توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسئلة الصين وصناعة الإنسان

  مصر اليوم -

أسئلة الصين وصناعة الإنسان

بقلم: نشوى الحوفي

تداولت مواقع الأخبار العالمية منذ أسابيع خبراً عن سؤال تضمَّنه امتحان الصف الخامس الابتدائى فى الصين أثار حيرة الطلاب، وكان مفاده: سفينة عليها 17 خروفاً و12 ماعزاً فكم يبلغ عمر قبطانها؟!!

تابعت قراءة الخبر الذى تضمن رأى واضعى الامتحان فى الصين، وإجابات بعض الطلاب. فقال الخبراء إن السؤال ينتمى إلى فئة الأسئلة التحليلية الهادفة لقياس قدرات الطالب على تحليل المشكلة ومحاولة الوصول لحل أو إجابة لها اعتماداً على معلوماته عن البيئة التى يحيا فيها.

أعجبنى منطق السؤال المتضمن لرؤية كيفية صناعة الإنسان القادر على التحليل والتخيل. ولكن زاد إعجابى بإجابة تضمَّنها الخبر لأحد الطلاب، الذى أثبت نظرية واضع السؤال. فقد كتب مجيباً: «إذا كان عمر الحصول على رخصة قيادة سفينة فى الصين هو 23 سنة، وإذا كان متوسط وزن الحمولة من الحيوانات مجتمعة نحو 7000 كجم، وإذا كان القانون ينص فى الصين على ألا تقل خبرة قبطان السفينة التى تزيد حمولتها على 5000 كجم عن 5 سنوات فى مجاله، فإن عمر قبطان السفينة لا يقل عن 28 سنة».. انبهرت بالإجابة، وتساءلت ماذا لو تجرَّأ واضع أسئلة امتحانات فى مصر على وضع مثل ذلك السؤال لمرحلة ثانوى لا مرحلة ابتدائى؟! ترى ماذا سيكون مصيره؟

تذكرت الخبر وأنا أتابع مشاهد الأمهات خارج لجان امتحان الثانوية العامة والقلق السنوى لأبنائنا فى موسم ثانوية عامة، والشكوى المتكررة من وجود أسئلة من خارج المنهج تعيق تقفيل الامتحان!! وأدركت مرة أخرى احتياجنا لتغيير نظرتنا للتعليم ودعم الأسلوب الساعى لصناعة الإنسان وتكوين عقله الناقد القادر على انتقاء المعلومات.

أولها أولياء الأمور الباحثون عن مجموع وشهادة لأبنائهم تُعلَّق على الحائط المائل بهم حين يخرجون لسوق عمل لا يملكون مقوماتها. جزء من ذلك الأمر استمر على مدى عقود بسبب غياب الدولة عن التخطيط لمستقبل أبنائها بربط التعليم بالتشغيل، وجزء آخر يتعلق بثقافة الأهل الذين لا يعنيهم إلا اسم الشهادة.

ثانيها وضع السادة المدرسين الذين يعانى أغلبهم من غياب الأسس الصحيحة لمهارات التعليم وتتهافت مساعيهم على زيادة دخولهم، فباتوا أول عثرة فى تطوير التعليم عِنداً وجهلاً، لأنهم لا يريدون التطوير بمنطق هذا ما وجدنا عليه آباءنا، أو فساداً لاستمرار مصالحهم فى الملزمة والدرس الخصوصى.

وثالثها الطلبة أنفسهم التائهون بين بيت يريد المجموع، ومدرسة لم تعد تعلم، ومدرس لا يسعى إلا وراء المادة إلا مَن رحم ربى. والأهم أن نفس هؤلاء الطلبة هم جيل الإنترنت المختلف المتمرد على كل شىء، ولكنه فى قضية التعليم هو المتمسك بقديمه.

ورابعها وزارة التعليم ذاتها ومسئولوها الحائر بعضهم بين انتمائه للقديم، والمُصر بعضهم على هدم كل ما هو قديم، فباتوا بحاجة لتوحيد الرؤية ومنظومة العمل الساعية لتحقيق مستهدف من تدريب معلمين بشكل جاد وحاسم، وتنفيذ خطوات بمنطق التدرج والتقييم والمتابعة والتواصل مع كافة أطراف عملية التطوير.

أؤمن بأن تطوير التعليم منظومة ثلاثية الأبعاد، بها بيت ومُعلم ووزارة، هدفهم منتج تعليمى هو الطالب الذى هو المواطن المتحمل للمسئولية بعد سنوات. وكلنا مسئولون، ويجب ألا نتعامل مع كل مُطور بمنطق جزيرة العميان التى صدَّقت أن العمى هو الحقيقة، وحينما جاءهم مبصر يحاول تغيير حياتهم أجبروه على الإيمان بغياب بصرهم، وكادوا يقنعونه بفقء عينَيه ليصبح مثلهم!

فتطوير التعليم فرض فى زمن الثورة الصناعية الرابعة التى يتسابق فيها العالم، وعلينا اللحاق بركبهم بفكر ومنهج ودعم مجتمعى

 

المصدر :

الوطن

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة الصين وصناعة الإنسان أسئلة الصين وصناعة الإنسان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon