توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وهابية الحلفاء لمواجهة السوفيت!

  مصر اليوم -

وهابية الحلفاء لمواجهة السوفيت

بقلم - نشوى الحوفى

كان لا بد من التوقف أمام تصريحات ولى العهد السعودى محمد بن سلمان لصحيفة «واشنطن بوست»، فى نهاية شهر مارس الماضى وقت زيارته لواشنطن، حيث قال لمحاوره إن بلاده سعت لنشر الوهابية فى العالم بطلب من حلفائها لمواجهة نفوذ الاتحاد السوفيتى! وإن أخطاء ارتُكبت من قبَل الحكومات المتتالية على مدار السنوات الماضية وجب إصلاحها اليوم!!

ربما لا يحمل تصريح الأمير دهشة لمن يتابع التاريخ السعودى منذ تحالف محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب فى النصف الثانى من القرن الثامن عشر من جانب، ولمن يتابع تاريخ استخدام الدين فى لعبة السياسة من جانب آخر، فقد ضمن «آل سعود» بتبنّيهم للفكر الوهابى السند الدينى على المستوى الداخلى لشبه الجزيرة العربية التى كانت، وما زالت، قبلية الفكر رغم تشييد الدول ورسم الحدود. أما على المستوى الخارجى فقد كانت المملكة بحاجة لمن يدعم سلطانها بين دول العالم ويحمى ثرواتها النفطية والعروش القائمة لحمايتها. وهكذا وجد الحلفاء، بزعامة أمريكا، ضالتهم فى المنطقة البكر التى قرروا أن يستعمروها بشركات نفطهم وتحالفاتهم السياسية والعسكرية -حتى لو كان ذلك ضد مصالح المنطقة- فى مقابل إظهار أهمية فكرهم الوهابى، لا لشىء سوى مقاومة التمدد السوفيتى بعد الحرب العالمية الثانية وبدء الحرب الباردة! فكان إنفاق السعودية مليارات من الدولارات على إنشاء المدارس والمساجد وحملات الدعاية التى تروّج للفكر الوهابى بكل تشدده وجموده، ومن دون مراجعة!!

لكن لا شك أن تصريح ولى العهد السعودى يحمل الكثير من الحزن والوجع لبلادنا العربية -خاصة مصر- التى عانت من الوهابية وفكرها السلفى الذى توقف عند مجتمع المدينة رافضاً إعمال العقل والضمير. تصريح يحمل الوجع لفكر أساء لدين الله حين قدّس تفسير البشر تاركاً تقديس النص والاجتهاد فيه. تصريح يقترن به سؤال: وماذا بعد أن انهار الاتحاد السوفيتى وتفتتت أوطان ببلادى العربية وضربها وباء التطرف والتشدد بذاك الفكر المروَّج له عبر السعودية وحلفائها حين صارت الرياض قبلة السلفية فى مصر والعالم العربى؟ وماذا بعد أن ساءت صورة الإسلام، فصار المقترن بكل عنف وهو منه براء؟

نعم، بدأت السعودية التخلى عن فكرها الجامد باسم الدين، حتى إنها افتتحت، منذ أيام، أول دار عرض سينمائى للجمهور! كما سحبت ملايين النسخ من الكتب التى تتناول أفكاراً لا تعبّر عن سماحة الدين وتحمل رؤى كل متشدد، ووزعت ملايين غيرها تركز على سماحة الإسلام وقبوله للتنوع! وكأن الحلفاء قد أنهوا مهمتهم بعد انهيار الاتحاد السوفيتى ونشر جماعات التطرف المسلحة باسم الدين فى ربوع أراضينا، وهكذا يمكن للمملكة نسيان الماضى الذى صدّرت فيه فكرها المتطرف لنا!!

ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، فالمملكة لا تغير طرازاً للملابس ولكن طرازاً للفكر والتدين، فهل سيقبل من نشّأتهم على تلك الأفكار بما تقوم به؟ وماذا عنا نحن فى مصر والبلاد العربية التى باتت كحديقة خلفية للسلفية الوهابية وفكرها المقرون بالعنف؟ ففى مصر مؤسسات وأفراد من السلفيين يعيشون على عطايا المملكة مقابل الترويج لهذا الفكر، فماذا عنهم، وإلى اين ستتجه قبلتهم؟ وهل سيدرك المخدوعون ممن صدقوا عمامات المتاجرين بالدين أنهم ضحايا عملية نصب سياسى دولى لا شأن للدين بها؟

من هنا كانت ضرورة تجديد العقل فى بلادى.. فما أحوجنا إليه.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وهابية الحلفاء لمواجهة السوفيت وهابية الحلفاء لمواجهة السوفيت



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon