توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تاريخ ضائع.. وضمائر أيضاً

  مصر اليوم -

تاريخ ضائع وضمائر أيضاً

بقلم: نشوى الحوفى

فى كتاب رائع حمل اسم «تاريخ ضائع»، صادر عن مؤسسة ناشيونال جيوجرافيك عام 2007 للدبلوماسى الأمريكى الأسبق مايكل هاميلتون، وترجمته دار نهضة مصر للنشر فى حينها، تقرأ عن الحضارة العربية بكل أبعادها التى حوت الآخر أياً كانت عقيدته، ومنحت الأكفاء منهم فرصة المشاركة فى بنائها، وأعملت الفكر دون وضع قيود عليه فى كافة المجالات بين طب وفلك وفلسفة يونانية ومنطق وهندسة وزراعة، وأبدعت فى الفنون جميعها، بين موسيقى زرياب وعمارة بغداد والأندلس والقاهرة ونقوش النسيج وصناعة الزجاج والعطور، وتتلمذت فى المدارس لإدراكها أن العلم مفتاح النهضة.

حتى إن الكاتب يرفض تعبير «العصور المظلمة» الذى يتحدث عنه الغرب واصفاً حال أوروبا قبل عصور النهضة فى القرن 14 ميلادى، مبرراً ذلك بقوله إنه إذا كانت أوروبا قد عاشت عصور الجهل والتخلف، ففى الشرق والأندلس كانت الحضارة العربية تنير سماء العالم عبر إحياء ما سبقها من حضارات بالترجمة والإضافة لها، بإبداع العقل الذى احتفى به القرآن ليكون نحو عُشر آيات القرآن عن العقل وأعماله.

تقرأ عن الخليفة المأمون (170-218 هـ)، الذى جعل بغداد عاصمة العلم فى العالم وتأثره بأرسطو وبنائه لأعظم مركز للتعلم فى بغداد لتأييد الفكر والاستفسار الحر والفلسفة والعلوم والرياضيات والفلك، مطلقاً عليه «بيت الحكمة»، الذى ضم علماء فى كل فكر حتى علم اللاهوت المسيحى، والخوارزمى من ترك للبشرية إبداعات فى علوم الرياضيات والساعة الشمسية ووضع الصفر بين الأرقام وكتابة أبحاث الأسطرلاب، وابن الهيثم مؤلف أكثر من ٢٠٠ كتاب ومؤسس النظريات الرياضية والبصرية التى مهدت الطريق لجاليليو وكوبرنيكوس فى فهم حجم الأرض والعلاقة الحقيقية بين الأرض والنجوم وأبحاث الضوء، والإدريسى عالم الجغرافيا، وعمر الخيام أول من صاغ نظرية كروية الأرض ودورانها حول نفسها، وعباس بن فرناس معلم الموسيقى ومؤسس علم الطيران وصانع أفخر أنواع الزجاج، وجابر بن حيان عالم الكيمياء طبيب هارون الرشيد مخترع الأمبيق أداة تقطير الكحول، والفارابى عالم الموسيقى.

تتذكر كتاب «تاريخ ضائع» وأنت تستمع لتصريحات عائض القرنى المعلن للندم على التشدد فى الفكر! وهو للحق لم يكن بمفرده، بل معه سائرون على دربه فى السعودية ومصر وغيرهما من الذين تحدثوا عن قشور الدين ورفضوا تجديد الفكر وفضّلوا النقل عمن اجتهدوا لزمانهم بظروف عصرهم، وكان لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.. فصاروا كالسائرين نياماً ومن ورائهم من تبعوهم باسم الدين.

نعم يا سادة، نحن بلاد مئات الآلاف من المساجد والكنائس، ولكن للعجب نشكو ضياع الخلق والقيم. نحن أمة «اقرأ» التى لا تقرأ، وتنفق مليارات على برامج المقالب والفضائح والسب، ولكنها لا تنفق ربع ذلك على برامج العلم والتكنولوجيا وتطوير الفكر والسلوك، وعلماؤها غارقون فى دنياهم، بين داعٍ لتطرف، أو ساعٍ لمنصب ومكانة، أو مروج لخرافات، إلا من رحم ربى، وهم قليل. نعم، نحتاج صحوة ضمير لأمة كان أول تكليف لها القراءة لتكون الرسالة المحمدية إيذاناً بدولة العلم والفكر والإنتاج.. رسالة أدركها الأوائل وأضاعها عبيد السلطان حينما أضاعوا العقل وأفعاله وحرموا الفكر وإنتاجه. واليوم يعتذرون؟!!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ ضائع وضمائر أيضاً تاريخ ضائع وضمائر أيضاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon