توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وصبرها السياسي

  مصر اليوم -

مصر وصبرها السياسي

بقلم - نبيل عمرو

لو أن القائمين على جائزة نوبل العالمية يقررون إضافة بند الصبر السياسي، لحازت مصر الجائزة بلا منازع، بفعل دورها في إدارة ملف غزة.
مصر ما زالت تعالج ملفات غزة وهما في واقع الأمر ملفان رئيسيان.
الأول غزة وإسرائيل، والثاني فتح وحماس.
النتائج الحاسمة أي النهائية تبدو مستحيلة، ولا يجوز تقويم نجاعة الدور المصري وضرورته على أساس إنجازها، لأن الميزة الرئيسية لهذا الدور تفرض نفسها من خلال إنجاز سياسي بالغ الأهمية، وهو مواصلة طرح الملفات على الطاولة والعمل الدؤوب، رغم المعوقات الهائلة لمعالجتها. وهذا يعني منطقيا وتلقائيا تفادي الفراغ الذي إن حدث واستبد وطال أمده فسيؤدي إلى نتائج كارثية، ليس على صعيد غزة وحدها بل على الصعيد الفلسطيني بإجماله، مع تداعيات متعبة لأقطاب المنطقة، وأولها مصر، وكذلك بصورة أخرى إسرائيل.

وإذا ما تخيلنا مغادرة مصرية ولو مؤقتة للدور، أو إبطاء وتقليص وتيرته، وذلك بفعل اليأس من تعاون الأطراف المعنية كما يجب، فإن اشتعالاً سيستمر ويتصاعد بين غزة وإسرائيل واقتتالا سياسيا وإداريا وحتى أمنيا ينشأ ويتواصل بين حماس وفتح، ما يفرض تطوراً كارثياً في حالة الانقسام يصل إلى درك استحالة إنهائه. وبداهة فإن الوصول إلى هذا الوضع سينهي ما تبقى من نفوذ للرقم الفلسطيني في معادلة السياسة والحلول، ومقدمات تحوله إلى رقم هامشي بدأت بالظهور على الأرض، حيث صار رقماً يسهل تجاوزه ما دام أهله غارقين في صراعهم الداخلي.

في حالات معينة يشاع قول إن مصر وبفعل ضعف التعامل معها ومع رؤيتها للحلول على الملفين، ستسحب يدها وتترك الأطراف تواجه أقدارها بنفسها. وأقدر أن مصر ربما تبدي غضباً بالهمس أو بالصوت المرتفع، ويقال باسمها شيء كهذا، إلا أنها لن تسحب يدها، فهي تعرف قدرها، وتعرف أنها لو أدارت ظهرها لأزمة مركبة ومشتعلة تتفاعل على بعد خطوة واحدة من حدودها، فسيؤثر ذلك سلباً على إيقاعها الأهم وهي الدولة الأم في العالم العربي، إلى جانب خسارة ركن أساسي من أركان أمنها القومي المتمثل في أخطار ستتضاعف حتما لو نشأ الفراغ واستمر، ذلك يؤدي تلقائيا إلى فتح الباب واسعا أمام أصحاب أجندات تضع إضعاف مصر وتطويق نفوذها المعنوي والسياسي والاستراتيجي، شرطاً لتطوير نفوذها وتحقيق أجنداتها، بحيث تكون غزة هي المنطلق، ونفوذ القاهرة هو الهدف.
إلا أن مصر وقد أوشكت جهودها الدؤوبة على أن تبلغ العام الثاني عشر، لا بد أن تجد وسائل فعالة لدورها وجهدها، ومصر لا تحتاج إلى من يدلها عليها لبلوغ حلول دون الاكتفاء بمجرد تفادي الفراغ.

اثنتا عشرة سنة وعدد لا يحصى من اللقاءات قد تستغرق مدة أطول من عمل لم يحسم يحسم بعد؛ فالمصريون، وخصوصا الفريق المكلف المعالجة، يعرف الوضع الفلسطيني من كل جوانبه وبأدق التفاصيل، ويعرف أكثر أن عدم إغلاق هذه الملفات على حلول إما حاسمة أو بعيدة المدى سيضع مصير غزة والمصير الفلسطيني بإجماله تحت رحمة الصراع الداخلي في إسرائيل... فهذا الطرف يريد تحسين وضعه الانتخابي بمضاعفة القصف والجثث، وذاك يريد استخدام جوع وعري وبؤس أهل غزة لغرض تسويات ذات محتوى إنساني، وبعيد كل البعد عن أي مسار سياسي يلبي ولو بعض الحقوق الفلسطينية، وذاك يريد حماس قوية في مواجهة السلطة، وضعيفة تماماً في مواجهة إسرائيل، وهناك في الجدال الدائر بشدة من يرى أن غزة يجب أن تبقى ذخراً أمنياً لإسرائيل ومفصلاً استراتيجياً يحرم الشعب الفلسطيني من ولادة دولة حقيقية له.
غزة الآن بالملايين التي تعيش حالة البؤس فوق أرضها رهينة لقذيفة تقتل إسرائيليين لتعود الأمور خلال وبعد الرد الإسرائيلي إلى نقطة الصفر من جديد.. والحالة هذه؛ فإن ترف اللقاءات والبحث عن نقاط مشتركة بين المتصارعين كي يبنى عليها هما الوصفة الأكيدة لاستمرار الكارثة.

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وصبرها السياسي مصر وصبرها السياسي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon