توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كوريا الشمالية للعالم: راحة البال مقابل الخبز

  مصر اليوم -

كوريا الشمالية للعالم راحة البال مقابل الخبز

بقلم : أسامة الغزولي

عاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى إنعاش آمال الكوريين الشماليين فى حوار قد ينهى الحصار الخانق المحيط بوطنهم منذ عقود. وقد تعجب كثيرون من مراوحة الرئيس بين رفض لقمة مع الرئيس الكورى الشمالى واستجابة لدواعى الحوار وإنهاء واحد من أقدم وأخطر مصادر التوتر الدولى. وذكَّرتنا بوليتيكو الأمريكية، تعليقا على تصرفات محيرة سبق إليها الرئيس، فى مقال لها بعنوان «هل هناك منهجية فى جنون ترامب؟»، الثانى من مايو، بما قاله أحد شخوص مسرحية «هاملت» عن أمير شكسبير الساحر الذى تحمل المسرحية اسمه عندما قال عن ذلك الأمير: «وإن كان هذا جنونا فيبقى أنه ينطوى على منهجية». وتكتسب العبارة أهميتها الدرامية من أن هاملت نجح فى ادعاء الجنون لكن حكمته بقيت قادرة على اختراق حجب الجنون المصطنع.

من المؤكد أن ترامب ليس الأمير الساحر، لكنه يتظاهر أحيانا بما يذكرنا بهاملت الذى تصنّع الجنون وهو فى منتهى التعقل ويعرف ما يريد. ولا أدل على صحة  ما نقول من أن هذا الرئيس نجح فى النزول بمعدل البطالة فى بلاده إلى مستوى لم تعرفه أمريكا منذ العام 1969. ليس هذا فحسب بل إن إنجازاته الاقتصادية نزلت بمستوى البطالة بالنسبة للسود والأمريكيين من أصول لاتينية والشباب تحت 18 سنة إلى مستوى لم تعرفه أمريكا من قبل. إذن الرجل ليس متخبطا وليس عنصريا وإن أوحى بذلك. لماذا يوحى بذلك أصلا، هذه مسألة شرحتها بوليتيكو منذ تولى الرئاسة وموجزها أنه يسترضى غلاة المتعصبين البيض الذين أهملتهم وأرهقتهم سياسات رؤساء سابقين.

نعود لكوريا الشمالية لنقول إن تردده السابق واللاحق قد يبدو غير مسؤول، لكنى أشرت فى مقال فى الحياة اللندنية نشر بتاريخ 21 إبريل 2017، بعنوان«الأزمة الكورية: هل النهاية السعيدة مستبعدة؟» إلى ضرورة النظر إلى كل ما يصدر عن الرئيس الأمريكى، بخصوص الأزمة الكورية وغيرها، على اعتبار أن تصرفات كل رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة «محكومة بضوابط ومؤثرات مؤسسية بالغة القوة».

لكن هذا ليس كل شىء. فقبل عام من الآن كان العالم يحسب حساب مخاطر (حقيقية؟ مزعومة؟) مصدرها أسلحة الدمار الشامل فى سوريا. وهذه تكفلت بها فى إبريل الماضى ضربات جوية شنتها الولايات المتحدة وأهم حليفتين لها منذ الحرب الكونية الأولى، وهما بريطانيا وفرنسا. وفوق ذلك، فقد كان العالم (وربما لم يزل) يحسب حساب الترسانة النووية الكورية الشمالية، وقد شهد صحفيون أجانب، وفقا لما نقلته سكاى نيوز وأسوشيتد برس، تدمير موقع اختبار نووى فى شمال شرق كوريا، واليوم تتحدث الصحافة الأمريكية عن تفكيك بطىء ومتواصل للترسانة النووية الكورية الشمالية.

وهكذا، فنحن نمضى باتجاه عالم قد يصبح- رغم كل ما يحيط بنا الآن- أكثر أمانا. نزع الفتيل الكورى الشمالى حال إنجازه سيكون خطوة واسعة باتجاه ذلك الهدف  المراوغ. وهنا لابد لى من الإشارة إلى أن زعيم ماليزيا العائد مهاتير محمد قال لى فى العام 2002، فى مكتبه فى كواللمبور وبحضور مقدمة البرامج التلفزيونية نسرين بهاء والمخرج عبدالحكيم عامر، عندما كنا نعمل ثلاثتنا فى شبكة إيه آر تى، وقبل أن نبدأ تسجيل حوار معه حول الشرق الأوسط: الكوريون الشماليون لا يريدون حربا. هم يريدون الخبز. ليعطهم العالم خبزا وسيعطونه، فى المقابل، قدرا معتبرا من راحة البال.

وهذا ما يمضى باتجاهه دونالد ترامب اليوم

نقلا عن المصري اليوم

 المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوريا الشمالية للعالم راحة البال مقابل الخبز كوريا الشمالية للعالم راحة البال مقابل الخبز



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon