توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأسماء الأجنبية أم الأسماء العربية؟

  مصر اليوم -

الأسماء الأجنبية أم الأسماء العربية

بقلم - حسن حنفي

تقدم أحد نواب مجلس الشعب أو مجلس الأمة أو النواب أو البرلمان، فقد تغيرت الأسماء طبقا لنظم الحكم وتردد الاسم بين الأسماء العربية مثل الشعب والأمة والأسماء المعربة عن الفرنسية أو الإنجليزية مثل البرلمان، باقتراح كى يصدر البرلمان قرارا للحفاظ على الأسماء العربية وتحريم الأسماء الأجنبية منذ شهادة الميلاد حتى البطاقة الشخصية وجواز السفر وجميع الأوراق الرسمية الخاصة بالمواطن. واستهجن معظم النواب هذا الاقتراح حتى ولو كان يعبر عن نية طيبة فى الحفاظ على اللغة العربية ونقائها من العجمة التى بدأت تغزوها خاصة فى الأيام الأخيرة. وهو اقتراح جاد بصرف النظر عن قدرة القرار لو صدر على تغيير عادات الشعب وتلقائية الوالدين وحقهما فى اختيار الأسماء للمواليد الجدد، بعد أن فكرا فيها طويلا قبل الولادة. ويعبر كل اسم يختاره الوالدان عن مدى الفرحة بالمولود الجديد. فالأنثى تسمى جولييت أو سونيا. والذكر يسمى جورج أو جاك. والباعث وراء ذلك هو التغريب أى أثر الغرب فى الثقافة العربية والولاء له والتخلى عن الشخصية الوطنية. ويتم ذلك من الأقباط والمسلمين على حد سواء.

ومن يسير فى شوارع القاهرة يكفيه أن يرى أسماء المحلات الأجنبية مثل كوافير أو كاربت مع أن أسماءها العربية متاحة، مصفف الشعر لأن كلمة حلاق مرتبطة بحلاق الصحة، وسجاد، ولكن صاحب المحل يظن أنه بالاسم الأجنبى الفرنسى أو الإنجليزى تكثر زبائنه فيزداد دخله على حساب اللغة الوطنية. أما أسماء البضائع الأجنبية فما أكثرها مثل تويوتا، شيفورليه، رينو، سوزوكى للسيارات أو شارب للأجهزة الكهربائية، أو بلو جينز للملابس، أو تاكى للأثاث. الفرق هو الكتابة بحروف لاتينية أم بحروف عربية كما كان يفعل اليهود فى إسبانيا، يكتبون باللغة العربية ولكن بحروف عبرية. أما أسماء الفنادق فكلها أجنبية، هيلتون، شيراتون، كونراد، سميراميس، سوفيتيل، وندسور، ميتروبوليتان، وهى فنادق الدرجة الأولى. وفى مقابلها أسماء مكة، والمدينة، والأزهر، والحسين وهى فنادق الدرجة الثالثة أو الرابعة. أما الوجبات السريعة فمعظمها بالإنجليزية مثل هامبورجر، تشيز برجر، كومبو أو بالإيطالية مثل بيتزا، وهناك محلات تجمع بين اللغتين مثل بيتزاهت. أما أسماء مواقع التواصل الاجتماعى فما أكثرها مثل فيسبوك، تويتر، واتساب، إنستجرام. ومعظم أسماء الأدوية أيضا بالرغم من وجود ما يقابلها بالعربية مثل فيتامين، أنتى بيوتك، جلسرين، بيتادين، وبعض تحليلات الدم مثل هيموجلوبين. وقد حاولت سوريا تعريب الطب إلى طب عربى خالص بأسماء عربية خالصة كما حاولت إسرائيل إيجاد مقابل عبرى لكل ألفاظ الحداثة الغربية.
ولا يقال إن ذلك شىء طبيعى.

إذ يتم تحول لغة الغالب إلى لغة المغلوب كما تحولت الألفاظ العربية خاصة فى العلوم والأطعمة إلى اللغات الأجنبية فى مرحلة انتصار الحضارة العربية مثل السكر، الزيتون، قهوة، شاى إلى اللغتين الإسبانية والإنجليزية. وقد خرجت قواميس عدة باللغة الإسبانية عن الألفاظ العربية التى دخلت اللغة الإسبانية وهى بالآلاف. والسؤال هو: فى أى مرحلة من التاريخ، مرحلة الغالب أم مرحلة المغلوب؟ وهل التحرر الوطنى يكتمل دون تحرر لغوى كما حدث فى الجزائر بعد الاستقلال فى مرحلة التعريب؟ ولا يدافع عن التعريب العرب فقط بل كل من يتكلم العربية لأنه عربى. فالعروبة ليست بأبٍ أو أم إنما العروبة هى اللسان. والحرص على النقاء اللغوى يتم فى كل لغة خاصة اللغة الألمانية. فكل لفظ أجنبى شاع فى كل اللغات له مقابل ألمانى أصيل. وهكذا فعل العرب القدماء عندما ترجموا المنطق اليونانى. بدأوا بالتعريب؛ أى النقل الصوتى للفظ اليونانى ثم حولوه إلى لفظ عربى أصيل مثل قاطيغورياس أى المقولات، بيرى هرمنياس أى العبارة، أنالوطيقا أى التحليلات، سيللوجستيقا أى القياس، ريطوريقا أى الخطابة، ديالكتيك أى الجدل، بويطيقا أى الشعر. ونحن مازلنا فى مرحلة التعريب أى النقل الصوتى للفظ الأجنبى. واتسعت هذه المرحلة ولم تتوقف كلما زادت التبعية الثقافية للغرب. وهو ما دفع الحركة السلفية إلى التمسك بالألفاظ العربية. فاللغة العربية هى لغة القرآن. ومن فرّط فى اللغة فرّط فى دينه. وهو ما دعا مجمع اللغة العربية الذى يسيطر عليه الاتجاه المحافظ مثل مجمع البحوث الإسلامية إلى افتعال لفظ عربى فى مقابل اللفظ الأجنبى مثل «شاطر ومشطور وبينهما طازج» ترجمة لساندويتش. وهو ما دفع الناس أيضا للحديث بالعامية وترك الفصحى مما سبب السخرية من المأذون والشيخ وأستاذ اللغة العربية عندما يتحدث بالفصحى كما صورت بعض الأفلام المصرية. وجنّد البعض أنفسهم للدفاع عن العامية ضد الفصحى بل ترجمة معظم الأعمال الأدبية لشكسبير وجوته بالعامية تقريبا للناس مما قد يدفع الناس أكثر وأكثر للبعد عن الفصحى واعتبارها لغة ميتة. بل إن بعض أساتذة الجامعات يحاضرون للطلاب بالعامية. وانتشرت من خلال أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة. ونسى المتحدث بالعربية قواعد النحو بمن فى ذلك رؤساء الدول ووزراء الثقافة.

وتكون فضيحة أمام بعض رؤساء الدول ووزراء الثقافة العرب الذين مازالوا يتكلمون بالفصحى ويعرفون قواعد النحو، وأن تأتى من مصر أم العرب وكعبة العلم وموطن الأزهر الشريف واتحاد مجامع اللغة العربية. وقد تصبح اللهجات العامية لغات وطنية فلا يستطيع العربى أن يخاطب العربى فى نفس الوقت الذى ندعو فيه إلى الوحدة العربية. وقد استطاعت إسرائيل أن توحد شعبها من كل حدب وصوب من خلال اللغة العبرية. والحجة أن الإيطالية لهجة عامية من اللغة اللاتينية. وقد يأتى الاعتراض من الإخوة الأقباط للتمسك بالأسماء اليونانية خاصة للبابوات. والرد أن هناك أسماء عربية مسيحية يتفق عليها الجميع مثل موسى، يحيى، يعقوب. فالعروبة هى الجامع بين الأديان والطوائف

 

 

 

نقلا عن المصري اليوم

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسماء الأجنبية أم الأسماء العربية الأسماء الأجنبية أم الأسماء العربية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon