توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنا أشك.. إذاً أنا زعيم «فيس بوك»!!

  مصر اليوم -

أنا أشك إذاً أنا زعيم «فيس بوك»

بقلم - نشوى الحوفى

قديماً وضع الفيلسوف الفرنسى رينيه ديكارت قاعدته الفلسفية الشهيرة التى أوضح بها أن الشك أساس التفكير وأن من يفكر فهو على قيد الحياة. فكانت المعادلة الفلسفية «أنا أشك إذاً أنا أفكر. أنا افكر إذاً أنا موجود».

ولكن فى زماننا بات الشك وسيلة زعزعة الانتماء والعقيدة والإيمان. وأصبح التشكيك يستند على تجهيل المعلومة وتغييب العقول ونشر الأكاذيب، ولا عزاء للفكر، دون اقتصار الأمر على محدودى التعليم أو من هم معدومو المعلومة أو السُذج أو الجُهال، ولكن امتد إلى من يعتلون المناصب وأساتذة الجامعة وفنانين وخريجى جامعات ومُعممين لا يملون من حماية شكوكهم بعبارات الدين وآياته فرضاً لهيمنة التشكيك التى باتوا يدمنونها. نعم، سار التشكيك فى كل شىء أسلوب حياة، دعمه انتشار وسائل التواصل الاجتماعى التى باتت منبر من لا منبر له، فأنتج لنا زعماء «الفيس بوك» الفضائى الوهمى!

أعلم، بحكم قراءة المشهد الكونى، أن هذه الظاهرة ستزداد بقوة فى الفترة المقبلة، لا بمنطق الفوضى المراد نشره وحسب فى بلادى والمنطقة، ولكن بمنطق لويس التاسع، قائد الحملة الصليبية السابعة على مصر، حين تم أسره فى دار ابن لقمان بالمنصورة الغالية، حين قال: «تلك شعوب لا يقضى عليها السلاح ولكن يقضى عليها التلاعب فى قيمهم وعقيدتهم وما يؤمنون به». وهكذا صاغ لويس التاسع -المهزوم فى بلادى على يد فلاحى أرضها قبل المماليك- منطق نظرية التشكيك ببساطة.. التلاعب فى الأدمغة وتسييح منطقها وصهر قيمها لتكون مستعدة لهدم بلادها فى حرب لا هوادة فيها.

مثالاً لما أقول شائعة أن مصر ستقترض مبلغ 5 مليارات دولار لرد قيمة شهادات قناة السويس! خبر لا يمتلك أساس الحياة إلا بين الجهل وأشياعه، ولكنها وجدت طريقها بسهولة بين الناس، يتقدمهم من يدعون الفكر والفهم والتحليل، بينما مصدر معلومتهم موقع مجهول لم نسمع به من قبل! تجادلهم بالمنطق فتقول إنه، وبغضّ النظر عن تجهيل الموقع وغموض المصدر فى الخبر، فإن العقل يتساءل عما يدفع مصر لإصدار شهادات لقناة السويس فى العام 2014 بأعلى فائدة وقتها وكانت 12.5% بينما كان يمكنها الاستدانة بفائدة تتراوح بين نصف و1.5%؟ فيجيبونك بأن القناة لم تحقق أرباحاً قيل إنها ستكون 13 مليار دولار فى عام واحد! فتُخرج لهم كافة التصريحات التى تقول إن تلك تصريحات الفريق مميش وإنه قال إنها ستتحقق بحلول 2023 وليس فى عام. توضح لهم قيمة القناة وكيف حفرناها فى عام واحد بطول 73 كم بينما قناة بنما جرى توسعتها فى ثمانى سنوات بطول 89 كم بتكلفة 5 مليارات دولار ولم يتكلم أحد. تحدثهم عن قيمة القناة لطريق الحرير العالمى للتجارة، وقطعها الطريق على إسرائيل فى إنشاء خط سكك حديد بين يافا وإيلات، فيسفسطون بمهاترات من دون معلومة!

خذ مثلاً المنتخب وحجم السخرية التى يواجهها مع مدربه الذى ندين له بفضل لملمة أشلاء الفريق بعد ما تعرّض له فى 2011 من انهيار مُدوٍّ، وبعد أن كانت طموحاتنا تنحصر فى الصعود لكأس العالم، بات التشكيك فى قدرة الفريق على اللعب من أساسه!

وهكذا، يا سادة، بين اقتصاد وسياسة وكرة قدم وقيم وتقاليد وعلاقات وتربية بات التشكيك مهنة الباحثين عن مكانة أو المأجورين لهدم بلادى. أؤمن بالشك القائم على الفكر، لا على هوى النفس، فهل من وعى لما يحاك لنا؟

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا أشك إذاً أنا زعيم «فيس بوك» أنا أشك إذاً أنا زعيم «فيس بوك»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon