توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى «يوم الدين» بشاى وأوباما وحربى ينتظرون الجنة!

  مصر اليوم -

فى «يوم الدين» بشاى وأوباما وحربى ينتظرون الجنة

بقلم : طارق الشناوي

 لمصر فيلم سينمائى يمثلنا بكل شرف فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى، وأمس الأول جاء العرض الرسمى، وسط حفاوة دافئة تلقاها المخرج أبو بكر شوقى من الجمهور وإدارة المهرجان، فهو يُقدم فيلما غير الأفلام، سينما خاصة فى التقاط الفكرة وأيضا فى التناولين الدرامى والسينمائى، الفيلم يتوقف أمام مفهوم العدالة التى يترقبها البشر أجمعين فى العالم كله (يوم الدين) عنوان الفيلم هو يوم القيامة بالمفهوم الشعبى، حيث إن كل من ظلمتهم الدنيا سيقتنصون مساحة من السعادة فى الجنة، بل إنه كلما كان العذاب شديدا فإن الجنة ستمنحهم الكثير من السعادة، وهو ما يجعلهم يتحملون شقاء الحياة، تستطيع أن تلمح هذا الإحساس فى البناء الموسيقى الذى قدمه عمر فضل، حيث كان هناك وميض يسرى دائما بحالة من البهجة مهما كانت وطأة الأحداث، تلك هى وجهة نظر المخرج للشريط السينمائى والتى عبرت عنها الموسيقى، وأيضا ستجد مفتاح الإضاءة الذى كان يحتفظ فى البداية بعدم كشف ملامح وجه البطل المصاب بالجذام.

وقد ساهم فيه أيضا فى تحقيق ذلك اختيار حجم اللقطة وزاوية الكاميرا حتى لا نكشف تفاصيل وجه البطل، وتعمد بعد نحو نصف ساعة أن يجعله يرتدى دراميا قبعة يتدلى منها قماش شفاف حتى تُصبح من الناحية العملية رؤية الوجه ضبابية، إلا أنه فى النهاية يتحرر من كل تلك القيود، ونشاهد وجه بشاى بطل الفيلم المصاب بالجذام الذى يتحول من النفور إلى الحضور.

المستضعفون والمهمشون هم الذين يمدون يد العون لبعضهم، كما أنهم يتجاوزون العجز الظاهرى، أو بتعبير أدق هم لا يشعرون به حتى من فقد رجليه والذى التقاه بطلا الفيلم فى رحلتهما للعودة للجذور وجدناه يمنح بهجة وقوة للجميع، الجنة ليست فقط لدين واحد كما يعتقد أغلب أصحاب الديانات والطوائف فى العالم، وهكذا من الممكن أن تجد دلالة مباشرة فى اختيار اسم البطل بشاى، والذى أدى دوره راضى جمال، فهو مريض بالجذام ويعيش الحياة باعتباره مصريا فقط لا تلمح شيئا أبدا متعلقا بالديانة سوى مرتين، الأولى عندما يصلون على زوجته طبقا للديانة المسيحية، والثانية عندما يجد نفسه فى حضرة عدد من المتطرفين دينيا يسألونه عن اسمه فيقول لهم محمد، حتى هذا المشهد كانت تغلفه الطرافة.

هو يعيش فى المصحة التى تربى فيها بعد أن أودعه أهله وهو طفل، يتقبلون بعضهم البعض ببساطة والنظرة لا تحمل أبدا إحساساً بالدهشة، يعمل بشاى فى جمع النفايات على عربته الكارو ومعه الحمار الذى أطلق عليه اسم حربى، والذى صار لصيقا، بل صديقا له، حيث ينتقى بشاى ما يمكن أن يباع من تلك النفايات، الطفل الذى نلتقيه، ويدعى أوباما بسبب ملامحه السمراء، يعيش بدار الأيتام ويؤدى دوره أحمد عبد الحفيظ وتربطه علاقة مع بشاى، الثلاثة ينتظرون أن تمنحهم السماء الجنة فى نهاية الرحلة.

الدهشة فى البحث عن الجذور لا تعنى أن الوصول للحقيقة يستحق بالضرورة ثمن التضحية، ولكن فقط الحقيقة أيا ما كان معناها وجدواها تستحق، الفيلم محمل بالدلالات مثل تلك العلاقة بين بشاى وأوباما ولا مرة استمعنا فيها إلى كلمة عن الدين، وهو ما تكرر أيضا ��ى علاقته بالمهمشين الذى التقاهم فى رحلته، والتى تقع تحت عنوان (سينما الطريق)، حيث يتيح هذا النوع السينمائى لصانع الفيلم أن يلتقى بالعديد من الشخصيات والمواقع، وهو ما يمنح الشريط ثراءً فكريا وبصريا ومزاجيا يصب لصالح المشاهد.

من اللقطات المؤثرة العلاقة الدافئة مع الحمار حربى هى أيضا تحمل دلالة دينية أنه مثلهما تعذب فى تلك الرحلة من القاهرة إلى قنا، وتستطيع أن تضيف أيضا العربة (الكارو) الجماد، وهى أيضا لا تملك أى مقومات تؤهلها للحياة، وعندما ينفق الحمار ويتم دفنه يقرأ أوباما الفاتحة ويسأل بشاى هل يدخل حربى الجنة؟ تجيبه نظرات بشاى بنعم يدخلها.

استحق المخرج أبو بكر شوقى التصفيق مع نهاية العرض وغادر القاعة مع زوجته دينا إمام وسط حفاوة الجميع بتلك اللمحة الفنية الاستثنائية. طبعا عندما تتواجد مع عمالقة الإخراج بحجم سبايك لى ولارس فون تراير وجان لوك جودار وجعفر بناهى وأصغر فرهدى وغيرهم وهم محملون بجوائز سعفة (كان) ودب (برلين) وأسد (برلين)، ناهيك عن (الأوسكار)، فإن المشاركة معهم فى التسابق تعتبر جائزة كُبرى، ورغم ذلك فأنا أقول لكم دعونا ننتظر يوم 19 عند إعلان الجوائز (وليه لأ)!!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى «يوم الدين» بشاى وأوباما وحربى ينتظرون الجنة فى «يوم الدين» بشاى وأوباما وحربى ينتظرون الجنة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon