بقلم : طارق الشناوي
لن تعثر على إجابة قاطعة خلال الأيام القادمة عن مسلسل (فالنتينو) الذى توقف فى فترة زمنية حرجة بعد تصوير 40% من أحداثه، والأيام تمضى مسرعة ورمضان يطرق الباب بقوة وطبلة المسحراتى تم تسخينها، المؤكد أن الحالة الصحية لعادل لا غبار عليها، وجدول التصوير عادة يراعى كل التفاصيل التى يريدها النجم الأول، والساعات التى يسمح فيها بالتصوير أمام الكاميرا، وطبقًا لإرادته بالضبط يتم تنفيذها بدقة. عادل بخير، ولكن هناك خلاف غير معلنة تفاصيله بدقة بين الشركتين المسؤولتين عن المسلسل، فى العادة لا أحد يقول الحقيقة كاملة، هناك فقط تشنيعات وضربات هنا وهناك.
ولهذا أصبح الغياب فى 2019 عن الشاشة الصغيرة هو الخبر الأقرب للصحة.
عادل صار بمثابة طقس رمضانى لا غنى عنه، قبل سبعة أعوام دخل الحلبة التليفزيونية ووصل رصيده لسبعة مسلسلات، الصدفة هى التى ألحقت عادل بماراثون رمضان السنوى بعد أن كان حريصًا على أن يظل يعيش داخل بيته الدائم فى السينما، وبسبب تعثر إنتاجى لفيلم (فرقة ناجى عطاالله) عام 2011، حيث كان ينبغى لعادل أن يهبط بأجره الذى كان قد ارتفع وقتها إلى رقم 16 مليون جنيه، وذلك بسبب تعثر سوق السينما بعد ثورة 25 يناير، عادل رفض أن يهبط بأجره تحت أى دعوى، وهذا الأمر مرتبط بالتكوين الشخصى لعادل فى التعامل مع السوق الفنية، فهو حالة خاصة، وكل الأزمات التى عاشتها السينما طوال ما يقرب من 60 عامًا كان عادل حريصا على أن يظل اسمه فى صعود رقمى، وهكذا انتقل للتليفزيون تحت ضغط الضرورة الرقمية، والكاتب يوسف معاطى أحال ساعتين زمن سيناريو الفيلم إلى 20 ساعة لتشغل مساحة الشاشة الصغيرة، وأجر عادل تضاعف ليصل إلى 30 مليون جنيه، وسنويا هناك زيادة ليرتفع فى العام الماضى إلى 40 مليونًا.
لى ملاحظات سلبية نشرتها قطعاً فى حينها على عدد من مسلسلاته، كما أن عطاءه على الشاشة تضاءل، إلا أن قدرته على جذب المتفرج ووكالات الإعلان لا تزال تضعه فى تلك الدائرة الاستثنائية، ولا أحد يستطيع أن يجادل فى قدرة عادل تسويقيًا، التقييم الفنى قضية أخرى.
هذه المرة حدث تغيير فى المعادلات، ليس لأن اسم عادل تراجع فى سوق الدراما، ولكن لأن هناك تباينًا أو بالأحرى استعراضًا فى القوى بين شركتى الإنتاج، واحدة لديها اسم نجم كبير وأخرى تتحكم فى سوق العرض والطلب، وبديهى أن الشركة التى تملك قنوات العرض تستطيع فرض شروطها، أو هكذا تصورت، ولكن عادل لا يزال يرى أنه عادل، ولا أتصور أن قرار إيقاف التصوير لم يتم إلا بعد استشارته، والمخرج رامى إمام درس الأمر برمته، فهو شريك أيضًا فى الإنتاج، ولن يضع أبدًا نجمًا بحجم عادل فى أى موقف تحدٍ دون موافقته. نعم هذا العام سيغيب عدد كبير من النجوم عن دراما رمضان، ولكن عادل أقوى من أى معادلات من الممكن أن تخرجه من السوق.
عدد كبير من النجوم التزموا الصمت، نعم فى أحاديثهم يهمسون بالرفض، ولكن فى فمهم ماء، ويكتفون فقط بالإشارة. عادل لا أتصور أن صمته سيطول.
هل تتدخل إرادة أخرى فى اللحظات الأخيرة وتتم إزالة كل العوائق؟ وارد طبعًا، المأزق الوحيد الذى من الممكن أن يحول دون الوصول إلى تلك النهاية السعيدة، هو أن الزمن يمضى مسرعًا ولا يمكن إنجاز المسلسل فى الأسابيع القليلة التى تسبق نقرات طبلة المسحراتى.