والتوضيح للمواطنين، فالأمر أبعد من ذلك.

فالموضوع جد بسيط، ولكنه يحمل العار لأى مسئول فى أى موقع فى الحياة أن يجلس على مقعد مسئولية دون الإحاطة بكل تفاصيل هذا الموقع وأبعاده والقضايا المتصلة به فى عالم تخطى مراحل العلم بكل الأمور إلى التخصص الدقيق فى كل مهمة. ثم أنَّى لهذا المسئول الفاضل أن يعرف ما عليه التخطيط له ومواعيد تسليمه واحتياجات مهمته ومصادر تمويلها وما ينقصه منها، إن لم يحسب موارده ويعلمها ويدرك ويحصى ما تم إنجازه من وزارات وهيئات أخرى من حوله؟

صورة مبكية لنماذج تتولى مواقع المسئولية بينما يرى العلم الحديث فى الإدارة أنهم ليسوا فقط دون المسئولية، ولكنهم لا يصلحون لتبوُّؤ أى قيادة. الصورة مبكية لأنها تضرب ناقوس الخطر فى استمرار أسلوب اختيار المسئولين القائم على أهل الثقة واللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفوش. الصورة مبكية وأنا قد انتهيت لتوّى من قراءة كتاب ثروات المدن الذى يتحدث عن نماذج من مدن العالم، وكيف نجح قادتها فى اكتشاف ثرواتها وفرصها المخفية وإعادة استغلال المهمل فيها، لتصبح فى مقدمة المدن القادرة على كسب الثروة ثقافياً وفنياً وجغرافياً ومعمارياً، شريطة أن يكونوا قادة بحق. الصورة مبكية، فمن رشح المحافظ لهذا المنصب بعيد عن العيون بينما هو من يجب محاسبته على هذا الاختيار غير الوحيد للأسف.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عارف موارد محافظتك كام عارف موارد محافظتك كام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon