توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استهلاك القيادات الفلسطينية

  مصر اليوم -

استهلاك القيادات الفلسطينية

بقلم - أسامة الغزولي

المخابرات الإسرائيلية تشيع أنه أيا كان الوضع الصحى الحقيقى للرئيس الفلسطينى محمود عباس فمن المؤكد أنه لم يعد صالحا لقيادة السلطة الوطنية. المعلق الإسرائيلى آشنيل بفيفر يقول إن الفلسطينيين يستحقون زعيما أفضل، وأن تغيير القيادة الفلسطينية ضرورى، من وجهة نظر إسرائيل، لأسباب أخلاقية وأمنية. هذا الذى قالته المخابرات الإسرائيلية ومعلقون إسرائيليون، ليس «بفيفر» إلا واحدا منهم، يعيد إلى الذاكرة أمرين:

الأول، أن قيادات إسرائيلية بارزة تقول منذ السبعينيات من القرن الماضى إن الدولة العبرية لا تجد بين الفلسطينيين من يمكن اعتباره شريك سلام، أو شخصا يمكن التفاوض معه حول مستقبل التعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

والثانى، أن طاحونة الصراع العربى الإسرائيلى التهمت قامات عالية مثل أنور السادات وإسحق رابين، بل وشمعون بيريز الذى لم يقتل لكن قدراته ورؤاه حوصرت على نحو حد من قدرته على التأثير،

ولاشك أن نظريات المؤامرة نسجت كثيرا من الأساطير حول الغياب المأساوى لقيادات تاريخية عربية وإسرائيلية. ولا ننسى أن أهم معلق سياسى عربى منذ انتصاف القرن العشرين وهو المعلم الراحل محمد حسنين هيكل ظل يتحدث (منذ 1977 بالنسبة لى) عن أن مؤسس الجمهورية المصرية جمال عبدالناصر مات مسموما، واتهم بقتله شخصية رفيعة يعنى اتهامه لها ربط رحيل عبدالناصر بالاقتراب من السلام التعاقدى القائم بين مصر وإسرائيل. لا أعرف إن كان هيكل تحدث عن هذا الموضوع قبل 1977، لكن ما أذكره هو أن حديثه عنه بعد انتفاضة 1977 أكد هواجسى التى ربطت انتفاضة يناير 1977 بأمور بينها الاستعداد لما بعد السادات.

وما أريد أن أقوله هو أن مصر والأردن وإسرائيل، وهى الدول الأكثر تأثيرا على تحولات القضية الفلسطينية، حتى الآن، تأثرت فى معالجتها لتلك القضية، وبأكثر مما يجب، بالتحولات والأجندات الدولية، ولأن الشعب الفلسطينى، صاحب الحق التاريخى الثابت فى الأرض التى يدور حولها الصراع، هو أضعف أطراف هذا الصراع، فقد كانت تضحياته الاستراتيجية أفدح وأوضح. ولهذا السبب يقف كل صاحب ضمير حى حائرا مرتبكا أمام التصلب الليكودى الذى لم يقبل من الفلسطينيين حتى نزولهم بمطالبهم الإقليمية عند أقل من 22 بالمئة من وطنهم.

وفى قلب المأساة الفلسطينية تجد هذا الاستنزاف المتصل للقيادات الوطنية الفلسطينية، وآخر صوره هو إعلان إفلاس القيادة الفلسطينية الراهنة والمطالبة بمن يخلف محمود عباس. صحيح أن منظمة التحرير الفلسطينية أنهكت وشاخت. وصحيح أن قيادة شابة تطرح أسلوبا جديدا فى العمل الوطنى الفلسطينى يجسده الأسير الفلسطينى السابق يحيى السنوار، الذى يمكن أن يكون نيلسون مانديلا الفلسطينى، لكن لن يتحقق الخروج من الدائرة المفرغة التى وقع فيها النضال الوطنى الفلسطينى من أيام عزالدين القسام (والسنوار من كتائب القسام) ولن يتوقف استهلاك القيادات الفاعلة حتى يصبح الواقع الإسرائيلى – الفلسطينى هو بوصلة كل من يتصدى للخروج بنا من مستنقع الغضب والدم، وحتى تكون إملاءات الأمن الإقليمى أقوى من إملاءات النظام الدولى.

وهذا ممكن اليوم بأكثر مما كان ممكنا فى أى لحظة سبقت فى تاريخ المنطقة، خاصة بعد الخبرة الهائلة التى اكتسبتها مؤسسات صنع القرار فى مصر والأردن والسعودية والإمارات فى السنوات السبع الأخيرة، ولكن يبقى السؤال المهم: كيف يفتح قادة البلدان العربية الأربعة عيون الليكود على حقائق الوضع فى إسرائيل- فلسطين؟ كان الله فى عونهم.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استهلاك القيادات الفلسطينية استهلاك القيادات الفلسطينية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon