بقلم - إيناس نور
فى الوقت الذى طالبت فيه ألمانيا بعقد اجتماع طارئ لحلف الناتو وانتقدت العمليات العسكرية التركية بشمال سوريا ضد الأكراد السوريين، فإنها أعلنت تجميد بحث مطلب تركيا عضو الناتو- بتزويد دبابات «ليوبارد 2» الألمانية بنظام مضاد للألغام،وكانت قد حصلت عليها فى تسعينيات القرن الماضى وعددها أكثر من 300 دبابة.وتبدى حكومة تسيير الأعمال الألمانية قلقا شديدا إزاء العمليات العسكرية التركية بشمال سوريا،خاصة بعد أن أظهرت صور تلك العمليات مشاركة الدبابات الألمانية فى تلك المعارك. وصرح وزير الخارجية الألمانى زيجمار جابرييل بأن الحكومة لا تريد إقرار صادرات أسلحة إلى مناطق الصراعات حتى يتم الانتهاء من تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة. وكان جابرييل قد ألمح خلال لقاء مع نظيره التركى قبل انطلاق العمليات التركية بشمال سوريا أن حكومته ستبحث الأمر بعناية وذلك فى محاولة لتخفيف حدة التوتر مع أنقرة. من جانبه طالب الناتو من إردوغان بضبط النفس فيما يتعلق بالعمليات ضد أكراد سوريا.وفى اجتماع سابق على مستوى السفراء حاول سفير تركيا بالحلف كسب تأييد الأعضاء لتلك العمليات. وزعمت تركيا أن تدخلها العسكرى يحمى كل القارة الأوروبية من الخطر!وظل موقف الحلف غائما حيث ذكرت مصادره أن من حق كل دولة الدفاع عن نفسها بشرط أن يتم ذلك بصورة تتناسب مع الموقف. لقد تعلم الدبلوماسيون أن الانتقادات المباشرة لتركيا يكون مردودها غير مفيد،ولذا يميل الحلف لأن تبدو الصورة على السطح ودية ويمارس ضغوطه فى الكواليس. أصوات متزايدة فى ألمانيا تنتقد صادرات السلاح الألمانية خارج منطقة الناتو حيث يلى حجم صادراتها كل من الصادرات الأمريكية التى تبلغ نحو 31% من إجمالى الحجم العالمى والروسية 27%.وتسجل حصة ألمانيا 5%وهى تماثل نفس الحصة لكل من الصين وفرنسا.
نقلا عن الأهرام القاهرية