توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زعيم المسيحية الصهيونية.. ماذا كان يفعل هنا؟

  مصر اليوم -

زعيم المسيحية الصهيونية ماذا كان يفعل هنا

بقلم : أسامة الغزولي

ماذا فعل نائب الرئيس الأمريكى لمنطقتنا فى زيارة استمرت أربعة أيام؟ لقد ترك وراءه شارعا فلسطينيا يغلى ورؤى جديدة لمستقبل المنطقة تتفاعل، بعيدا عن السلطة الوطنية الفلسطينية، فهل هذه نتيجة لما فعله هو وحده أم أن السلطة الفلسطينية مسؤولة هى الأخرى عما جرى؟ قرار «استبعاد» واشنطن من عملية البحث عن السلام هو قرار غير منطقى. لا أحد فى العالم يستطيع أن يعزل أمريكا، زعيمة العالم، بما فيها من ملايين اليهود، ومن المسيحيين الصهاينة، الذين يُعد نائب الرئيس الأمريكى، مايك بنس، أعلى رمز لهم.

وقد كان من الحماقة الامتناع عن مقابلته عندما زار فلسطين- إسرائيل. صحيح أنه المسؤول الأول عن قرار ترامب بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس الغربية. ولكن هذا يجعل لقاءه ضروريا. أنت لا تقابل ترامب أو بنس لتعطى أيا منهما شرف لقائك، ولكن لأنهما أهم صناع القرار الدولى. ولنتذكر أنهما رفضا أن يصحبهما أى إسرائيلى عندما ذهبا، واحدا بعد الآخر، لزيارة حائط المبكى.

لماذا رفضا؟ لأنه لا يمكن لأحد أن يسمح بأن تكون القدس لليهود وحدهم. القراءة المتعقلة لكلام البابا فرنسيس، أحد أهم حكام العالم، ولكلام قادة كبار آخرين، تنتهى إلى هذه الخلاصة، وهو ما قاله الرئيس مبارك من زمان: مستقبل القدس فى التدويل. ولهذا السبب فالقرار 181 لسنة 1947، الذى أسس دولة إسرائيل ولولا غباؤنا لكان أساسا لدولة فلسطين، نص على وضع للقدس مستقل عن الفلسطينيين والإسرائيليين. وقد قال بنس إن ترامب لم يرسم حدودا للقدس، وإن بلاده تؤيد حل الدولتين، إذا توافق عليه الفلسطينيون والإسرائيليون. لكن تقول إيه لهواة التسخين، ولمدمنى رفع مستوى الأدرينالين بالعنتريات؟!.

وهنا نقطتان مهمتان: أولاً: أن يهود الولايات المتحدة ليسوا سعداء بقرار ترامب، الذى صدر لإرضاء المسيحية الصهيونية «القديمة»، التى تمول الاستيطان فى الضفة الغربية، والتى أغرقت إسرائيل فى عنصرية غير مسبوقة منذ 1967. ويهود الولايات المتحدة معظمهم ليبراليون يرون أن المسيحية الصهيونية «القديمة» تيار عنصرى يحلم بالمذبحة الكبرى، التى تنتهى بعودة المسيح وبتحول اليهود إلى المسيحية.

وثانياً: أن بنس أعلى رموز المسيحية الصهيونية «الجديدة» المتحمسة لإسرائيل لأسباب تتعلق بالديمقراطية، فهل إسرائيل ديمقراطية؟ نعم، إلى حد بعيد. صحيح كان موقف بنس مخزيا عندما وقف يمتدح الديمقراطية الإسرائيلية وهو يرى رجال الأمن يطردون 13 نائبا عربيا من جلسة الكنيست التى حضرها. لكن أيا كان رأينا فى ديمقراطية إسرائيل اليوم، فطبيعة فكر بنس وأمثاله من المسيحيين الصهاينة «الجدد» يمكن أن تنقل صراعنا مع إسرائيل من فضاء الأحقاد الدينية والعنصرية إلى مضمار السباق إلى الديمقراطية، وهذه نقلة عظيمة، إن جعلناها تحدث. ولهذا أقول إن الفلسطينيين أخطأوا عندما رفضوا لقاء بنس. يجب أن يتصرف القادة الفلسطينيون كسياسيين لا كمحاربين. وعندما يفعلون ذلك فسوف يخرجون بثقافة المنطقة كلها من أزمة مزمنة. والخطوة الأولى بهذا الاتجاه يتعين أن تكون بتحويل الفصائل الفلسطينية إلى أحزاب سياسية واختيار قادة جدد من الشباب لهذه الأحزاب. وتقاعس القوى الفلسطينية عن هذا الأمر هو أكبر دليل على عجزها عن مواكبة حركة الزمن.

كان المفروض، عندما أعلن ياسر عرفات قبوله بإسرائيل كدولة لها حق الوجود (فى 8 ديسمبر 1988) وعندما انحصر حلم الدولة الفلسطينية فى الضفة الغربية وغزة، أن تتحول حركة فتح إلى حزب سياسى. لكن هذا لم يحدث. وكان هذا عجيبا وغريبا. ثم أصبح أعجب وأغرب بعد قيام السلطة الوطنية فى 1994. وقد رأيت عرفات عندما زرته فى مكتبه وهو يعامل شمعون بيريز كسياسى يختلف معه لكنهما يقفان، كل فى دائرته، داخل منظومة سياسية واحدة. وهذا يوضح لماذا كان عرفات يخاطب رؤساء وزراء إسرائيل بقوله: Mr. Prime Minister، هذا اعتراف بمشتركات سياسية.

وعندما قابلت أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسى، وأنا أحترم الاثنين لأسباب إنسانية، مع رفضى الكامل لسياساتهما، قال لى «الرنتيسى» إنه لا يستطيع أن يقبل بالحدود الراهنة لإسرائيل لأن هناك قواعد وضعها الشرع للتصرف فى أرض فلسطين، التى هى وقف إسلامى. وبدا لى ذلك مجرد انصياع لمقولة صدرت عن عبدالحميد الثانى فى ظروف لم يعد لها وجود. لكن عندما وجدت الناس فى غزة والضفة يتعاملون بالشيكل، وكل مقومات حياتهم مرتبطة بإسرائيل، ووجدت العمل فى إسرائيل حلما لشباب فلسطينيين (ومصريين) بدأت أرى الموضوع صراعا أهليا بين فلسطينيين وإسرائيليين. وآمنت بضرورة أن تتحول الفصائل الفلسطينية إلى أحزاب، مثل الأحزاب الكتالونية فى إسبانيا والكردية فى العراق. ولكن لأن هذا لم يحدث فلن يكون غريبا لو شق التاريخ لنفسه مجرى بعيدا عن قيادات الفصائل، ليمضى بنا إلى مرحلة جديدة يمثل التعاون الإقليمى فيها ركيزة لما اعتدنا أن نسميه «السلام العادل والشامل»، دون أن نضع الأسس العملية لهذا السلام العادل والشامل، وضيعنا عشرات السنين على كيلومتر هنا وكيلومتر هناك.

نقلا عن المصري اليوم

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زعيم المسيحية الصهيونية ماذا كان يفعل هنا زعيم المسيحية الصهيونية ماذا كان يفعل هنا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon