توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«يارا».. ورائحة الجنة!

  مصر اليوم -

«يارا» ورائحة الجنة

بقلم - طارق الشناوي

السينما العراقية يضعها «قرطاج» تحت المجهر.. ندوات ودراسات عن واحدة من أعرق المنصات السينمائية، ويبقى أهم تكريم لها هو اختيار فيلم (يارا) ممثلا للعراق داخل المسابقة الرسمية.

زاوية قراءة الفيلم يحددها المخرج، فهو يعقد منذ البداية مع المتلقى اتفاقا جماليا، لا تسأل عن الموقف الدرامى والحبكة وتصاعدها الظاهرى، ستكتشف أن كل شىء ينضج أمامك من خلال عناق الطبيعة بكل تنويعاتها ومفرداتها مع الحياة، الكاتب والمخرج عباس فاضل يمنحك هذا الإحساس الفطرى، حتى النيران التى تُنضج الأكل من الحطب، نعيش فى ضيعة نكاد نشم فيها رائحة الجنة، كما يتصورها الخيال البشرى، فاكهة وأعناب وجداول وأنهار وشلالات ونقاء، الكل يعيش فى سلام، وهكذا نشاهد أسراب النمل وهى تتحرك بحرية، فهى صاحبة حق فى الطبيعة، الجيران ليسوا جزءا من تلك الجنة، وهكذا نراهم لمَاما.

أماكن عديدة مهجورة تماما، حتى الكنيسة لا توجد فيها حياة سوى صوت الجرس، الله يسكن القلوب.

أسرة مسيحية مكونة من فتاة فى مقتبل العمر وكأنها حورية من الجنة تعيش مع جدتها العجوز التى تنتظر العبور للشاطئ الآخر، على الجدران بندقية قديمة وصورة السيدة العذراء مريم والمسيح عليهما السلام، المخرج لا يترك لمحة إلا ونجد هذا العناق مع الطبيعة، وبراءة الأطفال جزء من الحكاية، لا أتصور أن المخرج كتب حوارا ملزما لكل
الشخصيات، هناك لمحات خاصة تشعرنى أنه قد منح ممثليه مساحة تلقائية ليصبح الشريط السينمائى معادلا موضوعيا لتلقائية الطبيعة.

شاب يطرق باب (الجنة) ليحرك غريزة الأنثى، ترسم هى على الأرض مربعاً وتقف فى منتصف تلك المساحة وكأنها تعلن ممنوع الاقتراب، يضع على الخط الفاصل بينهما طلاء الأظافر الأحمر، ليبدأ معها خيط الأنوثة.

فى اللقاء الأول بينهما نراها تبدأ بنشر ملابسها، عندما تلمح قدوم الشاب تُخفى ملابسها الداخلية، لمحة بسيطة للفتاة التى نتابعها وكأنها تنضج أمامنا على الشاشة، ومع اقتراب النهاية تصعد فوق سطح البيت لتعانق بجسدها مكتمل الأنوثة الطبيعة.

لم يقدم المخرج علاقة جنسية ولا حتى بداية، لم يتجاوز الأمر عناقا وقبلة على الخد، بينما الشاب يريد الهجرة لأسرته فى أستراليا، الفتاة ترتبط بكل التفاصيل فى تلك الضيعة وترفض المغادرة.

يكرر المخرج لقطات الحيوانات والطيور وحتى الحشرات وهى تعيش فى وئام، بينما الجحيم هم الآخرون عندما يحاولون الاقتحام، وهكذا نرى أحد الجيران يطالبها بأن تُغطى جسدها، بينما هو يتلصص عليها وهى نائمة، وعندما تشعر به تَهُم بالإمساك لأول مرة ببندقيتها العتيقة التى تحتفظ بها لمواجهة الأعداء.

الطبيعة البِكر تظل بكرا، وعندما يحصل حبيبها على (الفيزا) للهجرة، لا تجد سوى صورة السيدة العذراء لتحتضنها.

المخرج يبحث عن النقاء فى كل شىء، وهكذا تأتى الصورة دائما وهى محملة بِبُعدى جاذبية الطبيعة والقدرة على الإمساك بالبراءة، وجمال التكوين الدرامى، لا شىء يلوث تلك البقعة من الأرض، لا تليفزيون ولا راديو ولا محمول، كل تلك المفردات هى أقرب إلى مواد صناعية لا مكان لها فى الجنة!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«يارا» ورائحة الجنة «يارا» ورائحة الجنة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon