بقلم - سناء السعيد
دراسة علمية حديثة نشرت مؤخراً فى المجلة الطبية البريطانية خلصت إلى أنه يجب الإقلاع عن التدخين نهائياً وذلك فيما إذا كان الشخص يسعى لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وأن الحل يكمن فى الانقطاع كلية عن هذه العادة السيئة من أجل تفادى العواقب الوخيمة. التدخين سم قاتل يؤدى إلى أمراض القلب والأوعية الدموية والتى تشكل السبب الأكبر فى الوفيات. إذ تتسبب فى نحو 48 % من الوفيات المبكرة المتعلقة بالتدخين. ولقد ثبت من تحليل أجراه الباحثون على أكثر من مائة وأربعين دراسة بأن تدخين عشرين سيجارة يوميا يسبب سبع نوبات قلبية أو سكتات دماغية، بل وحتى إذا جرى تخفيض عدد السجائر لتصل إلى سيجارة واحدة يوميا فإن الخطر يظل قائماً من خلال أن تتسبب فى ثلاث نوبات قلبية.
لقد أكدت الدراسة العلمية آنفة الذكر بأن التدخين يتسبب فى عشرة فى المائة من عدد الوفيات فى العالم، وبأن النمو السكانى شهد زيادة فى عدد المدخنين، وبأن شركات التبغ تستهدف بقوة أسواقاً جديدة لا سيما فى الدول النامية.
وأوضحت الدراسة أن هناك شخصاً يدخن بين كل أربعة أشخاص فى العالم، وأن التدخين يظل العامل الثانى الذى يسبب الوفاة والعجز المبكرين. مخاطر التدخين أكدتها دراسة حديثة أخرى حذرت الجميع من تأثير السجائر على الأجنة. حيث تحتوى السجائر على سبعة آلاف مادة كيماوية وقد يؤدى تدخينها إلى تلف أعضاء الأجنة، بل وإن خليط المواد الكيماوية فى السجائر يشكل ضرراً بعملية تشكيل خلايا الكبد.
لهذا يتعين على الجميع الابتعاد عن الآثار الكارثية للتدخين وذلك من خلال تكثيف الجهود لمكافحة التبغ. كما يتعين على الدولة العمل لمساعدة مواطنيها على الاقلاع عن التدخين عبر زيادة الضرائب على التبغ، وتكثيف البرامج التعليمية والدعايات التحذيرية من مضاره. ويتعين على المدخن أن يعمل جاهداً للإقلاع عن هذا الخطر الكارثى الذى يهدد حياته، فالإقلاع عنه ليس مستحيلاً. ويظل مطلوباً منه استخدام عنصر الإرادة للتغلب على عادة كارثية تورث صاحبها التهلكة. ولهذا يجب على المدخن أن يحزم أمره ويستجمع قوة إرادته ويبادر بالتوقف المفاجئ عن التدخين دفعة واحدة دون أن يتدرج. آن الأوان لكى لا يكون عبداً لهذه العادة المأفونة، ولكى يصبح حراً ويتخلص منها إلى الأبد قبل أن تجهز عليه. أدعو أحبتى وكل من سلم نفسه رهينة لهذه العادة المسمومة أن يحزم أمره ويتخلص منها إلى الأبد كى يصبح حراً ويقى نفسه من شر مستطير. وقانا الله وإياكم منها.
نقلا عن الوفد القاهرية