بقلم - إيناس نور
فى كل الأزمات تشتد الحاجة لإتاحة الفرصة والوقت للخروج بنتائج مأمولة وتحقيق معادلة منصفة لجميع الأطراف. كان ذلك هو التصور الذى ساد الأجواء التحضيرية للقمة الأمريكية الكورية الشمالية التاريخية على طريق الوفاق منتصف الشهر المقبل بسنغافورة، لو تحققت لرشح الرئيس الأمريكى ترامب لجائزة نوبل للسلام. فلماذا يعصف ترامب بتلك الفرصة على نحو مفاجئ أصاب البعض بخيبة الأمل والقلق؟ لقد قرر إلغاءها فى رسالة وجهها لنظيره كيم، وصيغت عبارات الرسالة بدبلوماسية غير معهودة من الرئيس الأمريكى، وترك فيها الباب مواربا أمام انعقادها فى وقت لاحق، حيث قال لنظيره الكورى الشمالى: لا تتردد فى أن تتصل بى فى أى وقت. ويرى بعض المحللين الغربيين أن القمة أرجئت وهناك فرصة لانعقادها قبل انتخابات الكونجرس فى نوفمبر المقبل. رد فعل كوريا الشمالية على قرار ترامب جاء مهذبا بصورة أدهشت الجميع حيث أكدت استمرار رغبتها فى لقاء مباشر مع الولايات المتحدة لبحث جميع الأمور. ويؤكد بعض المحللين أن قرار ترامب جاء استباقا لخطوة خشى أن تظهره فى موقف أضعف، وهى أن تعقد القمة ولا يقدم الرئيس كيم ما تطالبه به واشنطن، فيظهر هو بمنزلة الفائز .كما توجس ترامب أن يقدم كيم على إلغاء القمة من جانبه بعد تشدد لاحظته واشنطن فى مواقف بيونج يانج فاختار أخف الضررين بالنسبة له. وقبيل القرار كانت بيونج يانج قد دمرت بحضور مراسلين أجانب مجمعا للاختبارات النووية وفاء لما أعلنته للتقارب مع واشنطن، ولم يرض ذلك واشنطن التى انتقدت عدم حضور مراقبين دوليين للحدث. يظهر ذلك أن أيا ما يفعله طرف لايرضى الطرف الآخر. ومع ذلك لا مفر أمام إعطاء الفرصة والوقت للخروج إلى انفراجة.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع