توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سينما من أجل القطط!

  مصر اليوم -

سينما من أجل القطط

بقلم - طارق الشناوي

ما الذي يعنيه بالضبط أن تعرض أفلاماً ولا يشاهدها أحد، أو تطبع أغاني ولا يسمعها أحد، وكأنها إبداع سري غير قابل للتداول؟ مثل هذه الأعمال تموت عادة مع الزمن، متأثرة بالسكتة الجماهيرية!
عندما تسأل صناعها، يقولون لك: «مش ح تنازل عن قناعاتي الفنية والفكرية حتى أصل للناس، سأقدم لهم أفكاري من دون «تحابيش» زائفة. لن أضع لهم غطاء من السكر حتى أجذبهم، هل أتناقض مع قناعاتي من أجل نجاح كاذب؟
لم يطلب أحد من المبدع أن يقدم نغمة تجارية، ولكن نغمة جماهيرية، والفارق شاسع،. من يملأ العمل الفني بالمشاهد الخارجة عن السياق العام، مرفوض قطعا، ولكن المطلوب أن يضع في المعادلة أثناء تنفيذ الفيلم الجمهور، وكيف يتعاطى مع المصنف الفني.
في الماضي كانوا يبيعون الأفلام للموزع الخارجي، والمقصود به من يتولى بيع الفيلم خارج مصر في الدول العربية. وكانت الخطة المتبعة في التسويق، تنحصر في فن يؤكد المنتج المصري أنه سيضمن للموزع خمس خناقات بين فريد شوقي ومحمود المليجي، أو ثلاث رقصات لتحية كاريوكا، أو سامية جمال، أو خمس أغان لفريد الأطرش أو ليلى مراد، وهكذا يرصد الموزع أمواله وهو مطمئن.
طبعا هذا مرفوض تماما، لأنه يحيل الفن إلى معادلة حسابية. في حوارات سابقة، قال لي المخرجون الكبار الثلاثة، صلاح أبو سيف، وحسن الإمام، وكمال الشيخ، ومن دون أي اتفاق مسبق بينهم، إنهم يحرصون على الذهاب يوميا إلى دور العرض، ليشاهدوا كيف تقبل الجمهور الفيلم، أو حتى كيف عبر عن انزعاجه. روى لي أبو سيف أنه كان يشاهد في الستينيات فيلمه «بين السماء والأرض» الذي كانت تجرى أغلب أحداثه داخل مصعد، ووقف مع تتر النهاية، في آخر الصالة، ليجد متفرجا يأتي إليه مسرعا وأمسك «الجرافت» حول عنقه قائلا له: «حرام عليك خنقتنا». واعتبر أبو سيف أن هذه هي أكبر شهادة إيجابية تلقاها من الجمهور، رغم أنه كاد أن يفقد حياته، إلا أنه نجح في أن ينقل الإحساس بالاختناق للجمهور.
وقال نجيب محفوظ في أحد حواراته إنه لو اكتشف أن التعامل مع الرواية سيصبح مثل التعامل مع الصحف، حيث تعودوا في الريف المصري مع زيادة معدلات الأمية، أن هناك من يقرأ الصحيفة للجمهور، واللغة التي تصاغ بها عادة المادة الصحافية، أقرب إلى ما يمكن أن نطلق عليه «اللغة الثالثة»، التي تقف بين الفصحى والعامية، أكد أديبنا العربي الكبير أنه لو كانت تلك هي الطريقة التي يتعاملون معها في الرواية لغير على الفور من أسلوبه ومفرداته ليصبح على موجة الناس.
في مصر كثيرا ما تعرض أفلام يطلقون عليها مستقلة، عدد منها بالفعل يحصل على جوائز، إلا أنه في النهاية لا تحقق رواجا جماهيريا، وكأن شيئا لم يكن.
ليس مطلوبا من الفنان أن يقدم قطعا مفردات تجارية، أو يبحث عن المشاهد الساخنة ليرضي فئة ما الجماهير، ولكن عليه ألا يصنع فنه من أجل المقاعد الخاوية. المخرج حسين كمال قال إنه بعد فيلمه الأول «المستحيل» عندما ذهب لدار العرض لم يجد جمهورا، ولكن عدد من القطط هي التي احتلت الكراسي، وأخذ يبكي حسرة على طاقته المهدرة، وقرر بعدها أن يصنع سينما للناس، وحقق فيلمه «أبي فوق الشجرة» الذي لعب بطولته عبد الحليم حافظ أعلى إيرادات حققتها السينما المصرية طوال تاريخها، ولم يعثر على القطط!

 

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سينما من أجل القطط سينما من أجل القطط



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon