توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تو دو إن رمضان!

  مصر اليوم -

تو دو إن رمضان

بقلم - نشوى الحوفى

كنت أجلس فى مكتبى قبل أيام قليلة من بدء رمضان حين فاجأنى أحد معارفى الشباب من العاملين فى بيع الكتب بالدخول علىّ. جلس ثم مد يده لى بعلبة صغيرة من الكارتون المكتوب عليها باللغة الإنجليزية عبارة «To Do In Ramadan» (لتفعله فى رمضان). سألته بدهشة عما بداخل تلك العلبة الصغيرة؟ فأجابنى بابتسامة هادئة أنها هدية لى بمناسبة الشهر الكريم.

فتحت العلبة لأجد بداخلها أجندة مكتوباً عليها نفس عنوان العلبة الخارجية، ومعها دائرة كارتونية مزدوجة الوجهين عرفنى أنها عداد للتسبيح بدلاً من السبح وأصابع اليد والعداد الصينى! ثم كانت دهشتى حينما وجدت «فرخ» من الورق اللاصق، مقسم فى داخله 30 دائرة صغيرة كُتب على كل منها فعل عليك القيام به فى رمضان!! فهذه لأداء الصلاة فى وقتها وتلك لصلة الرحم وهذه للصدقة وأخرى لقراءة القرآن... وهكذا! فسألت مرة أخرى بدهشة: وما هذه الدوائر اللاصقة؟ فأجابنى أنه استيكر أقوم بلصقه فى صفحة من صفحات الأجندة كلما فعلت ما به تماماً كما كانت معلماتنا يفعلن معنا فى الصغر حينما كن يلصقن نجمة أو أى رسمة تقديراً لفعلنا المطلوب فى الدراسة!

وأكمل الشاب قائلاً: «تو دو إن رمضان، ده أكتر حاجة بتبيع النهارده فى سوق الكتب! حضرتك عارفة أنا ممكن ما أبعش فى اليوم ولا كتاب لكن ممكن أبيع من تو دو إن رمضان يومياً ييجى بـ1000 أو 1500 جنيه! أصابتنى الدهشة، فالعاملون فى مجال صناعة ونشر الكتب يعلمون كيف تراجع الإقبال على الكتاب الذى لم يعد هدفاً أساسياً. وأن ما يتحدث عنه صديقى الشاب من مبلغ لهو رقم عالٍ جداً.

فسألته مجدداً عن سعر هذا الـ«تو دو»؟ فقال إن سعره 75 جنيهاً ولما بيزيد الطلب عليه وبيقل بنبيعه بـ85 جنيهاً؟! صُعقت وفتحت بُقّى وأنا غير مصدقة فتكلفته لا تتجاوز 10 جنيهات على الأكثر! فأكمل قائلاً أنها هدية منتشرة بين شباب الطبقة الهاى والروش لبعضهم قبل رمضان!

أمعنت النظر فيما أمامى وتأملته سارحة فيما وصلنا له من قشور التدين التى لا علاقة لها بصميم المعنى والجوهر من عبادات وسلوكيات أمرنا بها الدين. فهذا التو دو إن رمضان ما هو إلا وسيلة تجارية لا تختلف عن جوهر ما يقدمه الدعاة الجدد لروادهم، ولا تختلف عن مظاهر التدين التى يقدمها مشايخ السلفيين لتابعيهم والشىء لزوم الشىء على رأى نجيب الريحانى. فلو أنت من رواد الدعاة فلك التو دو وعداد التسبيح وربطات الحجاب التركية وترقيق الحروف بما يتناسب والوضع الاجتماعى. أما لو كنت من رواد مشايخ السلفية فهناك السواك والنقاب الأسود - ولازم يكون أسود هباب- وهناك السروال الأبيض والقميص اللى تحت الركبة والأهم زبيبة الصلاة السودا المقشفة فى قلب جبهتك والتى لا علاقة لها بالعادة الدينية بقدر ما هى من الأمراض الجلدية!!

أى مسخ صرنا؟ لقد صار التدين مظهراً على كل لون وكل طبقة وكل أيديولوجية. بينما الدين علاقة سرية بين العبد وربه والتدين خلق يعكس ما تؤمن به. وتساءلت: متى ندرك حقيقة الاتجار بعقولنا؟ واستعبادها من قِبَل من ادعوا تعليمنا الدين والإيمان؟ ومتى نفيق من غيبوبة المظاهر الدينية التى لم تمنحنا فقط مسخ العقل ولكن تقسيم المجتمع وكل واحد و«تو دوهه»!!!

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تو دو إن رمضان تو دو إن رمضان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon