بقلم : حازم منير
هل قرر وزير التعليم الدكتور طارق شوقى تقسيم المصريين إلى طبقتين إحداهما تمثل الغالبية العظمى يتعلم أبناؤها بأسلوب تقليدى ليتخرجوا ويعملوا لدى أبناء الطبقة الثانية الذين سيتلقون تعليماً متميزاً؟ هل قرر تطبيق مقولة «اللى معاه يتعلم واللى مش معاه يرضى بقليله»؟
سبب هذه الأسئلة تصريحات سيادة الوزير عن تطوير المرحلة الابتدائية وإلغاء المدارس التجريبية واقتصار التعليم فى المدارس الحكومية على اللغة العربية، بزعم أن الأولاد يتخرجون وهم يتحدثون الإنجليزية ولا يعرفون العربية، وهو حريص على تلقينهم لغة الوطن، بينما ستبقى المدارس الدولية والخاصة كما هى دون تعديل.
هكذا يعود بنا معالى الوزير للوراء إلى حقبة كريهة من تاريخ مصر، كان يتعلم فيها أولاد الأغنياء لأعلى المستويات بينما أولاد الفقراء يكتفون بتعليم محدود القدرات لا يؤهلهم إلا للعمل لدى من حصل على قسط أوفر بفلوسه، تعود بنا إلى حقبة سادت فيها سياسة تقسيم المصريين لأغنياء وفقراء وتضرب ما حققناه منذ حقب وعهود بالمساواة وتكافؤ الفرص بين المصريين. كيف يتحدث الوزير عن تطوير التعليم واللحاق بالتكنولوجيا وهو يمنع عن أغلب المصريين التعليم الحديث المتطور من الصغر وتأهيلهم للتعامل المستقبلى مع مقتضيات العصر، ثم يعود لتعليمهم باللغة الإنجليزية من بداية المرحلة الإعدادية، هل فكر الوزير قليلاً فى الفارق الشاسع بين من سيتعلمون فى المدارس الحكومية ونظرائهم بالمدارس الخاصة حين يبلغون المرحلة الإعدادية وما بعدها؟
منذ أعلن الوزير عن خطته الجديدة تبادرت أسئلة مهمة عن تصريحه حول شهادة إتمام التعليم المصرى التى سيحصل عليها التلميذ بعد مرحلة الثانوى، وهل يعنى ذلك العودة إلى نظام البكالوريا الذى كان قائماً فى العهد الملكى، وما مصير مستقبل التلاميذ فى استكمال مراحل التعليم؟ هى أسئلة تحتاج من الوزير لإجابات محددة وواضحة.
نحن فى مصر نحتاج إلى ثورة تعليمية فعلاً وحقاً لكننا لا نحتاج إلى ردة تعليمية، فالتعليم أساس التنمية والعمران والتقدم لكن ما يحدث الآن هو تحويل التعليم إلى مشروع تجارى يستفيد منه من يستطيع توفير متطلباته المالية، لأن الدولة لن تنفق من أموالها على التعليم المتطور للفقراء وغير القادرين الذين عليهم الاكتفاء بما يقدم لهم و«يحمدوا ربنا»، الحقيقة بحثت كثيراً فى أى تصريحات عن علاقة خطة التطوير بالأبنية التعليمية المتراجعة وبالتكدس فى فصول المدارس الحكومية وبتوفير احتياجات التطوير التكنولوجى، لكن للأسف لم أجد ما يطمئن إلى تغطية كل الجوانب المطلوبة.
الدكتور جمال شيحة، رئيس لجنة التعليم بالبرلمان، قال فى تصريحات تليفزيونية إنهم لا يعلمون شيئاً عن ملف تطوير المدارس التجريبية، وخطة تطوير التعليم لم تصل لنا وكلها تصريحات صحفية ولا نعلم هل هى خطط سرية؟!
نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع