توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيسنجر وإسرائيل والكاميرا الخفية

  مصر اليوم -

كيسنجر وإسرائيل والكاميرا الخفية

بقلم : نبيل عمرو

 أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، انتشرت في وسائل الإعلام لقطة تلفزيونية تصور جنوداً إسرائيليين مدججين بالسلاح، ينقضون على طفل فلسطيني ويسحقون عظامه بالحجارة وكعوب البنادق.

أحدثت هذه اللقطة انقلاباً في المزاج العالمي لمصلحة الفلسطينيين، وضربت الرواية الإسرائيلية من أساسها، وتكرست صورة الجيش الإسرائيلي أمام العالم كجيش يقوم بأعمال وحشية ضد الأطفال العزل، حينها وجه أشهر وزير خارجية في العالم هو السيد هنري كيسنجر نصيحة إلى إسحق رابين مفادها: افعل ما تشاء بالفلسطينيين ولكن وراء الكاميرا.

وعلى مدى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي غير المتكافئ من كل النواحي إلا رجحان كفة العناد الآدمي على الإمكانات الضوئية الهائلة، فإن الكاميرا لعبت دوراً حاسماً في ضرب الرواية الإسرائيلية وتجنيد أوسع قطاعات الرأي العام العالمي ضدها، ومع أن الوقائع التي تثبت ذلك كثيرة وتزدحم بها مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون الناجية من القبضة الإسرائيلية، فإنني أختار واقعتين لا تزالان تحتلان اهتماماً كبيراً عند كل من لا يزال لديه بقية ضمير أو موضوعية؛ واحدة بطلها شاب فلسطيني استخدم كاميرا الموبايل عن قرب، في تصوير عملية الإجهاز على الجريح الفلسطيني مشلول الحركة عبد الفتاح الشريف في الخليل، وحين وجدت اللقطة سبيلها إلى النشر تعرّت الرواية الإسرائيلية القائمة على تبرير كل قتل لفلسطيني بأنه دفاع عن النفس، ووقعت اللقطة حتى في إسرائيل ذاتها كزلزال ما زالت تداعياته متواصلة حتى الآن.

حتى إن الرأي العام الإسرائيلي لا يزال منقسماً على الفاعل واسمه ازاريا، البعض يريد تبرئته مهما فعل، وبعض آخر يريد استمرار حبسه، ليس دفاعاً عن العدالة وإنما دفاعاً عما يسمونه «طهارة سلاح جيش الدفاع».

واقعة أخرى طازجة تماماً حدثت حين تسربت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لقطة شديدة الوضوح يظهر فيها قناصة إسرائيليون وهم يتراهنون على قتل ولد فلسطيني يقف وراء السياج الحدودي، وبالصوت والصورة، رأى الناس وسمعوا الحوار الضاحك بين القناصين قبل قتل الولد ثم الحوار المبتهج بعد قتله، مع أن الصورة الواضحة تماماً تظهر أن الولد لا يحمل أي نوع من السلاح.

الكاميرا الخفية والظاهرة أرغمت أفيغدور ليبرمان على تغيير الرواية واعتماد بديل جديد عنها يستحق أن يقدم مبتدعها إلى المحاكم الجنائية في كل مكان، إذ قال وزير الجيش: «لا يوجد في غزة أبرياء»، وهذا يعني إطلاق يد الجنود وحتى الطيارين ورماة المدافع والصواريخ لقتل كل من يعيش على أرض غزة. وهنا أُعلنت الرواية الإسرائيلية على حقيقتها دون رتوش، كل من يعيش في غزة ليس بريئاً!

وما الفرق بين هذا القول والقول الأخطر الذي قاله سلفه حين أفصح عن أن أهم أمانيه أن يرى غزة بمن عليها وقد غرقوا في البحر.

أمام هذا المثبت بالصوت والصورة ماذا تعني في الواقع نصيحة كيسنجر، وهل لدى القادة الإسرائيليين وقت كافٍ ليفعلوا ما يشاءون بالفلسطينيين وراء الكاميرا وليس أمامها.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيسنجر وإسرائيل والكاميرا الخفية كيسنجر وإسرائيل والكاميرا الخفية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon