توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بن كارسون» لم يكن فى فصل أبلة «ميرفت»!

  مصر اليوم -

«بن كارسون» لم يكن فى فصل أبلة «ميرفت»

بقلم - نشوى الحوفى

منذ أيام، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى فيديو للمُدرسة التى سجلت فيديو لطفل فى أولى سنوات عمره الدراسية، وهو يتوسل لها أن تتركه ينام منادياً إياها بمسمى «يا حاجة»، بينما كانت تضحك! تتوقف أمام الفعل وتندهش من غياب القيم التى يأتى فى مقدمتها معنى الرحمة أو المسئولية القائمة على الإنسانية. فالمُدرسة الفاضلة لم تتفهم حاجة الطفل ولم تدرك مهامها فى الفصل كمعلمة، ولا فى الحياة كبديلة عن الأم فى غيابها. ولم أقتنع بمبررات بعض المدرسين لفعلها، وأن سببه سلوكيات الطلاب وضعف الراتب الذى لا يتجاوز 1500 جنيه!!

لم تكن المدرسة وحدها فقط من يستحق المساءلة فى هذا المشهد، ولكن أيضاً الأسرة التى لا بد من سؤالها عن أسباب احتياج الطفل للنوم، وما إذا كان قضى ليلته ساهراً لأى سبب دون مراعاة لمواعيد نوم وحاجة الجسم للنوم، أو كان مريضاً، وأجبرته الأسرة على الذهاب للمدرسة؟ مشهد يشير لغياب مفهوم التربية فى المؤسستين المعنيتين بها فى بلادى، ألا وهما الأسرة والمدرسة.

وتذكرت العالم والطبيب والسياسى الأمريكى، ووزير الإسكان والتنمية الحضرية فى حكومة ترامب، وأحد عباقرة جراحة المخ والأعصاب فى العالم «بنيامين كارسون»، الذى شاهدت قصة حياته فى فيلم سينمائى وتابعت مساره من يومها، لأدرك كيف يمكن أن تغير معلمة وأم مسار الحياة للإنسان مهما كان حجم أدائه، فـ«بن» -كما يحلو له اختصار اسمه- كان طفلاً لأم لا تجيد القراءة والكتابة، تزوجت وعمرها 13 سنة من زوج سرعان ما تركها بعد إنجابها لطفليها بنيامين وأخيه، ما اضطرها للعمل من أجل توفير أساسيات الحياة لهما، وفى مقدمتها التعليم الذى أصرت عليه وبقوة رغم وحدتها وفقرها وأميتها. بالإضافة إلى إحساس ابنيها بأنهما لا يمتلكان الذكاء الكافى لاجتياز مراحل التعليم، ولكنها أصرت بيقين أنه لن ينقذهما من مصيرهما المؤلم سوى التعليم وإثبات الذات، فكانت تصر عليهما أن يقرأ كل منهما كتاباً كل أسبوع يستعيرانه من المكتبة العامة، ويقدمان لها تقريراً عنه. ورغم أمّيتها كانت تدعى القراءة، وتضع علامات على السطور وكأنها ملاحظات ثم تشكرهما وتحثهما على قراءة غيره رغم معارضتهما.

فى ذات الوقت كان بنيامين فى إحدى مدارس ديترويت يعانى تأخراً فى درجاته، ما سبّب له سخرية زملائه فى الفصل متهمين إياه بالغباء وهو ما صدقه، إلا أن معلمته كانت دائمة التشجيع له على ما يحققه، وإن ضعف حجم الإنجاز. فإن تحسنت نتيجته فى الامتحان من «ضعيف جداً» إلى «ضعيف»، قدمت له التحية أمام الفصل كله، وهى تشكره على ما قام به دون تعنيف أو تقليل من جهدٍ، حاثةً إياه على مواصلة الطريق بجد.

وهكذا واصل بنيامين كارسون طريقه فى الحياة بين قلب أم لم يهزمه الفقر، وهجر الزوج والوحدة، ووعى معلمة تدرك مهامها فى الفصل والحياة، حتى تخرج فى جامعة ييل، أهم جامعات العالم، وعمل مديراً لقسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفى جون هوبكنز منذ عام 1984، وحتى تقاعده فى عام 2013، فكان رائداً فى مجاله الدقيق، وكان له سبق فصل توأم ملتصق عند مؤخرة الرأس وتطوير أساليب علاج أورام الدماغ الجذعية، وغيرها من الإنجازات الطبية التى أهلته للحصول على 60 شهادة دكتوراه فخرية، كما مُنح وسام الحرية الرئاسى فى عام 2008، وهو أعلى جائزة مدنية فى الولايات المتحدة.

قارنت بين أم ومعلمة كارسون، وبين طفل فيديو النوم، وتساءلت: متى تحرك الإنسانية مسارنا؟

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بن كارسون» لم يكن فى فصل أبلة «ميرفت» «بن كارسون» لم يكن فى فصل أبلة «ميرفت»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon