توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«رابع أدبى» فضح «المتدين بطبعه»!

  مصر اليوم -

«رابع أدبى» فضح «المتدين بطبعه»

بقلم - نشوى الحوفى

«من بائع أنابيب للرابع فى ثانوية عامة».. «الرابع ثانوية عامة: أمى بائعة أنابيب وربنا وفقنى وحققت حلمها»... «والدة الرابع ثانوية عامة: كافحت بأنبوبة لتربيته».. تلك وغيرها من العناوين مما سيتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام وبرامج الفضائيات، ستكون مادة لإعلان الفخر تارة بهذا الولد الذى باع الأنابيب ولكنه كان الرابع بين أوائل الثانوية العامة! لتمنح البعض فرصة لكتابة تعليق أو مقدمة برنامج يقول فيها «لا مستحيل مع المثابرة، هل رأيتم محمود الذى صنع نجاحه من عدم؟»، هذا وغيره الكثير من مشاعر حقيقية أو كاذبة ومجاملة ومدعية ستكون لصيقة بحكاية محمود كما حدث العام الماضى مع الأولى فى الثانوية العامة بنت حارس العقار التى لا أظن أن أحداً تابعها وتابع مسيرتها فى الجامعة وما إذا كانت هناك صعوبات واجهتها. ولكن قصة محمود بديوى، الرابع أدبى على ثانوية عامة، ابن محافظة كفر الشيخ، تشى وتفضح وتعرّى آفات مجتمع متدين بطبعه!

دعونى أبدأ من قصة والدته وأقف عند بعض من حديثها حين قالت: «حملت لقب أرملة منذ 14 عاماً، وبقيت فى منزل عائلة زوجى تجنباً للشائعات، قاتلت خلف الكواليس لتربية أبنائى الثلاثة، مرت السنون دون أن أشترى لنفسى ملابس جديدة، فضّلت العمل فى بيع الأنابيب لأوفر نفقات الأولاد، كنت أخرج فى عز الليل وفى الشتاء القارس والحر الشديد دون اهتمام لتوفير حياة كريمة لهم، وحتى لا يشعروا باليتم». تلك، يا سادة، بعض من ملامح قسوة 14 سنة مرت على تلك السيدة فى بيت عائلة زوجها، فهى أرملة فى مجتمع لا يرحم من هنّ مثلها من الشائعات، وهى من قاتلت فى الكواليس لتعلم أبناءها وتحميهم من إحساس اليتم بينما يعيشون وسط عائلة والدهم. وهى من تحملت قسوة الظروف دون أن يلتفت لها أحد، ولكن شاءت إرادة الله أن ينصفها فى محمود. ربما تكون عائلة زوجها غير ميسورة، ولكننى أتحدث عن الحنان لا المال فى مجتمع متدين يحرص كبيره وصغيره على صلاة المساجد والكنائس ولكنهم لم يلحظوا حقوق تلك السيدة وأبنائها فى الرعاية والاهتمام، وأنها ليست بحاجة للمقاتلة فى الكواليس، ولا أن تظل سنوات بدون «جلابية جديدة».

وآخذكم لمحمود ذاته الذى قال إن مديرة المدرسة التى كان يدرس بها طردته منها لأنه لم يكن يرتدى «جزمة» بل «شبشب»! وأقف هنا مرة أخرى أمام ذلك المشهد الذى يدق أجراس إنذار. فما أعلمه أن المتفوق لا يخفى على المدرسين والمدرسة تفوقه، خصوصاً فى حالة محمود الذى لم يكن بالتأكيد فى رفاهية تمكّنه من الاستغناء عن المدرسة والاكتفاء بالدروس كما يفعل غيره. وهنا السؤال: هل رأت المديرة فى «شبشب» محمود إخلالاً بنظام فقررت طرده حفاظاً على نظام المدرسة دونما سؤال عن خلفيته ومستواه الدراسى؟ هل عجزت المديرة والمدرسون عن مراعاة طالب متفوق برعايته وشراء أبسط الاحتياجات له؟ هل غاب عن مجتمع مدرسة محمود المتدين بطبعه -كما المجتمع ككل- أن يلحظ شقاء المجتهد ومثابرته ليخففوا عنه بأن يرحموه من ضرورة الحضور بالحذاء إن عجزوا عن شرائه له؟ هل نسوا أن يخففوا عنه حاله ولو بكلمة؟

وهكذا، يا سادة، كشفتنا قصة محمود، لتثبت أننا بحاجة لمراجعة وصف «متدين بطبعه» وأننا بحاجة لأن نكون مجتمعاً إنسانياً بطبعه، يقدس العمل دون تمييز، ويحترم كل مثابر بلا مَنٍّ، ويقدر ظروف الآخر ويحترمها. أما محمود وأمه فلا كلام إلا «تسلم يا ضنايا وتعيش الوتد».

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«رابع أدبى» فضح «المتدين بطبعه» «رابع أدبى» فضح «المتدين بطبعه»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon