بقلم : مرسى عطا الله
كان لابد بعد الذى جرى قبل قرابة 8 سنوات من درس واضح يستوعبه شعب مصر لكى يضع الأمور فى نصابها الصحيح ويتلافى أى احتمالات لتكرار ما جرى مهما تكن قسوة الدرس وشدته.. وهذا هو ما اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسى منهجا للحكم بعد أن منحه الشعب ثقته فى أول استحقاق رئاسى تشهده مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013.
لقد أدرك السيسى أن فورة الحماسة التى عاشتها مصر بعد قرارات 3 يوليو 2013 لن تدوم طويلا ولكن هذه الفورة الحماسية تمثل فرصة لإرساء دعائم قوية ومتينة لدولة عصرية حديثة تنطلق من أرضية مصارحة النفس والذات بحقيقة الأوضاع الصعبة التى تواجهها البلاد وتتطلب حزمة من الخطط الجسورة فى كل المجالات وفى المقدمة خطة الإصلاح المالى والاقتصادى مهما تكن أعباء فاتورتها على الأوضاع الاجتماعية مرحليا!
ولم يكن الأمر سهلا ولا ميسورا فى ظل إدراك السيسى لاحتمال أن يخسر جانبا من شعبيته، ولكنه انتصر لما تحتمه المصلحة العليا للوطن، وركز جل همه على بناء اليقظة المطلوبة لمواجهة مخططات أهل الشر التى تستهدف ثورة 30 يونيو وامتداداتها الإصلاحية الجذرية بغية الانقضاض عليها والعمل على تفتيت تماسك ركائزها وهز ثقة الشعب وتمسكه بها.
وانتهج السيسى سياسة المصارحة بالحقائق مهما تكن صادمة وكل الذين تعاملوا معه عن قرب من كبار معاونيه استوعبوا رؤيته التى كان يرددها على أسماعهم ليبدد أى دهشة من جرأة خطواته بقوله: «نحن لا نلف ولا ندور حول القضايا والتحديات المطروحة أمامنا لكى لا نتوه فيها، وإنما علينا أن نقتحمها بشجاعة محسوبة قبل أن تزداد ثقلا وتفاقما»!
كان السيسى صريحا مع الشعب ومع معاونيه: «نحن لا نستطيع أن نترك الأمور تمضى كما كانت تمضى من قبل وأوصلتنا إلى ما نحن فيه»!
خير الكلام:
<< من لا ينتصر على نفسه لن ينتصر على غيره!
نقلًا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع