توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مسيرة العودة».. هل تعيد الوحدة؟

  مصر اليوم -

«مسيرة العودة» هل تعيد الوحدة

بقلم - جيهان فوزى

طوال واحد وأربعين عاماً يحتفل الفلسطينيون بـ«يوم الأرض» بطرقهم المختلفة إحياءً لذكرى شهداء الأرض الذين وقعوا دفاعاً عنها، ومنذ ذلك الحين يعتبر هذا اليوم عيداً وطنياً لديهم يذكرهم دوماً بأرضهم وأهميتها التاريخية لديهم، وقبل أيام حل يوم الأرض على الفلسطينيين ليقرروا فيه اعتماد أسلوب آخر بعد أن ضرب اليأس أعناقهم وضاقت بهم الدنيا وأظلمت مقومات الأمل فى مستقبل واعد، خصوصاً فى قطاع غزة، اختار أهل القطاع الاحتفال بيوم الأرض بمسيرة العودة الزاحفة نحو الحدود التى اعتلاها سياج شاهق غرسه الاحتلال الإسرائيلى ليحاصر القطاع أكثر ويفصله عن بقيه الأراضى الفلسطينية التى التهمها قطعة تلو أخرى، خرج أهالى غزة سائرين نحو السياج فى مظاهرات سلمية احتجاجية لتذكر العالم أنهم حاضرون رغم الغياب الطويل الذى حاصرهم وأنهم لن يستسلموا لمصير فرضته سياسات أمريكا وإسرائيل ومؤامرة «صفقة القرن» التى يجهز لها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وإسرائيل لتصفية قضيتهم نهائياً، فضلاً عن حصار السلطة الفلسطينية الذى فرضته عليهم من قطع الأرزاق وتجميد الأموال وخصم الرواتب ووقف الإمدادات الطبية والوقود والكهرباء فتحولت حياتهم إلى الجحيم بعينه.

أسلحتهم كانت إيمانهم بعدالة قضيتهم واليأس الذى ضرب مقومات حياتهم فلم يُبْقِ لهم ما يخافون عليه، لكن إسرائيل بعتادها العسكرى وجيشها المارق كانت تخشى مسيرتهم فحوّلتها مرة أخرى إلى دماء روت عطش الأرض القاحلة بفعل العزلة والحصار وسياسات الظلم والاعتداء والقسوة، عشرات الآلاف خرجوا غير آبهين بالتهديد والتحذيرات التى أطلقتها إسرائيل وكانت تجهز لها منذ تسربت لها أنباء عن مسيرة العودة السلمية التى ينوى الأهالى تنظيمها فى يوم الأرض، فهناك علاقة جدلية تلك التى تربط الفلسطينى بالأرض، ارتباطاً روحياً بين الإنسان وأرضه المجبولة بعرق الكادحين والفلاحين ودمائهم ودموعهم، الأرض هى رمز بقائهم وهويتهم وانتمائهم، سر وجودهم وصمودهم، تشكل أحد الملامح والصور الحاضرة فى أذهانهم، جسدت وعكست وحدة وتلاحم الشعب الفلسطينى المتيم بحبها بأروع وأبهى صوره فى يوم الأرض الخالد عام 1976، عندما انتفضت الجماهير مع قواها النضالية ضد غطرسة الاحتلال وسياسته القائمة على النهب والمصادرة لكل ما هو فلسطينى ليقتلعه من تاريخه وتراثه وجذوره، فى هذه المناسبة أعادت «مسيرة العودة» روح تلك الذكرى الخالدة فى أذهان الفلسطينيين وأيقظت ضمير العالم الذى كاد يموت مع تراجع القضية الفلسطينية بعد أن سقط فى «مسيرة العودة» أكثر من 18 شهيداً ومئات المصابين. وتوالت ردود الفعل الغاضبة وإدانات المجتمع الدولى، فما اقترفته إسرائيل من عنف مفرط فى مواجهة مسيرة سلمية غير مبرر؟! واعترفت منظمة (هيومن رايتس ووتش) بأن المسئولين الإسرائيليين الكبار الذين طالبوا بشكل غير قانونى باستخدام الذخيرة الحية ضد المظاهرات الفلسطينية التى لم تشكل أى تهديد وشيك للحياة، يتحملون المسئولية عن مقتل 18 متظاهراً فى غزة وإصابة المئات فى 30 مارس 2018. وأوضحت المنظمة الحقوقية أن الحكومة الإسرائيلية لم تقدم أى دليل على أن إلقاء الحجارة وغيره من الأعمال من قبل بعض المتظاهرين على الحدود مع قطاع غزة هدد بشكل خطير الجنود الإسرائيليين وراء السياج الحدودى. وقالت المنظمة: «كان العدد الكبير للوفيات والإصابات نتيجة متوقعة للسماح للجنود باستخدام القوة القاتلة فى حالات لا تهدد الحياة، بما ينتهك المعايير الدولية. كما أتى نتيجة ثقافة الإفلات من العقاب على الانتهاكات الجسيمة، القائمة منذ أمد طويل داخل الجيش الإسرائيلى!

لقد شكلت «مسيرة العودة» التى انبثقت من رحم الأرض نقطة تحول فاصلة للفلسطينيين وصحوة ضمير غاب وسط الصراعات على السلطة والسيادة، هى لحظة اختبار فارقة فى ظروف ملتهبة إما أن تعيد لهم وحدة الصف وتنحية الخلافات والالتفاف حول مشروعهم الوطنى وإنجاز المصالحة المنتظرة منذ سنوات، وإما أن تغرقهم فى وحل التناقضات والصراعات فتفوت عليهم فرصة الخروج من عنق الزجاجة التى خنقتهم بها إسرائيل الماضية فى مشروع التهويد وسحق الهوية الفلسطينية بمساعدة ودعم أمريكى لم يحدث من قبل.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مسيرة العودة» هل تعيد الوحدة «مسيرة العودة» هل تعيد الوحدة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon