توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«اضحك قبل الضحك ما يغلى»

  مصر اليوم -

«اضحك قبل الضحك ما يغلى»

بقلم - طارق الشناوي

النكتة والقفشة سلاح عالمي ليست حكراً على بلد ما دون الآخر، إلا أن هناك مجتمعات تتميز بقدرتها على إحالة كل مأزق تعيشه إلى نكتة تلاحق كنوع من العقاب الجماعي لمن يستحق.

النكتة تلعب دورين في نفس اللحظة، فهي تمتص الغضب وتصيب الهدف، تمنح مرددها إحساسا بالانتقام مشوبا بالانتشاء ومن ثم الراحة، وفي نفس الوقت تجرح بلا دماء من توجهت إليه بسهامها، المصريون من أشهر المجتمعات ميلا لرسم النكتة وحبكتها، وكثيرا ما تجد المواطن المصري في حرج بالغ عندما يذهب لدولة عربية ويسأله الأصدقاء هناك عن آخر نكتة؟ فلا يجد إجابة لأنه لم يحفظ شيئا قبل السفر، أنا شخصيا صرت أحرص على أن أحفظ واحدة أو اثنتين لاستخدامهما عند الضرورة، ومع الأسف في اللحظة الحرجة لا أستطيع استعادتهما. رواية النكتة فن، كان يجيده مثلا إسماعيل ياسين، إلا أنه ليس صاحب النكتة، وأغلب تلك النكات، التي حققت شهرة عريضة، ليست من بنات أفكاره، ولكن من تأليف ممثل كوميدي مغمور كان يشارك بالتمثيل في أدوار صغيرة، اسمه عبد الغني النجدي وكان يتقاضى من (سُمعة) جنيها واحدا على النكتة، وهو رقم ليس هينا قبل 70 أو 80 عاما.

في كل الملمات الكبرى ستجد أن هناك نكتة أو فصيلة من النكات تنطلق ينبغي أن تخضع لدراسة اجتماعية، مثلا بعد هزيمة 67 كان كل من الكاتب الكبير أنيس منصور والشاعر الغنائي الكبير مأمون الشناوي يشتركان معا في حبك وضبط النكتة، ثم بعدها تنطلق من منصة التليفون ويرددها الناس، وبالطبع كشفت الأجهزة الأمر، فطلب عبد الناصر مباشرة من منصور والشناوي التوقف، فالتزما من بعدها الصمت التام!

مع تغير الزمن ودخول شبكات التواصل الاجتماعي كطرف فاعل، أصبح انتقال وذيوع النكتة بالصوت والصورة أسرع، لاحظنا على الجانب الآخر هبوطا حادا في معدلات الضحك على مستوى الكوميديا، التي نراها على الشاشتين الكبيرة والصغيرة، وخشبة المسرح بعد أن توقف الكبار، كما أن عددا من نجوم الضحك الجدد أفلسوا، وتجاوزهم الزمن لأنهم لم يلاحقوا الإيقاع السريع للحياة، دائما هناك شيفرة مختلفة تفرض نفسها مع دخول رافد جديد من أدوات الاتصال، ومن بعدها يتوهج مباشرة اسم نجم في سماء الكوميديا، ومصر تنتظر منذ سنوات هذا النجم.

ولا بأس أثناء الانتظار أن يبدأ سلاح السخرية في ملء الفراغ، وهكذا تابعنا مؤخرا مجموعة من القفشات اللاذعة على ما يجري، وآخرها قرار وزيرة الصحة المصرية بضرورة غناء النشيد الوطني (بلادي بلادي) كل يوم في الثامنة صباحا.

وأضافت الوزيرة، حتى لا يشعر المريض أن عليه هو فقط هذا الواجب فإن الطبيب المعالج، سيؤدي الواجب أيضا بقسم (أبوقراط).

مثل هذه المواقف لا يمكن أن تتم إلا في إطار الجماعة، لا يردد الطبيب القسم مثلا وهو في منزله يحلق ذقنه، كما أن السلام الوطني يتم ترديده والوقوف لتحيته وسط الجماعة، هناك طقوس خاصة لا يمكن التنازل عنها.

لم ولن تتوقف من بعدها (السوشيال ميديا) عن السخرية، والتي تفوق روادها على الصحافة التقليدية لأن سقف المسموح لديهم أرحب ووسيلتهم للوصول إلى الناس أسرع.

نصيحة مخلصة بسبب سرعة إيقاع غلاء الأسعار، اضحك، فهو المنتج الوحيد الذي نجا من شبح الغلاء، ولا يأخذون عليه حتى كتابة هذه السطور ضريبة مبيعات ولا قيمة مضافة (اضحك قبل الضحك ما يغلى)!

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«اضحك قبل الضحك ما يغلى» «اضحك قبل الضحك ما يغلى»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon