توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كان «يوم الأرض»

  مصر اليوم -

كان «يوم الأرض»

بقلم - جيهان فوزى

علاقة جدلية تلك التى تربط الأدب الفلسطينى بالأرض، ارتباطاً روحياً بين الإنسان الفلسطينى وأرضه المجبولة بعرق الكادحين والفلاحين ودمائهم ودموعهم، الأرض هى رمز بقائهم وهويتهم وانتمائهم، سر وجودهم وصمودهم، تشكل أحد الملامح والصور الحاضرة فى دفتر الأدب شعراً وروايات، جسدت وعكست وحدة وتلاحم الشعب الفلسطينى المتيم بحبها بأروع وأبهى صوره فى يوم الأرض الخالد عام 1976، عندما انتفضت هذه الجماهير مع قواها النضالية ضد غطرسة الاحتلال وسياسته القائمة على النهب والمصادرة لكل ما هو فلسطينى ليقتلعه من تاريخه وتراثه وجذوره، سقط الشهداء والجرحى فى عرابة وسخنين والطيبة وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية فى مناطق الجليل التى احتلت عام 1948، ومنذ ذلك الحين أصبح يوم 30 من مارس مناسبة فلسطينية خالدة تحيى فيها ذكرى يوم الأرض التى حاولت إسرائيل اغتصابها وسرقتها من أصحابها، وجسد هذا اليوم مرحلة جديدة من العلاقة بين الأرض والإنسان الفلسطينى فبدونها الهوان وفقدان الهوية والتشرد.

الأرض وجع وحنين كل فلسطينى، لها الأولوية فى حياته العصية على الركوع، وفيها تكمن استمراريته وسر وجوده، ولأنها المغزى والرمز فقد عالج الكتاب والأدباء والشعراء الفلسطينيون قضية الأرض فى نصوصهم الأدبية الشعرية والنثرية من زوايا مختلفة، ترجموا صدق المشاعر والإحساس الوطنى والارتباط الأبدى بالأرض وأهميتها للفلسطينى، ساهموا فى نشر الوعى بصور محكية وحذروا من السماسرة ونبهوا إلى المشاريع والمخططات المرسومة التى تستهدف مصادرة أراضيهم، فصاغوا روائع القصص والحكايات التى تتحدث عن ارتباط الفلسطينى بأرضه، ونثروا الأشعار الحماسية مغموسة بقصص وقصائد الحب والعشق والمقاومة الداعية إلى التمسك بالأرض والدفاع عنها والتصدى لعملية المصادرة والتجريف لمحو الهوية والجنسية وعبق التاريخ باسم القانون.

سلاح الأدب الذى يصور الواقع الفلسطينى فرض نفسه، ولم يجد خياراً أمامه سوى المقاومة بالكلمة للتصدى للمؤامرات التى تحاك ضد الشعب الفلسطينى والممارسات التى تسلبه كل حقوقه الشرعية والإنسانية والوطنية، فهو ملح الأرض وثراؤها تعددت ألوانه وتشعبت خطوطه فى سرد قصص أسطورية عن المقاومة والصمود، لكن هل اختفى أدب المقاومة مع الوقت بعد أن صار ملعوناً وساءت سمعته، أم أنه لبس ثياباً أخرى وخرج متنكراً ليعيد إنتاج الحياة الفلسطينية المعاصرة شعراً ونثراً وأغانى؟

ربما تغيرت طرق التعبير عن «يوم الأرض» فى الوعى الجماهيرى بعد انتشار وسائل الاتصال المتعددة، فأصبحت مواقع السوشيال ميديا متنفساً قوياً للتعبير والتجول داخل النفس والعقل، وتسجيل محطات مثيرة ومميزة وكاشفة عن حياة الفلسطينى داخل وطنه وفضح ممارسات الاحتلال اليومية من مصادرة للأراضى وتشريد أهلها وانتهاك عرضها، وأصبحت المواجهة مباشرة ويومية مع كل قرار إسرائيلى بضم قطعة أرض جديدة أو تهجير السكان للاستيلاء على ما تبقى من تاريخهم وهويتهم، فالاشتباكات اليومية مع الاحتلال لا تكل وسقوط ضحايا التصدى للاعتداءات لا تمل، والوقفات الميدانية اليومية احتجاجاً على مصادرة الأراضى وفضح الاحتلال وكشفه أمام العالم لم تتراجع، غير أن لغة المواجهة الأدبية لجرم الاحتلال ما زالت تسير بالتوازى مع المقاومة التقليدية، فالواقع الفلسطينى يؤكد أن أدب المقاومة لم يمت وإنما أبطاله تبدلوا وأصحابه تغيروا، فالأجيال الجديدة رغم ما يعانيه أدب المقاومة من اضطهاد لا تزال تكتب وتقاتل حين يستدعى الأمر، ولعل أعظم ما عبر عن المأساة الفلسطينية وحضورها المميز هو الأدب الجديد المتسلل من داخل الزنازين وفى خيام المشردين وبين الأدباء المهمشين، وبالنسبة للأدباء والفنانين الفلسطينيين فإن التفاتهم لواقع شعبهم التراجيدى قد وسع المدارك الإبداعية لآفاق جديدة، ورغم عزوف الأدباء الفلسطينيين عن أدب المقاومة، فإن ذلك لم ينف حاجة الواقع المتفجر دائماً فى الأراضى الفلسطينية إلى أدب يحاكى هموم شعب تكاد تكون حكاية كل فرد فيه تصلح لعمل فنى أو أدبى.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان «يوم الأرض» كان «يوم الأرض»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon