بقلم : إيناس نور
يذكرنى المشهد الراهن لمن يعترض ويستخف بالعملية الانتخابية بإحدى مسرحياتنا التى يظهر فيها ممثل كمعارض ولانسمع منه طوال العرض أى تحديد لما يعترض عليه سوى مقولة: «إنى أعترض» على أى شئ يقال أمامه دون أن يوضح البديل الذى يراه. تابعت البعض وهم يقللون من أهمية مشاركتهم فى الانتخابات التى تنطلق غدا، ويرون أن المسألة محسومة، فلم المشاركة أصلا؟ بالتأكيد كثافة المشاركة أفضل رد على من يشكك فى جدواها. بالفعل الحياة الحزبية فى مصر ضعيفة ولم تشهد حراكا كنا نأمله رغم وجود أكثر من مائة حزب لم تنجح فى طرح كوادر تخوض الانتخابات. من يعترض فليشارك بصوته ويسجل اعتراضه. سابقا اعتاد المصريون السلبية والعزوف عن المشاركة السياسية، إذ كان لابد من تسجيل الناخبين والحصول على بطاقة انتخابية شرطا للإدلاء بالصوت. أما الآن فقد باتت العملية ميسورة ولا تحتاج إلا أن يحوز الشخص بطاقة الرقم القومى ليشارك بالانتخابات. سيدة بسيطة قالت لى حين سألتها عن مشاركتها: طبعاسأشارك،لازم نقول كلمتنا ومانفرحش الأعادى فينا. وسألتها عن ابنتها الشابة المخطوبة، فقالت: هى مترددة وتقول صوتى لن يفرق. فأوصيتها بنقل رسالتى إليها: هل لو احتفلت بزواجها فى جمع حضره بضعة أشخاص كحفل حرص كل الأقارب والجيران والأصدقاء على مشاركتها فيه، وهل تتساوى الفرحتان؟ وجاءتنى الإجابة لاحقا: طبعا لا، وقد اقتنعت وستشارك. هناك من يتعجب من الأجواء الاحتفالية التى سادت مشاركة المصريين بالخارج، ونقول لهم: هى تعكس فرحة المصريين بالقدرة على تسجيل موقف، وقول كلمتهم بعد أن صمتوا طويلا.
نقلاً عن الآهرام القاهرية