توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدراما التركية تدفع ثمن سياسات «أردوغان»

  مصر اليوم -

الدراما التركية تدفع ثمن سياسات «أردوغان»

بقلم - جيهان فوزى

حينما دخلت المسلسلات التركية كل بيت عربى كانت تمثل اللغة المفقودة فى الدراما العربية، ولعل مسلسل «نور»، وبطله «مهند» بوسامته اللافتة الذى بُث على قناة MBC عام 2007، كان البداية التى أثارت الغضب والتندر بين الرجال العرب كونه أثار ضجة كبيرة واستحوذ على اهتمام السيدات لأنه عزف على وتر الحرمان والافتقاد للرومانسية التى غابت عن مجتمعاتنا العربية تحت وطأة ضغوط الحياة، وبعد الرواج الكبير الذى لاقاه المسلسل فى أنحاء الوطن العربى بدأت تنهال الدراما التركية لتحل ضيفاً على القنوات الفضائية وبالذات «MBC»، وباتت تشكل دخلاً كبيراً للإنتاج التليفزيونى التركى، بل إن القصر الذى صور فيه مسلسل نور أصبح مزاراً سياحياً للرواد العرب يحصّل من الزائر 200 دولار لدخوله، وكان مثار دهشة المرشدين السياحيين الأتراك هذا الشغف العربى لزيارة القصر الذى يطل على مضيق البسفور أكثر من زيارة الأماكن الأثرية والسياحية التركية.

فجأة ودون سابق إنذار قررت قنوات MBC التوقف عن عرض الدراما التركية دون تمهيد، وأكد المتحدث الرسمى باسم المجموعة، مازن حايك، أنه بموجب قرار شمل منابر إعلامية وقنوات تليفزيونية متعددة فى عدد من البلدان والعواصم العربية، أصبحت الدراما التركية كلياً خارج القنوات المنتمية إلى مجموعة MBC فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع بداية هذا الشهر وحتى إشعار آخر. علل «حايك» أسباب القرار لإتاحة الفرصة لإنتاج المزيد من المحتوى الدرامى الخليجى والعربى النوعى وعرضه على مختلف الشاشات العربية بأسرع وقت ممكن، غير أن السبب الحقيقى خلف هذا القرار هو انتباه المعنيين فجأة لأهمية التكاتف على كل المستويات لتحقيق المصلحة العربية العليا! ويجب توقف استعمال القوة العربية الناعمة -أى الإعلام- للترويج لصورة تركيا وجمال معالمها، وإدخالها إلى بيوت الملايين من العرب، فيما هى فى المقابل لها سياسات لا تصبّ بالضرورة فى مصلحة المنطقة العربية. من هنا فالمعاملة ينبغى أن تكون بالمثل. فلمَ علينا أن نقدّم لها خدمة مجانية وأن نُجمّل صورتها؟ على اعتبار أن وقع المحتوى الدرامى أقوى وأكثر استدامة من بعض الحملات الإعلانية والترويجية التى تعتمدها الدول.

القرار تخطى كونه مهنياً أو تجارياً فهو سياسى بامتياز! لكن لماذا الآن؟خاصة أن السياسة التركية تناصب العداء لبعض الدول العربية منذ ثورات الربيع العربى وتتدخل فى شئونها تدخلاً سافراً وكان الأولى بالدول العربية المتعاونة مع تركيا اتخاذ موقف حازم على كافة المستويات حرصاً منها على الأمن القومى العربى فور انتهاج تركيا سياسة الاستعداء والتدخل وإثارة القلاقل والاضطرابات داخل تلك الدول! صحيح أن القوى الناعمة لها تأثير كبير فى توجيه الرأى العام واتجاهات السلوك والتفكير بما فى ذلك تغييب الوعى وتزييف الحقائق، لكن مقاطعة الفن والثقافة لمعاقبة دولة على سلوكها السياسى ليس هو الحل، فقد استطاعت الدراما التركية بذكاء توظيف مزاراتها السياحية ومناطقها الأثرية لتكون مصدر دخل يعود عليها بالملايين رغم ضعف النصوص معظم الأحيان وضحالة المحتوى، لكنها كانت جاذبة للمشاهد العربى لأنها تغذى داخله كل ما يفتقده فى حياته الصعبة ربما لاعتمادها على استعراض الأماكن السياحية وسحر الطبيعة والتفنن فى مزج الرومانسية بمشاكل الواقع. أياً كانت الأسباب والدوافع فإن مثل هذه الخطوات إنما تكرس فى الوعى الجمعى ثقافة الاستبداد والانغلاق، كما أنها تسلب حق المتلقى فى أن يقرر هو ما يشاهده أو العزوف عنه، ومواقفنا من سياسات دول أو كراهيتنا لرموز لا يمنع من التداول الثقافى والمعرفى وأن نضعها ضمن مناهجنا لندرسها، فمثلاً الكاتب التنويرى الفرنسى «فولتير» تطاول على الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وتجاوز فى حق ديننا الحنيف ومع ذلك لم نقلل من تأثيره فى المعرفة والتنوير.

نقلا عن الوطن القاهرية

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدراما التركية تدفع ثمن سياسات «أردوغان» الدراما التركية تدفع ثمن سياسات «أردوغان»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon