توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحة فى مصر.. الدولة والمجتمع المدنى

  مصر اليوم -

الصحة فى مصر الدولة والمجتمع المدنى

بقلم : ليلى إبراهيم شلبي

 لقى حديث الرئيس السيسى عن أهمية دور المجتمع المدنى فى مجالات الصحة قبولا واسعا لدى كل من استمع إليه. كنت أنا منهم وقد سجلت هذا فى الصفحة الأسبوع الماضى لكنى أرجأت ملاحظاتى لهذا الأسبوع حتى أتحدث إلى بعض من رموز الصدق فى مجال الخدمة العامة الذين يعملون بجهد خفيض الصوت عالى القيمة. الواقع أننى كنت أعلم قبل أن أبدأ بالسؤال أن هناك تطابقا فى وجهات النظر لأن الهدف واحد والأسلوب وإن تنوع إلا أنه فى النهاية متقارب والاختلاف فيه يثرى العمل ولا يعوقه.

حق الإنسان المصرى فى العلاج هو مسئولية الدولة فى المقام الأول. المركزية مطلوبة فى التخطيط ووضع استراتيجيات عامة تغطى احتياجات المواطنين على امتداد الخريطة الجغرافية للبلاد وفقا لمعالمها الصحية. أمراض المجتمع الزراعى تختلف عن الصناعى وبنية وعمل الإنسان تشكل ملامح الأمراض التى يتعرض لها وطرق الوقاية منها.

الصحة مشروع قومى تتبناه الدولة ويعبر عن سياستها فلا يمكن للمجتمع المدنى أن يحل محلها فى إنجازه. المواطن ينتظر من الدولة أن توفر له الأمان فى مواجهة المرض لهذا يذهب إلى صناديق الانتخابات ليدعم من يترشح لتوفير العلاج له والتعليم لابنه بدءا من عضو مجلس الشعب إلى رئيس الجمهورية لذا فالقضية فى المقام الأول مسئولية الدولة.

يأتى دور المجتمع المدنى مكملا لدور الدولة فى مجال الصحة، فأنا أتصور أن بناء المستشفيات وتجهيزها مشروع يمكن للمجتمع المدنى أنى يقوم به فى حدود إمكاناته بالتعاون الكامل مع الدولة وتحت إشرافها لكن هذا فى الأصل واجب الدولة حتى يتساوى فى حق العلاج كل المواطنين. الشعور القومى يتنامى فى نفوس مواطنين لديهم ثقة فى أنهم يعيشون فى وطن يحمى حدودهم ويؤمنهم ضد المرض.

دور المجتمع المدنى مكمل لدور الدولة ولا يجب أن يحل محله أبدا إنما يدعم برامج الدولة ويسد ثغرات التأمين الصحى ويوفر خدمات إنسانية للمرضى قد لا تمتد إليها إمكانات الدولة.

دور الدولة أن توفر لمشروع التأمين الصحى ميزانية تأتى على رأس القائمة وألا تعتمد فى ذلك على سيل الإعلانات التى يضطر إليها المجتمع المدنى والتى تصل إلى حدود ابتزاز الناس وممارسة الضغوط النفسية عليهم بشتى الصور والوسائل. عمل المجتمع المدنى يقوم فى الأساس على رغبة فى التطوع لعمل الخير يقوم عليها الإنسان طواعية وليس قسرا أو إلزاما.

دور المجتمع المدنى ليس فى الواقع توفير ميزانية لخدمات الصحة إنما التطوع لتقديم الخدمة ذاتها بكل الصور الإنسانية المتاحة.

ما عملت فى مستشفى خارج بلادى إلا بدأت فى اليوم الأول لى بالسؤال عن برنامج المتطوعين: هو البرنامج الذى يدعمه الجميع أطباء وعاملين بالمستشفى إلى جانب المتطوعين من المجتمع المدنى وهم من كل أطياف المجتمع.

أذكر أننى مرة كتتب عن أنواع «الوقف» فى التاريخ الإسلامى والذى عرف فى عهد الدولة العثمانية فكان الأغنياء يوقفون من أموالهم ما يقدم مرتبا ثابتا لرجل يمر يوميا بالمستشفيات ليؤنس المرضى ويسأل عن أحوالهم ويمدهم بطاقات الأمل فى الشفاء تحت مسمى «مؤنس مريض».

من كل قلبى أحيى الجمعيات الخيرية التى تقوم بدور فعال لعلاج المرضى لكنى أؤكد على أن دور المجتمع المدنى يكمل دورر الدولة ولا يجب أن يحل محلها فى مشروع الصحة. من الطبيعى أن يشعر المريض بامتنان تجاه من يعالجه ويمنحه أمل الشفاء. من الطبيعى أيضا أن يؤلمه الشعور بأن الدولة خذلته.

دور الدولة فى مشروع الصحة فرض «عين» ودور المجتمع المدنى فرض «كفاية» كلاهما لازم وكل منهما يكمل الآخر فى حماية الإنسان المصرى من تداعيات الحاجة والمرض.

نقلًا عن الشروق القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحة فى مصر الدولة والمجتمع المدنى الصحة فى مصر الدولة والمجتمع المدنى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon