توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب فى نظر أنصاره

  مصر اليوم -

ترامب فى نظر أنصاره

بقلم - محمد المنشاوي

زلزلت تصريحات الرئيس دونالد ترامب التى صدرت فى قمة هلسنكى ثوابت السياسة الأمريكية مرة أخرى، إلا أن هذا الزلزال، الذى لم تتوقف توابعه بعد، يختلف عما سبقه حيث إن هذه التصريحات صدرت من ترامب وهو خارج الأراضى الأمريكية، أثناء وقوفه بجوار الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين، وارتبطت بالأساس بإهانة أجهزة الاستخبارات الأمريكية التى يعد هو شخصيا رئيسها الفعلى.

من هنا لم يكن بالغريب حدوث هجوم كبير على ترامب من الحزب الديمقراطى وقياداته بالكونجرس، ولم يكن من المستغرب كذلك انضمام نسبة كبيرة من قادة الحزب الجمهورى، حزب الرئيس، لهذا الهجوم. ووصل الهجوم لدرجة أن يصف السيناتور جون ماكين ما حدث بأنه «أسوأ لحظات الرئاسة فى التاريخ الأمريكى»، كما وصف المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية «سى آى إيه»، جون برنان، أن ما قام به ترامب فى هلسنكى «ليس أقل من خيانة»، وأضاف غاضبا: «لم تكن تصريحات ترامب حمقاء فحسب، بل بدا ألعوبة بأيدى بوتين.. أين أنتم أيها الوطنيون فى الحزب الجمهورى»؟.

وعلى الرغم من محاولات تدارك الضرر الذى أحدثه ترامب، جاءت محاولاته بنتائج عكسية فقد غرد ترامب ووصف لقاءه مع بوتين بأنه كان أفضل من اجتماعه مع قادة حلف الناتو فى بروكسل الأسبوع الماضى. ثم اضطر ترامب للتراجع عن تأكيده بأن روسيا لم تتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى وصل من خلالها للبيت الأبيض عام 2016، مؤكدا أنه كان يقصد العكس.

***
إلا أنه وعلى النقيض مما يواجهه ترامب من انتقادات واسعة، خرجت الكثير من الأصوات مؤيدة له ولما قام به بداية من لقائه الرئيس الروسى ونهاية بانتقاده أجهزة الاستخبارات الأمريكية. ويعتقد تيار كبير من أنصار ترامب أن قمة هلسنكى تعد فرصة مهمة للقاء أكبر قوتين نوويتين لما لديهما من سطوة ونفوذ فى عدد من أهم قضايا العالم التى لا يمكن حلها إلا بتوافق بين موسكو وواشنطن. ويصف هذا التيار ترامب بالشجاعة الكبيرة كونه خاطر بلقاء الرئيس الروسى على الرغم من الشبهات والتكهنات، والتى أكدتها تحقيقيات الكونجرس وأجهزة الاستخبارات الرسمية من تدخل روسى كبير فى الانتخابات الرئاسية 2016. وتعتقد هذه الأصوات أنه كان يمكن لترامب، وبكل سهولة أن يتجنب مثل هذا اللقاء خاصة مع توقعه لردود الأفعال، إلا أن نظرة على سلوك وطريقة ترامب، تجعلك ترى نمطا مختلفا فى التعامل مع قادة العالم ممن يتبعون سياسات معادية ومناقضة لواشنطن، ويستدلون على ذلك بلقائه برئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون فى سنغافورة الشهر الماضى.

ويردد هذا التيار مقولات على غرار أن رغبة ترامب فى تحسين العلاقات مع روسيا لا تعد بأى صورة من الصور «خيانة» كما وصفها البعض، ويتذكرون استهتار وسخرية الرئيس الديمقراطى السابق باراك أوباما من منافسه فى انتخابات 2012 ميت رومنى عندما ذكر أن أكبر تهديد للولايات المتحدة لا تزال روسيا. ويتهم هذا التيار الرئيس أوباما بالتساهل مع غزو روسيا لشبه جزيرة القرم، وفرضه عقوبات بسيطة على موسكو، ويتهمونه أيضا بالتخاذل تجاه التدخل الروسى العسكرى لدعم نظام الرئيس السورى بشار الأسد عام 2015، وهو ما أرسل إشارات سلبية عن حجم الضعف الأمريكى أمام التحركات الروسية. ويتجه هذا التيار كذلك للتركيز على ما قام به الديمقراطيون من السعى للحصول على مباركة موسكو «للاتفاق النووى مع إيران» الذى يشوبه الكثير من نقاط الضعف كما يعتقدون.

***
ويعتقد التيار المؤيد لترامب أنه كان من الأسهل كثيرا تجنب لقاء الرئيس الروسى انفراديا خلال قمة هلسنكى، إلا أن ترامب لم يكترث. إلا أن قرار ترامب والذى جاء قبل أشهر قليلة من انتخابات الكونجرس فى نوفمبر القادم، وجاء أيضا وسط تحقيقات التدخل الروسى فى الانتخابات والتى يجريها روبرت موللر. ويسخر التيار من طلبات البعض بمقاطعة «روسيا القوة النووية الأولى فى العالم» بل يريدون للعلاقات أن تشهد المزيد من التدهور، ويستغربون من أى فائدة تعود لمصالح واشنطن إذا قامت بذلك. ويرون كذلك أنه إذا اتخذ ترامب موقفا متشددا تجاه روسيا، لقال الديمقراطيون أن ترامب يحاول التغطية على تواطئه مع موسكو فى الانتخابات الأخيرة. وهكذا لم يكن أمام ترامب أى بدائل ترضى الآخرين. يرون أن ترامب، كرئيس قادم من خارج نخبة واشنطن، لم يكن ليقم بما يقوم به الرؤساء التقليديون، من هنا فقمة ترامب بوتين تعد بمثابة الدليل القاطع لكل معارضى ترامب بأن الرئيس الأمريكى لا يكترث بهم على الإطلاق. وربما حتى يدفع سلوك ترامب لإقناع بعض الأذكياء من معارضيه أن ترامب على حق، وأن كل ما يتعلق «بالتدخل الروسى» فى الانتخابات، ما هو إلا كذبة كبرى.

***
تيار آخر مؤيد لترامب يعتقد أن كل ما أُثير حول قمة هلسنكى يرتبط بصراع ترامب مع الدولة العميقة وليس بصراع واشنطن مع موسكو. ويدعى كذلك أن الإعلام الأمريكى سيسعد لو أن ترامب أعلن الحرب على روسيا بسبب تدخلها فى الانتخابات. ولا ينفى هذا التيار تدخل روسيا فى الانتخابات، بل يراه عمل شرعى فى إطار علاقات الدول بعضها ببعض، إذ أنه لا يمكن أن ننكر تدخل واشنطن فى سياسات وانتخابات العديد من الدول حول العالم، وهذا التدخل هو أحد أنشطة أجهزة مخابرات هذه الدولة أو تلك. ويرى ذلك التيار أن باراك أوباما علم بالتدخل الروسى فى الانتخابات، ولم يفعل شيئا حيث أعتقد أن الفوز سيكون من نصيب هيلارى كلينتون.

**
استطاع ترامب الذى جاء مغردا من خارج سرب السياسة التقليدية الوصول للحكم بانتصاره الساحق على أكبر مؤسستين سياسيتين قوة ونفوذا فى العقود الأخيرة. والحديث هنا عن عائلة بوش التى مثلها فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى المرشح جيب بوش، وعائلة كلينتون التى مثلتها المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون على بطاقة الحزب فى الانتخابات الرئاسية.

ويؤمن أغلب مناصرى ترامب بالرجل وبما يقوم به، بل يقنعون أنفسهم أن كل ذلك من أجل خدمة المصالح الأمريكية. ولا يهتم هؤلاء بطريقة ومحتوى خطاب ترامب الشعبوى الذى يتجنب عقل المواطن ويتجه إلى عواطفه بصورة مباشرة.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب فى نظر أنصاره ترامب فى نظر أنصاره



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon