بقلم : نشوى الجوفي
بينما تعلن السلطات التركية إعادة الانتخابات البلدية فى مدينة إسطنبول وتحدد لها يوم 23 يونيو المقبل، رافضة نتائج الانتخابات المحلية التى أجريت نهاية شهر مارس الماضى وانتهت بفوز مرشح حزب الشعب الجمهورى المعارض على مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، لا تجد صوتاً لإخوان يقيمون فى تركيا يعلنون الكراهية كل يوم -عبر فضائيات لزجة- لبلادى التى يحملون للأسف جنسيتها، يواصلون من هناك هجومهم المضلل والمغيب للحقائق على مصر ونظامها وهم يتقاضون رواتب ومميزات ممن أعلن الحرب علينا وأراد سرقة العالم العربى ظناً أن وهم خلافته سيعود مجدداً. نعم صمتوا ولم يتحدثوا عن ديمقراطية تغتال أو ديكتاتورية تمارس ممن أصبح «هو الحكومة والحكومة هو». صمتوا ولا بد أن يصمتوا فهو ولى النعم للخائنين.
وبينما تعلن الحكومة التركية إعادة الانتخابات فى إسطنبول رافضة فوز المعارضة، تارة بدعاوى عثورهم على 14 ألفاً و712 ناخباً ممن أدلوا بأصواتهم بينما قد سبق عزلهم من مناصبهم فى 2016 بعد الانقلاب الفاشل لتأييدهم لفتح الله جولن! وتارة بمبرر توصلهم لوجود صلة بين مسئولى الانتخابات فى المدينة وبين فتح الله جولن الذى تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب فى 2016! وكلا المبررين لا يكشف إلا عن كذب الحديث ورفض الهزيمة وعدم قبول المعارضة الرافضة للحكومة التى يرأسها أردوغان. فلا يوجد قانون فى العالم يمنع معارضاً من التصويت، ولم تقدم الحكومة التركية ما يثبت ضلوع المسئولين عن الانتخابات فى أى انقلاب ضد «أردوغان». ورغم ذلك صمتَ أيمن نور وتوكل كرمان ومنصف المرزوقى وسيف الدين عبدالفتاح وكل من على شاكلتهم ممن باعوا بلادهم بتراب الخيانة فى مصر واليمن وتونس.
وبينما تعلن الحكومة التركية إعادة انتخابات إسطنبول رافضة الاعتراف بفشل الحزب الحاكم فى الاحتفاظ بمنصب عمدة المدينة الأكبر اقتصادياً فى تركيا، تعلن وكالة «بلومبرج» تراجع العملة التركية أمام الدولار عقب القرار يوم الاثنين الماضى بأكثر من 3%، لتسجل أدنى مستوى لها فى 7 أشهر، وليصل سعر الدولار إلى 6.1384 ليرة تركية -وفقاً لتصريحات موقع بلومبرج، الذى أشار إلى هروب المستثمرين من الليرة تجنباً لمزيد من الخسائر بعد إعلان إعادة الانتخابات واحتمال حدوث هزات سياسية تعبر عن حكم أردوغان الديكتاتورى- وفقاً للوكالة الاقتصادية. ورغم ذلك لم يتحدث سدنة السلطان عن تهاوى العملة أو مشاكل الاقتصاد ولم يطالبوا بقرع الحلل كما طالبوا بذلك المغيبين والمتطرفين من تابعيهم.
وبينما تعلن الحكومة التركية إعادة الانتخابات المحلية فى إسطنبول رافضة تنفيذ إرادة الناخبين، يعلن «أردوغان» يوم الاثنين فى لقائه بأمين عام حلف الناتو العسكرى الذى تقوده أمريكا وعضوية 28 دولة من بينها تركيا منذ العام 1951، يعلن أن حقوق تركيا لتنفيذ عملية الحفر فى البحر المتوسط غير قابلة للنقاش، مطالباً الناتو باحترام حقوق أنقرة، بينما الواقع يؤكد أن أنقرة ليست لها أى حقوق فى قبرص المحتلة من قبل الاتراك منذ 1974، وأن العالم كله لم يعترف بهذا الاحتلال ولكنهم يصمتون عليه لمصالح تربط إسرائيل وتركيا وقبرص واليونان منذ سنوات. ولم يتحدث أغاوات الإخوان عن حقوق مصر التى يحملون جنسيتها للأسف فى الدفاع عن نفسها وعن مصالحها فى البحر المتوسط كما تحدثوا كذباً من قبل عن تفريط مصر فى حدودها المائية بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود مع قبرص واليونان التى أقضت مضاجع السلطان.
لا تعنينى اختيارات الشعوب ولكن دوماً أتوقف أمام الحقائق والمعلومات لإظهار زيف المخادعين وإن علا صوتهم.