توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أن تكون إنساناً

  مصر اليوم -

أن تكون إنساناً

بقلم : نشوى الجوفي

ماذا يعنى أن تكون إنساناً؟ مسألة غاية فى الأهمية لا يدركها جميع البشر حتى ولو كانوا من نسل آدم، رغم أن الإنسانية هى جوهر الرسالات السماوية التى نادت جميعها بالأخلاق بلا استثناء، وكانت الرسالة المحمدية تماماً لها، فقد بُعث صلوات ربى وسلامه عليه ليتمم مكارم الأخلاق.

ففى الوصايا العشر التى تلقفها نبى الله موسى من الله كانت العلاقة بالله ثم الإنسان هى الأساس الذى اعتمده المسيح فى العهد الجديد حين قال لمن آمن به «احفظ الوصايا». فتبدأ بعدم الشرك بالله أو القسم باسمه بالباطل، وتنتهى بتحريم القتل والزنا والسرقة وشهادة الزور والنظر لما فى عهدة أخيك الإنسان، سواء كان زوجة أو شيئاً منقولاً، وكذلك تحريم عقوق الوالدين وقطع الرحم. وهى ذاتها الأوامر التى تحدّث عنها الله فى سورة الأنعام من الآية 151 إلى الآية 153، وفى سورة الإسراء من الآية 22 إلى الآية 39.

ولهذا كانت الإنسانية هى القاعدة الأساسية التى حرص الله على أن يتحلى بها البشر بعد قضية الإيمان به سبحانه وتعالى، فيعلن إمكانية غفرانه للعبد فى حال تقصيره فى حقوق الله، ولكنه لا يسامح فى الجور على حقوق العباد. كانت رسالات ربى حاوية جامعة لحقوق الإنسان قبل المواثيق والمعاهدات والثورات، فكانت الأخلاق هى المبتدأ والمنتهى من الله.

ينسبون للثورة الفرنسية رفعها شعارات الحرية والأخوة والمساواة للمرة الأولى فى تاريخ البشر، بينما هى مبادئ الدين بعقائده المختلفة مع كل الرسل، صاغتها واتفقت عليها اليهودية والمسيحية والإسلام، لا لأبناء العقيدة أو المؤمنين بها فقط، ولكن للعالم أجمع، ولو كان كافراً ملحداً لا يؤمن بالله.. استمع لكلمات ربى توضح: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الله الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً» صدق الله العظيم. فالأصل واحد لآدم عليه السلام، والخطاب لكافة الناس من دون تحديد عقيدة أو إيمان أو كفر. هو أمر لكل الناس الموصولين برحم واحد هو رحم حواء، ليكون ما يفرق بيننا التقوى فى طاعة الله وتعاملنا مع بعضنا البعض. نعم الإنسانية هى الفارق لو أدركنا.

أتوقف عند حديث المصطفى الهادى حين يقول: «أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ الْعِبَادَ كُلُّهُمْ إِخْوَةٌ». أى إن كل البشر إخوة دون فارق فى لون أو جنس أو عقيدة، وما يجعلنى أقترب من هذا وأنفر من ذاك خُلقه وفعله فى الحياة مع البشر، أما تدينه أو كفره فلا يعنينى من أمره شىء فله رب يحاسبه إن أصاب أو أخطأ. فقابيل لم يقتل هابيل لأنه لم يؤمن بالله، بل حقداً واستعلاءً على أخيه الذى سعى أن يقدم لله أفضل ما لديه فتقبّله الله، بينما قابيل يرى فى نفسه الأفضلية وإن تقاعس عن السعى فلم يتقبل منه الله، فكان قراره بقتل أخيه ليحمل وزر العالم الذى سيسير على نهجه من بعده باتخاذ القتل بغير ذنب أو إثم سنّة. ومن يحدد الذنب والإثم؟ القانون والحاكم والقاضى، وهم أولو الأمر الذين ينظمون حياة الناس.

نعم يا سادة، تبقى الإنسانية هدفاً، فلنسعَ لها، ولنجعلها قانوناً يحدد علاقتنا بالناس والحياة. تحدد حكمنا على البشر بأفعالهم وأسلوبهم، ترشدنا فى دروب لا بد لنا من السير فيها فى زمن يسعى فيه الظلام لفرض سطوته. كونوا هابيل أياً كان اسمه فى عالمنا وحتى لو لم تتسموا باسمه، وارفضوا فعل قابيل وإن علا نفوذه فى الأرض.

كن إنساناً.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أن تكون إنساناً أن تكون إنساناً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon