توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الحب وفنونه.. فى مائة قصيدة»

  مصر اليوم -

«الحب وفنونه فى مائة قصيدة»

بقلم-بهاء جاهين

من ضمن الإصدارات المهمة للمركز القومى للترجمة كتاب بهذا العنوان يجمع مختارات ضخمة من الشعر الفرنسى تربو على مائة قصيدة بقلم المترجم المبدع الأستاذ الدكتور حمادة إبراهيم[ الطبعة الثانية- 2009]. وقد اختار المترجم لمختاراته عنواناً ذكياً يشد القارئ, وفى الوقت نفسه يعبِّر عن طبيعة هذه المختارات, بل وطبيعة الشعر والإبداع عموماً؛ فلا إبداع يخلو من الحب, بفنونه أى أنواعه المختلفة, كما حرص الدكتور حمادة إبراهيم فى مقدمته الجميلة أن يوضحها لنا ويعددها: فإضافة للمعنى الشائع, وهو الحب الغراميّ بين رجل وامرأة, هناك الحب الإلهيّ ؛ وهناك حب الطبيعة؛ وحب الوطن؛ والحب العائلي؛ وحب الإنسان للإنسان أو التعاطف الإنساني؛ وحب الشعر والإبداع ؛ وحب الحياة نفسها. وقد اعتمد د. حمادة إبراهيم على هذه الأنواع أو الفنون المختلفة فى تبويب مختاراته, إلا أنه يلفتنا فى مقدمته أننا قد نجد فى قصيدة واحدة أنواعاً وفنوناً متعددة من الحب. ومن أكثر القصائد احتشاداً بتلك الفنون من الحب- وغيرها مما لم يخطر على بال المترجم, لكنها بالتأكيد شغلت شاعراً سمَّى مجموعة أشعاره كلها أزهار الشر- تلك القصيدة التى اختارها لبودلير بعنوان البَرَكة, والتى تحتدم فيها ألوان شتَّى متناقضة متصادمة من الحب تصطف فى جيشين متطاحنين: فهناك فى جانب, حب الخالق للمخلوق والمخلوق للخالق, وحب المرأة والطبيعة والشعر والجمال والإبداع؛ وفى الجانب الآخر حب الذات, وحب الشر والتحطيم, وحب تعذيب المحبوب, وحب الشاعر وتقديسه للألم.. فى قصيدة غنية وطويلة نسبياً اخترتها لجمالها الفائق ولتعبيرها عن موضوع المختارات التى أبدع المترجم فى نقلها من الفرنسية؛ وهذا ليس جديداً عليه, فقد استمتعت من قبل بترجمته للأعمال الكاملة للكاتب المسرحى الرومانى يوجين يونسكو فى مجلدين ضخمين. والآن إلى قصيدة بودلير. يبدأ الشاعر قصيدته بنقيض الحب؛ بنموذج متطرف وشاذ للكراهية؛ كراهية الأم لمولودها: «حينما خرج الشاعر إلى هذا العالم المنكود/../ لوحت أمه بقبضتها نحو السماء/ مذعورة تصب اللعنات متوسلة مستعطفةً: آه, لماذا لم أنجب سرباً من الأفاعي/ بدلاً من أن أقوم على تغذية هذا المخلوق الشائه؟!».. أما الشاعر فيستجير بالحب الإلهى وجمال الطبيعة التى خلقها الله, حين يقول: «ولكن الطفل المعقوق المنبَت/ راح يسكر من ضوء الشمس/ فى كفالة مَلَك خفيّ/../ أما الملاك الذى يرعاه فى طوافه/ فكان يبكى إذ يراه سعيداً كطائرٍ فى غابة». لكن بودلير المهووس بفكرة الشر, والذى كان يعانى دون شك من شعور بالاضطهاد, سرعان ما يرتد لنوع قاتم من الحب يفوق فى شره الكراهية, فيقول عن أصدقائه: «أما سائر من يكنون له الحب فجعلوا يتربصون به/../ ويمارسون عليه قسوة القلب/ وفى الخبز والنبيذ المخصص لغذائه/ خلطوا الرماد والبصاق القذر»... ثم ينتقل لزوجته, وإلى نوع كريه آخر من الحب, هو حب الذات إلى حد تأليهها: «أما زوجته فراحت تصيح فى الساحات قائلةً: مادام يحبنى حتى العبادة/ فسأتبع معه طريق المعبودات القدامي/ وأعيد طلاء جسدى بالذهب/../ ثم أنزع من أحشائه هذا القلب/ كطائر غضٍّ يرتعد ويرتجف».. ثم يرتد الشاعر مرة أخرى، كالبندول, إلى أحضان البركة الربانية ورحمة الإبداع الشعري, فينهى قصيدته وقد انتصر على أعدائه وعلى الشر الأرضيّ بالأمجاد الشعرية السماوية: «نحو السماء, حيث رأت عينه عرشاً رائع المنظر/ رفع الشاعر الخاشع عينيه المتضرعتين/ والأنوار الهائلة؛ أنوار قريحته المستنيرة/ تحجب عنه منظر الجموع الغاضبة: تباركتَ ربي, تمنح الألم, دواءً إلهياً لآثامنا».

نقلا عن الأهرام القاهرية 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الحب وفنونه فى مائة قصيدة» «الحب وفنونه فى مائة قصيدة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon