توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نعم... «الجامعة اللبنانية» ونفتخر

  مصر اليوم -

نعم «الجامعة اللبنانية» ونفتخر

بقلم - سوسن الأبطح

ليس مصادفة أن يفتح ملف «الجامعة اللبنانية» مع بدء التسجيل للعام الجديد، مادامت الجامعات الخاصة، تنامت كالفطر وصارت تبحث عن طلاب ولا تجدهم، تريد مداخيل ولا تعثر عليها، وما دام أيضاً أصحاب كثير من هذه الجامعات، لهم من النفوذ ويعرفون من المكائد ما يؤهلهم لزرع ما يخدمهم من الأخبار، وما يساعدهم من الاتهامات.

يخلو من أي براءة الهجوم المستشري، والافتراءات المتزامنة، من أكثر من جهة حتى تظن أن «اللبنانية» باتت أسوأ الجامعات ووحدها التي تستحق النقد والوضع تحت المجهر، وتدبيج المقالات التي تنهش بها. من «الجامعة الأميركية» في بيروت الأعرق عربياً التي صنفت مؤخراً الأولى في المنطقة، إلى أصغر معهد تعليمي في لبنان، كلها تدرك أن العالم يسير بسرعة صاروخية، واللحاق به يحتاج إلى قفزات سوبرمانية، والتحدي صعب. و«الجامعة اللبنانية» يسجل لها أنها لم تتوقف عن نقد ذاتها، لا بل هي من أكثر الجامعات إحساساً بالتقصير ورغبة في التعويض، لكونها الأكبر، والمهاجمون أول العالمين، وبعضهم تخرجوا فيها وعملوا فيها، ويعرفون.

المسافة بين النقد والاتهام شاسعة. الأول يفتح مجالاً للنقاش والآخر يحتاج إلى براهين وإثباتات، كي لا يحول صاحبه إلى متجنٍ. لم تتهم «الجامعة اللبنانية» بتزوير شهادات، وبيع مراتب، وهو ما يحاول أن يوحي به البعض، مستغلاً فضيحة جامعتين خاصتين. ولم نسمع يوماً أن جامعة أوروبية لم تعترف بشهادة الجامعة اللبنانية، وهو ما أكده دكتور جورج كلاس ممثل الجامعة اللبنانية في «لجنة الاعتراف بالشهادات والمعادلات» في التعليم العالي معلناً أن «ليس لهذه اللجنة أي معلومة بأن ثمة أي شائبة حول أي من الاختصاصات أو الشهادات التي تصدرها كليات الجامعة اللبنانية التسعة عشرة». أما الذين يدّعون أنهم يقرأون المستقبل المظلم، فلهم تمنياتهم التي لن تتحقق. المنح لا تزال تعطى لطلاب اللبنانية من أحسن الجامعات، وبينهم متميزون ومتفوقون ونوابغ أيضاً.

نصف خريجي لبنان هم أبناء الجامعة الوطنية، الإعلام في غالبيته الساحقة ابنها، ويصدر كفاءاته إلى الدول العربية، وكذلك إدارات الدولة، وأطباء الأسنان الذين يقصدهم المغتربون من كل بلد.

أحياناً عليك أن تعكس السؤال، كيف سيكون لبنان من دون الجامعة اللبنانية؟ الحديث عن المؤسسة التعليمية الوحيدة التي تستقبل كل المواطنين بسعر رمزي. 

ومع ذلك بلغ الوضع الاقتصادي تردياً أن ثمة طلاباً لا يستطيعون توفير ما يقارب 150 دولاراً للتسجيل، أو يسجلون وليس بوسعهم دفع كلفة تنقلاتهم، فيبقون في بيوتهم. ثمانون ألف طالب ما يقارب أربعين في المائة من شبان لبنان، من يستقبلهم غير حضن دولتهم والطالب في الجامعة الخاصة قد تصل كلفته إلى 30 ألف دولار في كلية الطب. أن يقال لكل هؤلاء غداً لن يعترف بكم أحد، من باب التكهنات والمهاترات، لهو - حقاً - مما يستحق مكافحته.

قل ما شئت عن الجامعة اللبنانية، وعن التدخلات السياسية، فهي كما أي مؤسسة ووزارة في هذا البلد الذي يحتفي بمئويته بعد سنتين، وكأنه يحتاج إلى إعادة تركيب من جديد. إنما من العدالة القول أيضاً، أن ثمة في داخل الجامعة جسداً يقاوم، هناك أساتذة يعصون، وكادر أكاديمي يحاول أن يستقل، أن يحيد نفسه عن ضغوطات الأحزاب. من السهل أن تتحدث من خارج الجامعة، لتقل ما تريد، ومن العسير أن تدرك بأن ما يحدث في الداخل ليس دائماً ما يسعد الأحزاب ويطمئن خاطرها، وأن هناك من يحاول دائماً، فيخيب مرة، وينجح مرة أخرى.

الجامعة كما الوطن ليست في أحسن أحوالها، وإصلاحها ليس خياراً ولا ترفاً، واستقلاليتها أولوية تستحق جهاداً من أساتذتها وطلابها وعائلاتهم معهم. وهي لم ولن تستسلم لأنها حاجة كالماء والخبز، ولأنها لم تولد بفعل قرار بارد، كما الجامعات الرسمية العربية التي جاءت لتؤمن للمواطنين حقوقهم. كلية التربية، النواة الأولى للجامعة ولدت بعد مظاهرات واشتباكات مع رجال الأمن، وإضرابات ومطالبات حثيثة، واحتاجت إلى سنوات لتبصر النور منتصف القرن الماضي، بعد أن كان التعليم لأصحاب الأموال والمقدرات، وحكراً على الجامعات الإرسالية التي ولدت مائة سنة قبل الجامعة الوطنية وبقيت وحيدة وفريدة.

عشرات الدكاكين فتحت في السنوات الأخيرة باعتبارها جامعات وكليات، وبينها ما لم يسجل فيها إلا بضع عشرات من الطلاب. أكثر من 40 جامعة جديدة ليس لديها مجتمعة أكثر من 15 ألف طالب، ولا بد أنها تحتاج إلى المزيد، وليس لها من خزان طلابي سوى «الجامعة اللبنانية» التي تشوه سمعتها تارة، ويغرى طلابها بخفض الأسعار تارة أخرى وتقسيط المستحقات حين يلزم الأمر، والقروض الميسرة حين لا يبقى من سبيل لإقناعهم بالانتقال.

ليس الهجوم الأول ولن يكون الأخير. تكاد تصبح «الجامعة اللبنانية» يتيمة لكثرة ما تتلقى من طعنات، فلا تنصفها دولة ولا يرأف بها أقرباء. وهي رغم ذلك، ومع أنها ممتحنة في كل صباح، لا تملك سوى أن تلملم جراحها وتضمد نزفها وتسير، لأنها تعلم ويعرف طلابها وأساتذتها، أنها «جيش لبنان الثاني» كما يقال دائماً. تمرض، تتعافى، تقوى، تضعف، لكن لا يحق لها أن تستسلم، لذلك نعم نحب «الجامعة اللبنانية» وندافع عنها ونفتخر.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعم «الجامعة اللبنانية» ونفتخر نعم «الجامعة اللبنانية» ونفتخر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon