توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شفرة التواصل

  مصر اليوم -

شفرة التواصل

بقلم : طارق الشناوي

هل أمسح رقم صديقي العزيز الذي توفاه الله قبل عامين، أنا موقن أن عائلته سبقتني ومحته، فما هي جدوى الاحتفاظ برقم تم دفنه؟ هذا هو ما يقوله المنطق العقلي، ولكن دائماً للقلب حسابات أخرى.
كل بضع سنوات «مكره أخاك لا بطل» أجد نفسي مضطراً لتغيير جهاز الموبايل المحمول، لست ممن يسارعون باقتناء أحدث الأجهزة، خاصة أنني أجد شيئاً من الصعوبة في التعامل مع التقنيات الحديثة، رغم أنها قد أحدثت تغييراً جذرياً في العديد من مظاهر حياتنا، ولا محيص من التعاطي الدائم معها.
أنا أنتمي لجيل زمن التليفون الأرضي، عشت مرحلة ذهبية اسمها تليفون «الأنسر ماشين»، كنا نعتبره قبل ظهور «المحمول» آلة ساحرة، تساعد على إنجاز الكثير من شؤون الحياة.
في الماضي كنا نستخدم نوتة صغيرة للاحتفاظ بالأرقام أبجدياً، وبين الحين والآخر عندما تُبلى الأوراق، ونضطر لإعادة كتابة الأسماء يصعد نفس السؤال، هل نُبقي عليهم أم نحذفهم؟ كلما مضى بنا الزمن زاد بالضرورة عدد الراحلين، الآن لم يعد الأمر قاصراً على الأرقام فقط، ولكن أيضاً هناك رسائل متبادلة، كانت بيني وبينهم، وهي مسجلة على أكثر من تطبيق، تعودت ألا أمسح أغلب الرسائل، وبين الحين والآخر أعيد تأملها.
مثلاً صديقي الذي أخفى خبر وقوعه في الحب واستعداده للزواج مجدداً، بالصدفة أرسل لي عن طريق الخطأ تلك الرسالة، وأرسلت له رداً ساخراً، كم كنت سعيداً أنه أقدم على تلك الخطوة، بعد رحيل زوجته ببضع سنوات، الغريب أنه قبل أن يعلن رسمياً نبأ زواجه فاضت روحه، والزوجة المنتظرة لا تدري أن هناك عدداً قليلاً يعرفون بالصدفة السر، أشعر أن صديقي قبل الرحيل كان بداخله نداء خفي يدفعه لتلك الخطوة المؤجلة، قبل أن يمضي به قطار العمر، إلا أن القطار كان أسرع.
صديق ثانٍ من بلد عربي، جاءت رسالته قبل خمسة أعوام، تؤكد أنه قادم لمصر «أم الدنيا»، هكذا كان يصفها الناقد الكبير، وبلغ حبه لها أنه رحل أيضاً على أرضها، وما علمناه بعد ذلك أن الأطباء حذروه من السفر، ولكنه كان حريصاً على أن تشهد «أم الدنيا» وداعه للدنيا.
هذه رسالة من نجم كبير يهنئني فيها على عمود كتبت فيه رأياً إيجابياً عنه، من الواضح أنني كما يشيع عني الفنانون، نادراً ما أكتب مقالاً إيجابياً، وإلا ما كان صديقي النجم الراحل قد حرص على توجيه الشكر.
صحافية شابة مفعمة بالحياة تسألني عن رأيي في تلك الدورة من المهرجان؟ كنت قد غادرت المهرجان قبل حفل الختام بيوم، وسجلت لها رأيي عبر «واتساب»، وعلمت أنها وهي في طريق عودتها من المهرجان، انقلبت العربة ولاقت حتفها.
هل لديهم وسائلهم للتواصل معنا، أقصد من غادرونا؟ قال لي مرة كاتب السيناريو بشير الديك، إنه والمخرج الراحل عاطف الطيب، اتفقا على أن من يرحل قبل الآخر عليه أن يجد وسيلة للتواصل، ومر أكثر من ربع قرن، ولم يتلق بشير على حد قوله شيئاً من صديقه عاطف الطيب.
المؤكد أن بشير لو استعاد الكثير من الأوراق والملاحظات التي كان الطيب يكتبها على السيناريوهات التي جمعتهما معاً سيكتشف الكثير من «شفرات» التواصل.
نعم عندما أقرأ بعض تلك الرسائل أشعر أن الحوار لم ينقطع بعد.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شفرة التواصل شفرة التواصل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon