بقلم - طارق الشناوي
تساءل الكاتب الكبير صلاح منتصر، فى عموده (مجرد رأى) بالأهرام، عن سر غياب (نون النسوة) من فعاليات المهرجان، مستندا إلى أن المكرمين بجوائز (فاتن حمامة) فقط من الرجال، وهى ملاحظة التقطتها عين الخبير المدقق، إلا أن هذه الدورة تحديدا شهدت تواجدا مكثفا للنساء فى كل التظاهرات الأخرى، أفلام ولجان تحكيم، بل أقيم لأول مرة قسم خاص للمخرجات العربيات، الشىء الوحيد الذى لم نره أنه لم يُكمل ما بدأته المهرجانات الكبرى مثل (كان) و(برلين) فى فضح المتحرشين بالنساء، رفعت المهرجانات الكُبرى شعار (أنا كمان) لتحفيز النساء على البوح بمن حاولوا التحرش بهن، والحقيقة أن المهرجان فى هذه النقطة تحديدا معذور، لأنه لو وارب الباب، ولا أقول فتح، فلن يستطيع إغلاقه، هناك مئات من الوقائع المسكوت عنها، وخلّى الطابق مستور.
مساء أمس أُسدل الستار على الدورة رقم (40)، هذه الدورة تمكنت من تحقيق الكثير وأخفقت أيضا فى عدد ليس بالقليل، أهمها نقطة فارقة جدا وهى القفز بالعروض الجماهيرية بعيدا عن أسوار دار الأوبرا، هذه الدار بطبيعة تكوينها تصدّر لدى الناس إحساسا بالخصوصية، كما أنك لو حسبت عدد المقاعد المتاحة بكل نوافذ العرض السبع، فلن يتجاوز الأمر 4 أو 5 آلاف، ولو أضفت لها أيضا الخمس شاشات المتاحة خارج الأوبرا، نصبح 10 آلاف مقعد، وهو لا يعبر قطعا عما هو مأمول من إقامة مهرجان يحمل اسم مدينة يزيد عدد سكانها على 20 مليونا، المفروض أن نتابع المهرجان على الأقل فى 50 دارا، ليُصبح هذا هو الهدف رقم واحد فى دورته (41) وهو (القاهرة مهرجان شعبى).
لو أخضعنا ما تحقق للحساب سنجد الأرباح لصالح فريق العمل الذى يقوده محمد حفظى بروح شابة وخيال يقفز فوق (الكتالوج) الشرعى والقيود التى تراكمت، وسوف يأتى قريبا موعدنا لنتابع الكثير، إلا أن أهم ما يمكن أن نقرأه هو أن المتربصين الذين بدأت خطتهم للاستيلاء على المهرجان منذ أن أوكل وزير الثقافة السابق الكاتب الكبير حلمى النمنم إلى (لجنة السينما) التابعة للمجلس الأعلى للثقافة قبل نحو عام اختيار الرئيس، وتابعنا كيف أن هناك من اعتبرها (سبوبة) لا يمكن أن تضيع من بين يديه، شاهدنا محاولة فرض شخصية هلامية يحركونها بـ(الريموت كنترول)، أدرك حلمى الخطة إلا أنه لم يجد الشخص المناسب لكى يوكل له المهمة، بينما بمجرد أن تولت الفنانة د. إيناس عبدالدايم المسؤولية أحبطت الخطة الشريرة، التى كان يحركها (الحنجور الأكبر)، وتحمست لمحمد حفظى، رغم كل محاولات الضرب تحت الحزام، وكسبت الرهان.
هناك أكثر من طموح مشروع يقف على قمتها عودة الألق العربى للمهرجان، هناك قطعا قصور، والرغبة فى الاستحواذ على قسط أكبر من الأفلام العربية يجب أن تقف فى مقدمة الأهداف، وأن يعرض دائما المهرجان الجديد، حتى لو كانت اللائحة تتيح له عرض فيلم من إنتاج 2017 فإنه أدبيا وليس قانونيا لا يجب أن يرضى بأن يحصل على الفيلم الذى أنهكته المهرجانات تدويرا، يجب أن يشعر رواد المهرجان بأنه يسعى دائما للسبق، رصد جائزة 20 ألف دولار لأفضل فيلم عربى من الممكن أن تؤتى ثمارها فى العام القادم بل لو زادت أيضا قيمتها المادية فهذا يصب سياسيا لصالح مصر، هوليوود الشرق، لتصبح منصة المهرجان العربية هى الأكثر إشعاعا وألقا.
المهرجان حقق بحفل الافتتاح ضربة بداية قوية، فارقة، أتمنى أن يكون الجميع قد رأى أن ختامه مسك!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع